المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تأثير النظام الاقتصادي على المالية العامة
2-4-2018
خلع الأمين والمبايعة للمأمون
26-8-2017
اثر سوء النية على الضمان في حالة الاستحقاق
2023-02-16
خَديجة زَوجةُ الرَّسول الاُولى
18-4-2017
محاصيل محدودة الاستخدام
2024-07-18
DEVISING DIAGNOSTIC FRAMEWORKS
2024-09-23


حاجة الطفل الى الأسوة  
  
2239   10:11 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص260ـ262
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-6-2022 2068
التاريخ: 10-11-2017 2612
التاريخ: 15-1-2016 3604
التاريخ: 11-3-2019 2831

المقصود من الاسوة هو النموذج المشاهد الذي يجري التعلم منه دون ان ينطق بكلمة، أو بعبارة أخرى هو أمر وقاعدة مجسدة بصورة غير مباشرة يجري الاقتداء بها سواء بصورة إرادية ام غير إرادية.

إن الطفل في بداية حياته مثله كمثل المرآة في مقابل الأشخاص والظواهر والموجودات وحتى الأشياء، إذ تنعكس فيه صورها، وبعد ان ينمو وينمو معه عقله ويخوض التجارب تجده يعمل على الانتخاب.

على هذا الأساس يمثل القدوة دوراً مهماً واستثنائياً حيوياً، ولأن الوالدين والمربين هم نماذج القدوة الأولى في عين الطفل فإنهم يمثلون دعامة لانطلاقه نحو الأمام والمتغلبين على الصعاب بل وكل أعمالهم ستكون بالنسبة له وثيقة. لقد بين الإسلام أهمية هذا الأمر كثيراً في إطار التربية الإسلامية حينما أوصى المربين بملاحظة تصرفاتهم والجوانب الخلقية أو اختيار القدوات الإسلامية كالنبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) حينما يجري التعريف بقدوة للأطفال.

ـ يحتاج الطفل الى اسوة يقتدي بها ليعيش بذلك حياة عادية يحظى فيها بمحبة الآخرين، إنه بحاجة الى ان يعرف ماذا عليه ان يفعل وأي سلوك يظهر به امام الآخرين وأي موقف يتخذ في مقابل الصعاب وكيف يواجه الأمور و..

من الفوائد الأخرى للأسوة التعلم السريع للقضايا المختلفة وإدراك المفاهيم والتعرف على المصاديق بصورة موثقة ومفهومة فإذا اردنا ان نعلم الطفل من خلال كتابة معينة أو كتاب أو عن طريق القصص فذلك يستغرق وقتاً طويلاً، علماً أننا لا نعلم إن كنا نجحنا بنقل ما نريده للطفل ام لا في الوقت الذي يمكن نقل هذه المفاهيم والمصاديق إليه عن طريق الأسوة.

إن التربية الإسلامية اعتمدت اسلوب نقل المفاهيم والقضايا المختلفة عن طريق القدوة والاسوة؛ فالقرآن الكريم عرف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) اسوة يهدي الناس ويوصيهم بالاقتداء به. الوالدان أيضاً يجب أن يكونا نماذج سامية من التربية القرآنية ومصداقاً مجسداً لتعاليم القرآن الكريم حتى يمكن للأطفال التأسي بهما.

ـ خصائص الأسوة :

إن الذي ينبغي التركيز عليه في مسيرة التربية الخصائص التي ينشدها الاسوة، فالأسوة التربوية عليها ان تتحلى بصفات سامية وتصرفات موزونة لا تظهر عليه العيوب والنواقص... أن يكون أنموذجاً في التقوى وحسن الخلق والمعاشرة مع باقي الناس والصبر والتحمل في المواقف المختلفة والمقاومة في حينها وإعلان القرار والجدية في تطبيق الإرادة و..

حينما تكون الاسوة غير سليمة فإن اسمى القواعد والأوامر لا يمكنها ان تصلح أمر الأطفال المشاغبين، فمثلاً حينما يكون الوالدان غليظين ومتكاسلين وسيئي الأخلاق وحاقدين فكيف يمكنهما أن يدعوا أطفالهما الى الحنان والتسامح والتضحية والمثابرة. إذا اراد الوالدان ان يربوا الأطفال بترية إسلامية فعليهم أولاً ان يروا اي الاساليب التي يحبذها الإسلام أو يفضلها واي الأخلاق التي يستحسنها، وما هو الطريق الذي يقره للحياة وعندها يسعون الى التحلي بها والعمل بما أقره الإسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.