أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-15
919
التاريخ: 10-1-2016
11034
التاريخ: 20-10-2014
3639
التاريخ: 20-10-2014
2959
|
مقا- برّ : أربعة اصول ، الصدق ، وحكاية صوت ، وخلاف البحر ، ونبت. فأمّا الصدق فقولهم : صدق فلان وبرّ ، وبرّت يمينه : صدقت ، وأبرّها : أمضاها على الصدق ، وتقول : برّ اللّه حجّك وأبرّه ، وحجّة مبرورة ، أي قبلت قبول العمل الصادق ، ومن ذلك قولهم : يبرّ ربّه ، أي يطيعه وهو من الصدق ، ومن هذا الباب : هو يبرّذا قرابته ، وأصله الصدق في المحبّة ، يقال رجل برّ وبارّ ، وبررت والدي ، وبررت في يميني. والأصل الآخر : إنّه لا يعرف هرّا من برّ- فالهرّ دعاء الغنم والبرّ الصوت بها إذا سيقت ، ويقال لا يعرف من يكرهه ممّن يبرّه. والثالث- خلاف البحر ، وأبرّ الرجل صار في البرّ ، والبرّيّة : الصحراء. وأمّا النبت- فمنه البرّ وهي الحنطة ، والواحدة البرّة. أبرّت الأرض : كثر برّها.
مصبا- البرّ خلاف البحر ، والبريّة نسبة اليه هي الصحراء. والبرّ : القمح ، والواحد البرّة. والبرّ : الخير والفضل ، وبرّ الرجل يبرّ برّا وزان علم ، فهو برّ وبارّ أيضا أي صادق أو تقىّ وهو خلاف الفاجر ، وجمع الأوّل أبرار وجمع الثاني بررة مثل كافر وكفرة ، ومنه قوله للمؤذّن : صدقت وبررت ، أي صدقت في دعواك الى الطاعات وصرت بارّا- دعاء له بذلك ودعاء له بالقبول.
مفر- البرّ خلاف البحر ، وتصور منه التوسّع فاشتقّ منه البرّ أي التوسّع في فعل الخير.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه الكلمة : هو حسن العمل في مقابل الغير ، وهذا المعنى يختلف باختلاف الأشخاص والموضوعات والموارد. فالبرّ من اللّه المتعال بالنسبة الى عبيده : هو الإحسان اليهم واللطف والتجاوز عن خطيئاتهم. ومن العبد في مقابل الخالق المتعال : هو الطاعة وامتثال الأمر والعمل بوظائف العبوديّة. ومن الوالد بالنسبة الى أولاده : هو التربية والتأمين والقيام بأمورهم وحوائجهم. ومن الولد الى الوالد : هو الخدمة والخضوع والرحمة. والبرّ في الكلام : هو الصدق وقول الحقّ. وفي العبادة : أن يأتى بها مقرونة بالشرائط وعلى ما يريده اللّه تعالى ويطلبه.
ومن هذا الباب : البرّ في قطعات الأرض ، فكلّ قطعة فيها اقتضاء للزراعة والسكنى والمعاش وتأمين الحياة : فهو برّ ، فانّه يبرّ على ساكنه ويسهّل معاشه ويقضى وطره ، في مقابل البحر العميق الممتلأ ماء المضطرب بالأمواج الهائلة- {فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} [الإسراء : 67] ... { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ } [النور : 40].
فالبرّ في الأصل صفة مشبهة على وزان صعب ، ثمّ جعل بكثرة الاستعمال اسما.
ومن هذا الباب ايضا البرّ بمعنى الحنطة : فانّها من بين الحبوبات ما يصلح للاغتداء بأحسن ما يمكن ، ويتغذّى منها السالم والمريض والصغير والكبير والأبيض والأسود والشريف والوضيع ، فهي مطبوعة في كلّ ذائقة دائما ، فهي تبرّ على المتغذّي الآكل الجائع بأحسن كيفيّة مطلوبة. ولا يبعد أن يكون أصل هذه الكلمة أيضا صفة مشبهة كصلب ثمّ جعل اسما.
وأمّا جملة- لا يعرف البرّ من الهرّ : فالهرّ بمعنى الكراهة ، وهو في مقابل حسن العمل والإحسان ، والجملة كناية عن فقدان قوّة التمييز.
{ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور : 28].
أنّه يحسن العمل بالنسبة الى عبيده ويرحمهم.
{وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا} [مريم : 14].
فالبرّ في مقابل الجبّار العصىّ ، والجبّار : هو المكره على ما لا يلائم. والعصىّ : من يخالف ويعصى.
{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار : 13 ، 14].
فالأبرار في مقابل الفجّار والفاجر من فسق وتمايل عن الصلاح والخير.
فالأبرار هم الّذين يعملون عملا صالحا ويأتون بوظائفهم في مقابل اللّه المتعال ووالديه وسائر الناس.
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [البقرة : 177].
{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البقرة : 189].
{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران : 92].
يريد التنبيه على أنّ البرّ حقّا هو العمل الصالح واقعا ، وأمّا التظاهر بحسن العمل ورعاية ظواهر الأفعال والتقدّس والتورّع والتطوّع فليست من البرّ.
{بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس : 15 ، 16].
أي سَفَرة مطمئنّين من جهة العمل.
{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا} [البقرة : 224].
أي لا تحلفوا إذا أردتم عمل خير ، فانّ الصلاح والخير في العمل لا يحتاج الى الحلف ، ولا ينبغي أن يجعل اللّه عرضة للحلف إلّا في موارد مخصوصة مقرّرة- أي لا تحلفوا في أعمالكم وفي المبرّات والخيرات وفي الإقدام والعمل عليها.
_______________
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|