المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

الحسين بن عمارة البرجمي
23-6-2017
الزهد ودرجاته وعلاماته
29-7-2016
Palatinose
5-7-2019
مذهب ذري atomism
23-5-2017
العفة ــ بحث روائي
6-8-2022
ما الفرق بين الضرر والضرار
2024-08-10


اثر زواج الام على الطفل  
  
18507   09:35 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص320-322
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2071
التاريخ: 18-1-2016 1989
التاريخ: 2023-03-02 1302
التاريخ: 1-11-2021 2194

اعتبرنا ان امر الزواج ضروري للأم، وليس هذا فحسب، بل إن هذا الموضوع لصالح الطفل والمجتمع، ولكن علينا ان نذكر هنا أن هذا الأمر لا يتم دائماً ببساطة وهدوء. أحياناً يكون سليماً واياناً اخرى يكون فيه نوع من المخاطرة والمجازفة، وهذا يتعلق بالظروف وحالة الابناء، وبالضوابط والظروف التي تأخذينها بعين الاعتبار.

لو لم تكن هناك مشكلة الطفل وبنوته لك، لم يكن لديك اية مشكلة في الزواج، وكل ما هناك هو انت وزوجك، والقرارات التي تتعلق بكما، ولكن عندما تكون مشكلة الأبن قائمة، فلن تنحل المشكلة وتنتهي بهذه البساطة.

في بعض الاحيان يمكن ان يؤدي زواج الام الى خلق مشاكل عديدة للأبن، خصوصاً إذا واجه الابن انعدام الحب او غضب وحقد زوج الام، وهذا بحد ذاته احد اسباب ارتكاب الجرائم، لذا لا بد من الانتباه والحذر، في مثل هذه الحالات ايضاً ليس هناك نقاش في اصل الزواج، بل من الافضل ان يتم ويحصل الزواج، ولكن يجب إزالة موانعه والتفكير بحل لقضية الطفل، بحيث لا يتعرض لصدمة، كما ينبغي التصرف بأشكال مختلفة تبعاً للمستوى النفسي للطفل.

ـ إخبار الطفل بزواج امه :

في النتيجة لا بد وان يعلم الطفل بخبر زواج امه، وهذا ما سيحصل شئنا ام ابينا، كما يحتمل ان يكون راضياً عن هذا الزواج ويحتمل ان لا يرضى، وهذا يتعلق بمستوى سنه وعمره، ونوعية الوعي والمعرفة لديه، وبالمواقف الي تتخذه الام، او يتخذه الزوج في هذا المجال.

ليس لديك خيار آخر سوى ان تخبريه بهذا الزواج، وبالطبع بالأسلوب المناسب والمقبول لديه بحيث لا يرى الطفل انه مهدد بالخطر، بل لدرجة ان يشعر انه سوف يكون في ظروف افضل واحسن، وأن اسباب النمو والنضج سوف تتوفر له بشكل افضل، وسوف يتم تلبية توقعاته واحتياجاته من جميع الجهات إن أمكن، وما يجدر ذكره هنا هو ان تكوني قد مهدت للأمر قبل ان يعلم ابنك بهذا الخبر من الآخرين، وقيامهم بتحريكه ضدك او ضد مواقفك بطريقة خاطئة او معرضة وحاقدة. يحتمل ان يصل الخبر الى بعض الاسر بزواجك الجديد، وأن يذكروا هذا الخبر امامه في البيت، والاسرار لن تبقى مخفية الى الابد.

وعندما يطرح هذا البحث فإن الاشخاص في الاسر المختلفة ينقسمون بين مواقف ومخالف. ويسمع منهم الاطفال، ولا يستبعد في اليوم التالي ان يقوم طفل، وبكل حماقة، بأخبار ابنك بما سمعه في اسرتهم وينقل ذلك إليه مما يسبب له الانزعاج، ولهذا السبب قومي بطرح الموضوع عليه مسبقاً، وبالتدريج، له ان مصلحته اخذت بعين الاعتبار (في هذا الزواج).

ـ القبول والرفض :

أثبتت الدراسات ان لا مشكلة مع الاطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم السادسة، بالنسبة للزواج، لأن اغلب الاطفال حتى هذا العمر يطلبون شخصاً ينادونه "بابا" وفي بعض الاحيان يطلب الطفل من الام ان تبحث له عن اب ليحصل على الهدوء والسكينة.

وكلما كان عمر الطفل اقل كلما سهل عليه امر زواج امه، ولعله من سعادتك في زواجك ان يكون عمر طفلك اقل من 6 اشهر، لأن الاطفال من هذا السن وما بعده وبالتدريج يتعرفون على

آبائهم، ويبدؤون بالأنس بهم، ويصبح الانفصال عن الاب، او رؤية شخص آخر بدلاً عنه مثيراً للمصاعب والمتاعب.

يمكن ان يتعرض احياناً الطفل الذي في حدود السادسة من عمره بعد سماعه لخبر زواج امه الى حالة غضب شديدة، لدرجة ان يعتبر ذلك ضربة عاطفية موجهة له، ولكن بحسب التجربة فإن هؤلاء الاطفال يتعودون على هذا الوضع، وعلى زوج الام ولا يخلقون كثيراً من المتاعب.

الصعوبة في ذلك عندما يزداد سن الاولاد، وخصوصاً عند وصولهم الى سن المراهقة والبلوغ والشباب، ففي هذا السن تزداد إمكانية اتخاذهم لموقف عدائي ضد الام وعملها، خصوصاً أن الجو والظروف الثقافية ايضاً عنده بحيث تجعل المعارضة عنده تشتد وتقوى، فلا يبقى لدى الاطفال استعداد لتقبل فكرة زواج امهاتهم من حيث شعورهم بالحياء والخجل من ذلك امام الآخرين، وانعدام القدرة لديهم على تحمل اوامر ونواهي عمهم الجديد (زوج امهم) ولأنهم يعتبرون الام جزءاً من وجودهم واسرتهم، والعم (زوج الام) شخصاً غريباً، او كما يقول بعض الباحثين في علم النفس:ـ يعتبرون انفسهم جزءاً من الاب، وهم يدافعون عن حق ابيهم ولا يتقبلون ان تكون امهم زوجة لرجل آخر.

وعلى كل حال فإن مقاومة الابن لهذا الزواج، وموقفه المناهض، وغضبه، وانزعاجه من هذا الزواج، يمكن ان يكون شديداً لدرجة يترك معها آثار سلبية على حياة ونفسية الطفل طيلة حياته، وتألم ابنك من هذا الزواج، ومن هنا نتبع ضرورة التمهيد لهذا الامر من اجل تخفيف هذه الاضطرابات والمشاكل والقلق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.