المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ما المصلحة من الزواج؟  
  
2308   01:32 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : أم زهراء السعيدي
الكتاب أو المصدر : التربية من منظور اسلامي
الجزء والصفحة : ص138-142
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

من المعلوم ان للزواج في الإسلام فوائد عامة، ومصالح اجتماعية، سنعرض أهمها بتوفيق الله – ثم نبين وجهة ارتباطها بالبشرية.

المحافظة على النوع الانساني : فبالزواج يستمر بقاء النسل الانساني ويتكاثر، يتسلسل...الى ان يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يخفى ما في هذا التكاثر والتسلسل من محافظة على النوع الانساني، وقد مثل حافزا لدى المتخصصين لوضع المناهج التربوية، والقواعد الصحيحة لأجل سلامة هذا النوع من الناحية الخلقية والناحية الجسمية على السواء وقد نوه القرآن الكريم عن هذه الحكمة الاجتماعية، والمصلحة الانسانية حين قال:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً}[النحل: 72] وقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}[النساء: 1]فجعل الخالق سبحانه استمرار هذا النوع الانساني على الأرض منوطا بالتزاوج، واستمرار النوع هدف وغاية للخالق سبحانه وتعالى كما قال جل وعلا عن نفسه {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}[السجدة: 7، 8] ولذلك أيضا جعل الله سبحانه وتعالى الأضرار بالنسل من اكبر الفساد في الأرض كما قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ}[البقرة: 204، 205] ، والنسل الذي يصلح لعمارة الأرض وخلافتها وسكانها هو النسل الذي يأتي بطريق نكاح لا بطريق سفاح، والنكاح بأصوله وحدوده وقواعده كما شرعه الله سبحانه وتعالى هو الوسيلة السليمة لاستمرار النوع الانساني وبقائه، وقد امر سبحانه الرجل بابتغاء النسل عند معاشرة النساء حين قال سبحانه:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}[البقرة: 187] والابتغاء هو طلب الولد على وجه من وجوه التفسير لهذه الآية.

ـ المحافظة على الأنساب :

وبالزواج الذي شرعه الله لعباده يفتخر الأبناء بانتسابهم الى آبائهم، ولا يخفى ما في هذا الانتساب من اعتبارهم الذاتي واستقرارهم النفسي، وكرامتهم الانسانية، ولو لم يكن ذلك الزواج الذي شرعه الله، لعج المجتمع بأولاد لا كرامة لهم ولا انساب وفي ذلك طعنه نجلاء للأخلاق الفاضلة، وانتشار مريع للفساد والاباحية..

ـ سلامة المجتمع من الانحلال الخلقي :

وبالزواج يسلم المجتمع من الانحلال الخلقي، ويامن الأفراد من التفسخ الاجتماعي... ولا يخفى على كل ذي ادراك وفهم ان غريزة الميل الى الجنس الآخر حين تشبع بالزواج المشروع الحلال، تتحلى الامة – أفرادا وجماعات – بأفضل الآداب، واحسن الأخلاق، تكون جديرة بإداء الرسالة، وحمل المسؤولية على الوجه الذي يريده الله منا، وما اصدق ما قاله (عليه الصلاة والسلام وعلى اله) في اظهار حكمة الزواج الخلقية، وفائدته الاجتماعية حين كان يمضي فئة من الشباب على الزواج : ( يا معشر الشباب : من استطاع منكم الباءة فليتزوج. فانه اغض

للبصر واحسن للفرج. فمن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء)(1).

ـ سلامة المجتمع من الأمراض :

وبالزواج يسلم المجتمع من الأمراض السارية الفتاكة التي تنتشر بين ابناء المجتمع نتيجة للزنا، وشيوع الفاحشة، والاتصال الحرام... ومن هذه الأمراض مرض الزهري، وداء السيلان (التعقيبة).. وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تقضي على النسل، وتنشر الوباء وتفتك بصحة الأولاد.

ـ السكن الروحاني والنفساني و الامتاع الجسدي:

بالزواج تنمو روح المودة والرحمة والالفة ما بين الزوجين، فالزوج حين يفرغ اخر النهار من عمله ويركن عند المساء الى بيته، ويجتمع باهله وأولاده، ينسى الهموم التي اعترته في نهاره، ويتلاشى التعب الذي كابده في سعيه وجهاده، وكذلك المرأة حين تجتمع مع زوجها، وتستقبل رفيق حياتها، فان ذلك يزيل عنها التعب الذي كابدته في نهارها من أعمال المنزل. وهكذا يجد كل واحد منهما في ظل الاخر سكنه النفسي وسعادته الزوجية، وصدق الله العظيم عندما صور هذه الظاهرة بأبلغ بيان، واجمل تعبير:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الروم: 21] ولا يخفى ما في هذا السكن النفسي والروحي من حافز على تربية الأولاد والاعتناء بهم، والرعاية لهم.

يهيئ الزواج لكل من الرجال والنساء متعة من اعظم متع الدنيا وهذه المتعة تنقسم على قسمين : سكن وراحة نفسية وامتاع ولذة جسدية.

والسكن الى المرأة يشمل سكن الجسم والمودة والرحمة من اجمل المشاعر التي خلقها الله فاذا وجد ذلك كله مع الشعور بالحل والهداية الى الفطرة ومرضاة الله سبحانه وتعالى كملت هذه المتعة ولم ينقصها شيء، وقد ساعد على ذلك بالطبع الاصل الاول للخالق. وغريزة الميل التي خلقها الله في كل من الذكر والانثى للآخر وابتغاء هذا المتاع، والسكن بالزواج والاستمتاع بالنساء لا ينافي التعبد الكامل بل نرى النبي (صلى الله عليه واله) سيد العابدين والمتقين يقول : (حبب الي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة)(2) فمحبة الطيب والنساء لم تمنعه أن يكون سيد العابدين والمتقين، ولذلك فقد وسع الله عليه في ذلك حين قال :{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}[الأحزاب: 50] ، والشاهد من هذا كله ان متع الزواج الحسية والنفسية من خير ما خلف من متاع لعباده في الدنيا وابتغاء هذا المتاع وفق تشريع الله وهديه من الأسباب التي توصل الى مرضاته سبحانه.

______________

 

1ـ مستدرك الوسائل : 153/14.

2ـ بحار الأنوار : 69/106.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.