المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ابن نباتة المصري  
  
24427   09:58 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص794-800
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-06-2015 2175
التاريخ: 26-06-2015 2447
التاريخ: 22-06-2015 2153
التاريخ: 25-06-2015 1865

هو جمال الدين (1) أبو بكر محمّد بن محمّد بن الحسن بن نباتة الفارقيّ الحذاقيّ المصريّ، ولد في القاهرة (2) في ربيع الأوّل سنة 686 ه‍ (نيسان- ابريل 1287 م) .

درس ابن نباتة المصريّ الحديث و الفقه و الأدب، و قد كان له اتّصال في أثناء تعلّمه بتقيّ الدين بن دقيق العيد ( ت 702 ه‍) و بهاء الدين بن النحّاس النحوي و علم الدين قيس بن سلطان الضرير.

بدأ ابن نباتة المصريّ نظم الشعر باكرا، و افتتح كتّابا ليتكسّب بالتعليم. ثم إنّه اتّصل بآل فضل اللّه، و هي أسرة كان نفر من أفرادها يتولّون الكتابة للأيّوبيّين في مصر و الشام. غير أنه لم ينل عند الأيوبيين في مصر حظوة، فذهب في سنة 716 ه‍ (1306 م) إلى الشام و اتّصل بالملك المؤيّد أبي الفداء صاحب حماة فنال عنده حظوة فكان يمدحه و يؤلّف له الكتب فأقبلت عليه الدنيا؛ و كان أكثر مقامه في حماة عند أبي الفداء. ثم توفّي أبو الفداء 732 ه‍ (1331 م ‍) فخلفه ابنه الملك الأفضل، و لم يكن ذا مقدرة، فزهد في الدنيا ثم عزل في تلك السنة نفسها فزال بعزله ملك الأيّوبيين.

في هذه الأثناء كلّها اتّصل ابن نباتة بنفر من الوجهاء و رجال الدولة يمدحهم، من هؤلاء الوزير أمين الدولة عبد اللّه الأميني؛ و اصطحبه الوزير الأميني الى القدس، سنة 735 ه‍ (1334-1335 م) ثم جعله ناظرا على كنيسة القيامة (3). و رجع ابن نباتة المصريّ الى دمشق و كان في كلّ عام يزور القدس ليجمع «متحصّل كنيسه القيامة» من الزوّار.

ثم قتل الوزير الأمينيّ (741 ه‍) . و في أوائل سنة 743 ه‍ (1342 م) دخل ابن نباتة ديوان التوقيع على يد القاضي شهاب الدين بن فضل اللّه العمريّ. و يبدو أنه عزل من هذا الديوان سنة 745 ه‍ ثم عاد إليه سنة 748 ه‍. في هذه الأثناء اتّصل بآل السبكي في دمشق و مدح نفرا منهم، من هؤلاء تقيّ الدين السبكي (ت 756 ه‍-1355 م) و ابنه تاج الدين (ت 771 ه‍) .

و في سنة 761 ه‍ عاد ابن نباتة المصري الى القاهرة بعد أن كان قد غاب عنها خمسين سنة أو تزيد، فأكرمه السلطان الناصر حسن إكراما كثيرا فأكثر ابن نباتة من مدحه، و ألّف له مجموعة خطب منبرية )بعدد أسابيع السنة الهجرية) ليلقيها الخطباء في المساجد التي تقام في صلاة الجمعة )و قد ذكر ابن نباتة الناصر حسنا في مكان الدعاء من هذه الخطب ذكرا جميلا) . و لكنّ هذه الحال الحسنة لم تدم على ابن نباتة فقد قتل الناصر حسن سنة 762 ه‍ ثم اضطربت حياة ابن نباتة حتّى كانت وفاته في اوائل صفر من سنة 768 ه‍)خريف 1366 م) .

ابن نباتة المصريّ شاعر و راجز و وشّاح ثم هو ناثر باحث و مترسّل.

يمتاز ابن نباتة المصريّ في شعره بالرقّة و حسن التورية و بالاقتباس من القرآن الكريم و الحديث الشريف ثم بالاتّكاء على مصطلحات أصحاب النحو و العروض و الفقه و التصوّف و الفلسفة مع نظر الى مصطلحات الشيعة. و هو في ذلك يكثر من الصناعة حتّى يصبح جانب من شعره رمزا (4) . و لابن نباتة المصريّ قصائد طوال و مقطّعات تطول و تقصر في المديح و الرثاء و الخمر و النسيب و الغزل و وصف الطبيعة. و جانب من مديحه بديعيّات (مدائح نبويّة) .

أما نثره ففصيح يسلك فيه منهج القاضي الفاضل في تكلّف الصناعة.

و مصنّفات ابن نباتة المصري كثيرة، منها: القطر النباتي (مقطّعات شعرية رقيقة) -المؤيّدات (مدائح في الملك المؤيّد أبي الفداء) –(سوق الرقيق )غزل( -السبعة السيّارة )مقطّعات سباعية، من سبعة أبيات، في أغراض مختلفة) . و له أيضا: اختيارات من شعر ابن قلاقس-اختيارات من شعر ابن الحجّاج- كتاب خبز الشعير (في السرقات الشعرية من شعره هو و من غير شعره) . أما في النثر فله مجمع الفرائد-سجع المطوّق-سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون- زهر المنثور (في الترسّل) -رسالة المفاخرة بين السيف و القلم-رسالة المفاخرة بين الورد و النرجس-حظيرة الأنس في حضرة القدس (وصف رحلته الى بيت المقدس) - ديوان خطب منبرية.

مختارات من شعره:

- قال ابن نباتة المصريّ من بديعية له (5):

لو كنت أرتاع من عذل لروّعني... سيف المشيب برأسي و هو مسلول

أ ما ترى الشيب قد دلّت كواكبه... على الطريق لو أنّ الصبّ مدلول (6)

و السنّ قد قرعتها الأربعون، و في... ضمائر النفس تسويف و تسويل (7)

ثم يذكر المعراج (8) فيقول:

و حاز سهم المعالي حين كان له... من قاب قوسين تنويه و تنويل (9)

على البراق، لوجه البرق من خجلٍ... و رجل مسعاه، تلوين و تشكيل (10)

لسدرة المنتهى-يا منتهى طلبي-... ما مثله، يا ختام الرسل، تحويل (11)

- و له في مدح الملك المؤيّد أبي الفداء:

لو لا معاني السحر من لحظاتها... ما طال تردادي على أبياتها (12)

و لما وقفت على الديار مناديا... قلبي المتيّم من ورا حجراتها

دار عرفت الوجد منذ أتيتها... زمن الوصال؛ فليتني لم آتها

ما لي و ما للّهو بعد مفارق... قد نفّرت غربانها ببزاتها (13)

و الشيب في فودي يخطّ أهلّة... معنى المنون يلوح في نوناتها (14)

سقيا لروضات الجنان و إن جنت... هذي الشجون على قلوب جناتها (15)

و لدولة الملك المؤيّد إنّها... جمعت فنون المدح بعد شتاتها (16)

ملك ليمناه عوائد أنعمٍ... ألفت حياض الجود فيض صلاتها (17)

لم يكف أن جلّى الخطوب عن الورى... حتّى جلا بعلومه ظلماتها (18)

- ولابن نباتة المصري في مسألة الدّور المشهورة (و هي أن السبب تنتج منه نتيجة هي بدورها سبب للسبب الاوّل) قوله:

مسألة الدور غدت... بيني و بين من أحبّ

لو لا مشيبي ما جفت... لو لا جفاها لم أشبّ (19)

- و له من التوريات البارعة (في النسيب) :

و مولع بفخاخ... يمدّها و شباكِ

قالت لي العين: ما ذا... يصيد؟ قلت: كراكِ (20)

- و قال يرثي ولدا له مات صغيرا:

اللّه جارك، إنّ دمعي جار... يا موحش الأوطان و الأوطار (21)

لمّا سكنت من التراب حديقةً... فاضت عليك العين بالأمطار

شتّان ما حالي و حالك: أنت في... غرف الجنان، و مهجتي في النار

ما كنت إلاّ مثل لمحة بارقٍ...ولّى و أغرى العين بالإمطار

قالوا: صغير! قلت: إنّ (22) و ربّما... كانت به الحسرات غير صغار

- من رسالة المفاخرة بين السيف و القلم:

قال القلم (23):

بسم اللّه الرحمن الرحيم- «ن وَ اَلْقَلَمِ وَ ما يَسْطُرُونَ، ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ» (24) - ثم الحمد للّه «الذي علّم بالقلم» و شرّفه بالقسم. . . . أما بعد، فان القلم منار الدين و الدنيا، و قصبة سباق ذوي الدرجة العليا، و مفتاح باب اليمن المجرّب إذا أعيا (25)؟ . . . . به رقم اللّه الكتاب الذي «لا يَأْتِيهِ اَلْباطِلُ» و سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه [وآله] و سلّم التي تهذّب الخواطر الخواطل. فبينه و بين من يفاخره الكتاب و السنّة (26)، و حسبه ما جرى على يده الشريفة من منّة. . . . .

فعند ذلك نهض السيف عجلا، و تلمّظ لسانه للقول مرتجلا، و قال:

بسم اللّه الرحمن الرحيم- «وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَ مَنافِعُ لِلنّاسِ، وَ لِيَعْلَمَ اَللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَ رُسُلَهُ بِالْغَيْبِ؛ إِنَّ اَللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ» . الحمد للّه الذي جعل الجنّة تحت ظلال السّيوف، و شرع حدّها بيد )أهل الطاعة على أهل) العصيان فأغصّتهم بماء الحتوف، و شيّد بها مراتب «الذين يقاتلون في سبيله صفّا كأنهم بنيان مرصوص» و عقد مرصوف. . . . . أما بعد، فإنّ السيف زند لحقّ القويّ و زنده الوريّ (27)؛ به أظهر اللّه الإسلام. . . . .

______________________

1) هو من نسل ابن نباتة السعدي (راجع، فوق، ص 75) ، و في سرد نسبه شيء من الخلاف.

2) قال عمر موسى باشا (أمير شعراء المشرق ابن نباتة المصري 106) : «و هم المستشرق بروكلمان في مكان ولادته فذكر أنه ولد بميافارقين، و هذا قول خاطئ لأنه مصري الدار و المولد. . .» و الواقع أن بروكلمان يذكر (الملحق 2:4) أن جمال الدين بن نباتة هذا ولد في زقاق القناديل في مصر. أما الذي ولد في ميافارقين، عند بروكلمان (1:92) ، فهو عبد الرحيم بن محمد بن نباتة.

3) كان أتباع الفرق النصرانية يختلفون في النظارة و الاشراف على كنيسة القيامة في القدس و التي يقولون أن فيها قبر المسيح. من أجل ذلك جعلت النظارة عليها منذ أمد طويل جدا لنفر من المسلمين.

4) الرمز هو تعبير مجانب يقوم على الإيغال في الاستعارات خاصة و في التوريات و الكنايات، كما نجد في الأدب الصوفي مثلا (راجع ترجمة عمر بن الفارض،520) .

5) البديعية: قصيدة في مديح الرسول. و نجد في الابيات التالية معارضة (تقليد) لقصيدة كعب بن زهير: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول (راجع 1:284-285) .

6) . . . على طريق الموت. و لكن الصب (المحب) لا يقبل هذه الدلالة.

7) . . . النفس تميل الى أن تسوف (تؤجل، تؤخر) التوبة، ثم تسول لصاحبها (تزين له، تغشه) أن الموت بعيد.

8) الاسراء هو انتقال رسول اللّه (في السنة الاولى قبل الهجرة) من مكة الى بيت المقدس؛ و المعراج متابعة ذلك الانتقال الى السماء.

9) بلغ محمد رسول اللّه أسمى الدرجات العلى لما وصل في (المعراج) الى قاب قوسين (مسافة قريبة جدا هي مقدار ما بين طرفي القوس) من عرش الرحمن، و كان في ذلك تنويه (ذكر حميد، فخر، ثناء) لمحمد كما كان تنويلا (تلبية لرغبة له و لكل انسان) .

10) البراق دابة قيل فيها إنها أصغر من الفرس تضع حافرها عند منتهى بصرها (كانت تحت الرسول في المعراج) . الاستعارة في البيت غير واضحة لي، و الملموح فيها أن البرق الذي توصف حركته بالسرعة العظيمة بات على وجهه ألوان و أشكال من الخجل لما شاهد سرعة أرجل البراق.

11) سدرة المنتهى: شجرة نابتة عند أصل العرش. تحويل: اتجاه. -لا يوجد اتجاه محبب الى النفس أكثر من الاتجاه نحو سدرة المنتهى. ختام الرسل-خاتم الرسل (محمد رسول اللّه) الذي لا رسول بعده.

12) الترداد: توالي الزيارة.

13) المفارق جمع مفرق: مكان افتراق الشعر في الرأس (في أحد الجانبين أو في الوسط) . قد نفرت غربانها السود (كناية عن الشعر الأسود) خوفا من بزاتها (جمع باز: الصقر: طائر كاسر يصيد الطيور) كناية عن المشيب.

14) الفود: الشعر النابت في أحد جوانب الرأس. الاهلة جمع هلال (خط منحن) كناية عن تزاحم الشيب في مواضع مختلفة من الرأس. المنون: الموت. النونات جمع نون (ن المشبهة لشكل الهلال) .

15) ما أجمل تلك الرياض (التي كانت كالجنان، جمع جنة) و ان كان الذي تمتعوا بها (جنوا، بفتح النون: قطفوا أزهارها) قد سببوا هذه الشجون (الاحزان و الآلام) لقلوبهم (بالحب) .

16) الشتات: التفرق.

1

7) عوائد أنعم: النعم (الاعطيات) التي تعود مرة بعد مرة. -ألف الناس أن يروا (بفتح الراء) صلاته (عطاياه) تملأ حياض الجود (الكرم) : تكفي الناس كلهم ثم تفضل عن حاجاتهم.

18) جلى (كشف) الخطوب (المصائب و الشدائد) عن الورى (جميع الناس-بكرمه) و جلا (كشف) بعلمه الظلمات (الجهل) .

19) جفا: ابتعد عن.

20) كراك: نومك؛ كراك-الكراكي: نوع من الطيور.

21) دمعي جاري: مجاور لي؛ سائل، كثير الفيض. موحش الاوطان و الاوطار: الوطن المألوف مع فقدك موحش. و اللذات المألوفة بعد فقدك غريبة على النفس.

22) قلت: إن! (فيها اكتفاء) : إنه صغير.

23) يضمن ابن نباتة في هذه القطعة عددا من آيات القرآن الكريم هي على التوالي: من سورة ن (رقم 68) ، من سورة العلق (96:4) ، من سورة حم السجدة (فصلت 41:42) ، من سورة الحديد (57:25) ، من سورة الصف (61:4) .

24) يسطرون: يكتبون. المفتاح المحرب لليمن (البركة) اذا أعيا (استعصى اليمن على الانسان) .

25) به (بالقلم) رقم اللّه (أثبت، كتب على المجاز) الكتاب (القرآن الكريم في اللوح المحفوظ في السماء) الخواطل: (النفوس) الزائغة عن طريق الصواب. فبينه و بين من يفاخر الكتاب (القرآن الكريم) و السنة (أقوال رسول اللّه و أعماله) «حكم» (جاء في القرآن و الحديث في حق القلم أقوال تحكم له: لفضله) . المنة: النعمة.

26) الجنة تحت ظلال السيوف (حديث: الجهاد في سبيل اللّه يؤهل المجاهد للدخول الى الجنة) . . شرع حدها: شهر السيوف. الحتوف: المهالك. العقد (بفتح العين) : بناء مؤلف من حجارة كبيرة موصوف بعضها فوق بعض. العقد (بكسر العين) : القلادة التي توضع في العنق.

27) زند الحق: يمين الحق (الزند: مقدم الساعد-الذي يصل الكف بباقي اليد) . زنده الوري: قوته الفاعلة، المؤثرة (الزند حديدة تقدح بها النار من الحجر). الوري-الذي يوري، أي يقدح النار بسهولة و بلا ابطاء.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.