أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-10
227
التاريخ: 2024-01-09
782
التاريخ: 3-1-2018
1837
التاريخ: 19-5-2017
2229
|
من المعلوم ان للزواج في الإسلام فوائد عامة، ومصالح اجتماعية، سنعرض أهمها بتوفيق الله – ثم نبين وجهة ارتباطها بالبشرية.
المحافظة على النوع الانساني : فبالزواج يستمر بقاء النسل الانساني ويتكاثر، يتسلسل...الى ان يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يخفى ما في هذا التكاثر والتسلسل من محافظة على النوع الانساني، وقد مثل حافزا لدى المتخصصين لوضع المناهج التربوية، والقواعد الصحيحة لأجل سلامة هذا النوع من الناحية الخلقية والناحية الجسمية على السواء وقد نوه القرآن الكريم عن هذه الحكمة الاجتماعية، والمصلحة الانسانية حين قال:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}[النحل: 72] وقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[النساء: 1]فجعل الخالق سبحانه استمرار هذا النوع الانساني على الأرض منوطا بالتزاوج، واستمرار النوع هدف وغاية للخالق سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا عن نفسه {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}[السجدة: 7، 8] ولذلك أيضا جعل الله سبحانه وتعالى الأضرار بالنسل من اكبر الفساد في الأرض كما قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: 204، 205] ، والنسل الذي يصلح لعمارة الأرض وخلافتها وسكانها هو النسل الذي يأتي بطريق نكاح لا بطريق سفاح، والنكاح بأصوله وحدوده وقواعده كما شرعه الله سبحانه وتعالى هو الوسيلة السليمة لاستمرار النوع الانساني وبقائه، وقد امر سبحانه الرجل بابتغاء النسل عند معاشرة النساء حين قال سبحانه:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}[البقرة: 187] والابتغاء هو طلب الولد على وجه من وجوه التفسير لهذه الآية.
ـ المحافظة على الأنساب :
وبالزواج الذي شرعه الله لعباده يفتخر الأبناء بانتسابهم الى آبائهم، ولا يخفى ما في هذا الانتساب من اعتبارهم الذاتي واستقرارهم النفسي، وكرامتهم الانسانية، ولو لم يكن ذلك الزواج الذي شرعه الله، لعج المجتمع بأولاد لا كرامة لهم ولا انساب وفي ذلك طعنه نجلاء للأخلاق الفاضلة، وانتشار مريع للفساد والاباحية..
ـ سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي :
وبالزواج يسلم المجتمع من الانحلال الخلقي، ويامن الأفراد من التفسخ الاجتماعي... ولا يخفى على كل ذي ادراك وفهم ان غريزة الميل الى الجنس الآخر حين تشبع بالزواج المشروع الحلال، تتحلى الامة – أفرادا وجماعات – بأفضل الآداب، واحسن الأخلاق، تكون جديرة بإداء الرسالة، وحمل المسؤولية على الوجه الذي يريده الله منا، وما اصدق ما قاله (عليه الصلاة والسلام وعلى اله) في اظهار حكمة الزواج الخلقية، وفائدته الاجتماعية حين كان يمضي فئة من الشباب على الزواج : ( يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فانه اغض
للبصر واحسن للفرج. فمن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء)(1).
ـ سلامة المجتمع من الأمراض :
وبالزواج يسلم المجتمع من الأمراض السارية الفتاكة التي تنتشر بين ابناء المجتمع نتيجة للزنا، وشيوع الفاحشة، والاتصال الحرام... ومن هذه الأمراض مرض الزهري، وداء السيلان (التعقيبة).. وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تقضي على النسل، وتنشر الوباء وتفتك بصحة الأولاد.
ـ السكن الروحاني والنفساني و الامتاع الجسدي:
بالزواج تنمو روح المودة والرحمة والالفة ما بين الزوجين، فالزوج حين يفرغ اخر النهار من عمله ويركن عند المساء الى بيته، ويجتمع باهله وأولاده، ينسى الهموم التي اعترته في نهاره، ويتلاشى التعب الذي كابده في سعيه وجهاده، وكذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها، وتستقبل رفيق حياتها، فان ذلك يزيل عنها التعب الذي كابدته في نهارها من أعمال المنزل. وهكذا يجد كل واحد منهما في ظل الاخر سكنه النفسي وسعادته الزوجية، وصدق الله العظيم عندما صور هذه الظاهرة بأبلغ بيان، واجمل تعبير:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21] ولا يخفى ما في هذا السكن النفسي والروحي من حافز على تربية الأولاد والاعتناء بهم، والرعاية لهم.
يهيئ الزواج لكل من الرجال والنساء متعة من اعظم متع الدنيا وهذه المتعة تنقسم على قسمين : سكن وراحة نفسية وامتاع ولذة جسدية.
والسكن الى المرأة يشمل سكن الجسم والمودة والرحمة من اجمل المشاعر التي خلقها الله فاذا وجد ذلك كله مع الشعور بالحل والهداية الى الفطرة ومرضاة الله سبحانه وتعالى كملت هذه المتعة ولم ينقصها شيء، وقد ساعد على ذلك بالطبع الاصل الاول للخالق. وغريزة الميل التي خلقها الله في كل من الذكر والانثى للآخر وابتغاء هذا المتاع، والسكن بالزواج والاستمتاع بالنساء لا ينافي التعبد الكامل بل نرى النبي (صلى الله عليه واله) سيد العابدين والمتقين يقول : (حبب الي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة)(2) فمحبة الطيب والنساء لم تمنعه أن يكون سيد العابدين والمتقين، ولذلك فقد وسع الله عليه في ذلك حين قال :{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[الأحزاب: 50] ، والشاهد من هذا كله ان متع الزواج الحسية والنفسية من خير ما خلف من متاع لعباده في الدنيا وابتغاء هذا المتاع وفق تشريع الله وهديه من الأسباب التي توصل الى مرضاته سبحانه.
______________
1ـ مستدرك الوسائل : 153/14.
2ـ بحار الأنوار : 69/106.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|