أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-08
993
التاريخ: 20-1-2016
1655
التاريخ: 21-1-2016
3478
التاريخ: 20-1-2016
1569
|
ـ الانتباه والادراك :
إن تعامل الإنسان مع بيئته وتفاعله معها يتطلب منه أن يعرفها , والشرط الأول لهذه المعرفة هو الانتباه إلى ما يهمه فيها , ثم إدراك ذلك الحواس كي يستطيع أن يؤثر فيها ويسيطر عليها ويسخرها لخدمته . فالانتباه والادراك هما عمليتان أوليتان في اتصال الفرد ببيئته من اجل تكيفه معها , هذا بالإضافة إلى انهما الأساس الذي ترتكز عليه سائر العمليات العقلية الأخرى . ولهما علاقة ايضاً بشخصية الفرد وتوافقه الاجتماعي , فالعجز عن الانتباه وعن إدراك ما يرغب فيه الناس , وعن أثر سلوكهم فينا واثر سلوكنا فيهم يؤدي إلى سوء الفهم والتفاهم بيننا وبينهم .
ويتم الجمع هنا ما بين الانتباه والادراك لأنهما عمليتان متلازمتان في العادة , فإذا كان الانتباه هو تركيز الشعور في شيء فإن الادراك هو معرفة هذا الشيء , والانتباه يسبق الإدراك ويمهد له , أو كأن الانتباه يرتاد المجال ويتحسسه , بينما الادراك يكتشف ويعرف . غير أن الانتباه قد لا يعقبه ادراك أحياناً , فقد ننظر لكننا نعجز عن الرؤية كما ان الانتباه يكون واحداً عند جميع الناس , لكن الادراك قد يختلف تحليله عند كل واحد منهم , وذلك لاختلاف في الثقافة والخبرات السابقة ووجهات النظر أو الاختلافات في نسبة الذكاء .
ـ صفات الانتباه :
ــ الانتباه اختيار وتركيز , فالفرد لا ينتبه إلى جميع المنبهات الموجودة حوله بل يختار ما يلائمه ويستجيب لحاجاته , كما أنه يختار بعض الموضوعات ويركز عليها , وتسمى عملية الاختيار هذه بالانتباه .
ــ يتضمن الاختيار استعداداً عنه الفرد وتهيئة لملاحظة شيء ما دون آخر , أو التفكير في شيء دون آخر .
ــ موضوع الانتباه يحتل " بؤرة " شعور الفرد , أما ما عداه فيكون هامشياً .
ـ انواع الانتباه من حيث المثيرات (1) :
1ـ الانتباه القسري , وفيه يكون انتباه الفرد موجهاً نحو المثير رغم ارادته كالانتباه إلى حدوث انفجار شديد , أو وخز شيء موجع في الجسم مما يفرض المثير نفسه فرضاً فيرغم الفرد على اختياره دون غيره من المنبهات .
2ـ الانتباه التلقائي , هو ذلك الانتباه الموجه إلى شيء ما يهتم به الفرد ويميل إليه , وهو انتباه تلقائي لا يحتاج لبذل جهد معين.
3ـ الانتباه الإرادي , وهذا النوع يحتاج لبذل جهد قد يكون كبيراً كانتباه الشخص إلى محاضرة مما يجعله يشعر ببذل جهد في حمله على الانتباه , ويتوقف مقدار الجهد على شدة الدافع إلى الانتباه وعلى وضوح الهدف .
وهذا النوع لا يقدر عليه الأطفال في العادة , لذا يجب أن تكون الدروس المقدمة إليهم قصيرة ومشوقة , وأحياناً تعطى مقرونة باللعب .
ـ عوامل الانتباه :
هناك عوامل خارجية وعوامل داخلية :
فمن عوامل الانتباه الخارجية :
ـ شدة المنبه : فالأضواء الزاهية والأصوات العالية تجذب الانتباه ولكن من الممكن أن يكون المنبه شديداً ولا يجذب الانتباه , وذلك لتدخل عوامل أخرى تشتت انتباه الفرد , كأن يكون مستغرقاً في عمل آخر يهمه وليس له علاقة بموضوع المنبه الشديد .
ـ تكرار المنبه : تكرار الموضوع يؤدي إلى جذب الانتباه , ولكن إن استمر التكرار على وتيرة واحدة فقد قدرته على جلب الانتباه .
ـ التباين : كل شيء يختلف اختلافاً كبيراً عما يوجد في محيطه , فمن المرجح أن يجذب انتباه الفرد الموجود في هذا المحيط .
ـ تغير المنبه : وهو عامل قوي في جذب الانتباه , فنحن قد لا نشعر بدقات الساعة في الغرفة لكنها إن توقفت فجأة اتجه انتباهنا إليها , وكلما كان التغير فجائياً زاد أثره .
ـ حركة المنبه : فالحركة نوع من التغير , والتغير في المجال يجلب الانتباه نحوه , كما ان موضع المنبه له أهمية واضحة في تركيز الانتباه نحو هذا المنبه , فعلى سبيل المثال فإن قارئ الجريدة اميل إلى الانتباه إلى نصفها الاعلى أكثر من الانتباه إلى النصف الأسفل .
ـ أما عوامل الانتباه الداخلية فهي :
ــ الحاجات العضوية , فالجائع تسترعي انتباهه الأطعمة وروائحها بشكل خاص .
ــ التهيؤ الذهني الراهن , فإذا دخلت محلاً لشراء سلعة معينة فإن أول شيء يجلب انتباهك هو تلك السلعة التي تريد شراءها .
ــ حصر الانتباه , إن الانتباه لا يثبت على شيء واحد إلا لحظة وجيزة من الزمن , وتتوقف القدرة على حصر الانتباه على عوامل عدة , منها : الوراثة والسن والخبرة والاهتمام والنفوذ وعوامل جسمية ونفسية متعددة . ويشكو بعض الناس من شرود الانتباه لأنهم يعجزون عن التركيز إلا لبضع دقائق ثم ينصرف انتباههم إلى شيء آخر , ويرجع هذا العجز المشتت للانتباه إلى عدة عوامل داخلية وخارجية.
والإدراك , ليس بالعملية البسيطة فهو عملية معقدة , إذ تتدخل الذاكرة والمخيلة وادراك العلاقات في تأويل ما ندرك , كما أنه ليس بالعملية السلبية التي تتلخص في مجرد استقبال انطباعات حسية , فنحن بالإحساسات لوحدها لا ندرك شيئاً ونشاط الحواس ليس هو كل شيء في عملية الادراك , فبالإضافة إلى التنظيم الحسي , الذي يتمثل في تنظيم المنبهات الحسية في وحدات أو في صيغ مستقلة تبرز في مجال ادراكنا , ولكن ان هناك الخبرة اليومية والتعلم التي تضفي على هذه الصيغ معاني ودلالات من خلال عملية التأويل . وهكذا تتلخص عملية الإدراك في خطوتين (2) :
ـ الخطوة الأولى : التنظيم الحسي .
ـ الخطوة الثانية : عملية التأويل , التي تتوقف على الموقف الكلي الذي يوجد فيه الشيء لأن الجزء لا يمكن فهمه إلا بصلته بالكل الذي يضمه ويشتمل عليه .
ويختلف الناس في إدراكهم للشيء الواحد اختلافاً كبيراً وذلك لما بينهم من فوارق في السن والخبرة والذكاء والثقافة والمعتقدات ووجهات النظر .
والسير الطبيعي لعملية الإدراك هو من المجمل إلى المفصل , فلو ألقى الإنسان بنظرة على منظر طبيعي , لكان أول ما يراه الشكل العام , ومع إطالة النظر والتأمل تبدأ التفاصيل تأخذ مجراها واحدة بعد الأخرى أمام عينيه . وقد أفاد رجال التعليم من هذه الظاهرة , وخاصة في تعليم القراءة بالطريقة الكلية , وتتلخص في تعريف الطفل بالجملة أو الكلمة قبل تعليمه الحروف المفصّلة لأن الجزء ليس له معنى إلا في الكل الذي يحتويه , فإن انفصل عنه اكتسب معنى آخر والادراك البصري عند الانسان يكون في بدايته إجمالياً كلياً .
______________
1- د. احمد عزت راجح، ص194 .
2ـ المرجع السابق , ص211 , 212 , 213 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|