المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

تفسير بعض اسماء الله تعالى
10-5-2020
q-Saalschütz Sum
29-8-2019
وظائف الاتصال عند هارولد لاسويل
28-12-2022
لماذا يلتزم الشيعة بالسجود على التربة الحسينية من أرض كربلاء ؟
7-5-2019
المعقول
2023-04-02
نستجير بالله من جار السوء
16-3-2022


الفيروز آبادي  
  
5718   11:36 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص829-832
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-1-2016 5139
التاريخ: 14-08-2015 2124
التاريخ: 30-9-2019 2241
التاريخ: 12-08-2015 1906

هو مجد الدين أبو الطاهر محمّد بن شيخ الإسلام سراج الدين يعقوب بن محمّد بن ابراهيم بن عمر الشيرازيّ الفيروزاباديّ، ولد في بلدة كازرون قرب شيراز، في جمادى الأولى 729 ه‍ (1329 م) .

بدأ الفيروزاباديّ تعلّمه في شيراز سنة 737 ه‍ ثم ذهب الى واسط. و في سنة 745 ه‍ (1344 م) جاء الى بغداد. و في 750 ه‍ كان في دمشق يسمع من تقيّ الدين السبكيّ ثمّ ذهب معه الى القدس. و بقي الفيروزاباديّ في القدس عشر سنين. بعدئذ ذهب الى بلاد الروم (آسية الصغرى) ثم الى القاهرة. و في 770 ه‍ (1368 م) ذهب الى مكّة و مكث فيها مدّة زار في أثنائها دهلي و ما جاورها من بلاد الهند. و في سنة 794 ه‍)1392 م) دعاه والي بغداد السلطان بهادور أحمد بن أويس بن حسن بزرك (1) الجلائري فلقي عنده حظوة. ثم زار تيمورلنك في شيراز. و في 796 ه‍ ذهب الى اليمن فنال حظوة عند الملك الأشرف سلطان تعزّ فأصبح هنالك قاضي القضاة.

و كانت وفاة الفيروزاباديّ في زبيد باليمن في 20 شوّال من سنة 817 ه‍ (3/1/1415 م) .

الفيروزاباديّ من أشهر علماء اللغة، كان سريع الحفظ فبرع في علوم كثيرة و خصوصا في التفسير و الحديث و الفقه و اللغة؛ و كان له نظم و نثر. و للفيروز آبادي نحو أربعين كتابا أشهرها القاموس المحيط الذي اختصره من تآليف له في هذا الفن أوسع نطاقا. و القاموس المحيط كتاب لغة، و لكنّ فيها فوائد جغرافية و تاريخية و استطرادات أدبية أحيانا. و من كتبه أيضا: اللامع المعلم (قاموس) -الجليس الأنيس في أسماء الخندريس (الخمر) -تحبير الموشّين فيما يقال بالسين و الشين-البلغة في تأريخ أئمّة اللغة - الغرر المثلّثة و الدرر المبثّثة (2) - تحفة الأبيه (3) في من نسب الى غير أبيه، الخ.

- من مقدمة «القاموس المحيط» :

الحمد للّه منطق البلغاء باللغى في البوادي و مودع اللسان ألسن اللّسن الهوادي. . . و بعد فإن للعلم رياضا و حياضا و خمائل و غياضا و طرائق و شعابا و شواهق و هضابا، يتفرّع عن كلّ أصل منه أفنان و فنون، و ينشقّ عن كلّ دوحة منه خيطان و غصون (4). . . . .

هذا و اني قد نبغت في هذا الفن قديما و صبغت به أديما و لم أزل في خدمته مستديما. و كنت برهة من الدهر ألتمس كتابا جامعا بسيطا و مصنّفا على الفصح و الشوارد محيطا. و لمّا أعياني الطلاب شرعت في كتابي الموسوم باللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم و العباب (5) فهما غرّتا الكتب المصنّفة في هذا الباب و نيّرا براقع الفضل و الآداب، و ضممت إليهما زيادات امتلأ بها الوطاب و اعتلى منها الخطاب ففاق كلّ مؤلّف في هذا الفن هذا الكتاب. غير أني خمّنته في ستّين سفرا يعجز تحصيله الطلاّب. و سئلت تقديم كتاب وجيز على ذلك النظام و عمل مفرغ في قالب الإيجاز و الإحكام مع التزام إتمام المعاني و إبرام المباني، فصرفت صوب هذا القصد عناني و ألّفت هذا الكتاب محذوف الشواهد مطروح الزوائد معربا عن الفصح و الشوارد، و جعلت بتوفيق اللّه تعالى زفرا في زفر و لخّصت كلّ ثلاثين سفرا في سفر و ضمّنته خلاصة ما في العباب و المحكم و أضفت اليه زيادات منّ اللّه تعالى بها و أنعم و رزقنيها عند غوصي عليها من بطون الكتب الفاخرة الدأماء الغطمطم و أسميته القاموس المحيط لأنه البحر الاعظم (6). . . . .

______________________

1) حسن بزرك (منعوت و نعت) . بزرك (فارسية) كبير.

2) المبثثة: المنثورة، المتفرقة.

3) الأبيه: الفطن، المتذكر بعد نسيان.

4) اللغى: اللغات. ألسن اللسن: أفصح أنواع اللغات. الخيطان جمع خوط (بضم الخاء) : الغصن الصغير الناعم.

5) صبغت به أديما: أصبح البحث في اللغة فيّ كأنه الدباغ في الجلد لا ننفصل. المحكم كتاب في اللغة لأبي الحسن علي بن اسماعيل بن سيده الاندلسي (ت 458 ه‍) . العباب كتاب في اللغة لأبي الفضائل رضي الدين الحسن ابن فهد الصغاني (ت 650 ه‍) .

6) الوطاب: الظرف، الوعاء. الخطاب: التخاطب، توجيه الكلام الى الآخرين. زفر (بضم الزاي و فتح الفاء) : البحر. الزفر (بكسر الزاي و سكون الفاء) : القربة (وعاء من جلد للماء-أي اختصرته كثيرا حتى لكأني أجعل البحر في قربة للماء) . السفر: الكتاب. الدأماء: البحر. الغطمطم: العظيم الواسع المنبسط (الدأماء هنا مفعول أول به من «غوصي)» كذا في الأصل و في شرح مقدمة القاموس المحيط.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.