المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السبانخ Spinach (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
الصحافة العمالية
2024-11-24
الصحافة العسكرية العالمية والعربية
2024-11-24
الرقابة على الصحافة العسكرية
2024-11-24
الأدوات الصحفية للمحرر العسكري
2024-11-24
اخذ المشركون لمال المسلم
2024-11-24

أهمية المشاورة في نظر الإسلام
8-10-2014
الات حصاد محاصيل الاعلاف
20-2-2018
Rogers-Ramanujan Identities
1-9-2019
محاولة نبش القبر
20-5-2022
التحام / اندماج البروتوبلاستات Protoplast Fusion
17-10-2019
نفي الولد عن الله
24-09-2014


رب الأسرة الصالح  
  
2425   01:20 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص185-186
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-9-2018 1832
التاريخ: 4-6-2018 2037
التاريخ: 2024-07-05 674
التاريخ: 14-1-2016 4967

الكفاءة هي المعيار , كانت العرب لا تقدم شيئا على عنصر الكفاءة في الرجل , والرجل الكفؤ عندهم هو من كان ذا نسب مناظر لنسب المرأة الذي يتقدم لخطوبتها , ولا يقدم عندهم على النسب شيء , وما زال هذا الفهم سائدا لدى الكثير من المجتمعات , لا سيما القبلية منها , او التي احتفظت بعاداتها القبلية وان تمدنت في الظاهر , لكن الاسلام قدم رؤيته للكفاءة في معناها الصحيح واطارها السليم , المنسجم مع ميزان السماء {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }[الحجرات: 13] مع الاخذ بنظر الاعتبار حق المرأة في العيش , فرسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله وسلم)(عرف الرجل الكفؤ بقوله : الكفوء أن يكون عفيفا وعنده يسار)(1) , وقيل : ان الكفاءة المعتبرة في النكاح امران :( الايمان واليسار بقدر ما يقوم بأمرها والانفاق عليها , ولا يراعي ما وراء ذلك من الانساب والصنائع , فلا باس ان يتزوج ارباب الصنائع الدنية باهل المروات والبيوتات)(2) , ويحرم رفض الرجل المتقدم للزواج المتصف بالدين والعفة والورع والامانة واليسار , اذا كان وضيع النسب , ولقد روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام ) انه قال :( إن رسول الله زوج المقداد بن الاسود ضباعة ابنة الزبير بن عبد المطلب , وانما زوجه لتتضع المناكح , وليتأسوا برسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم), وليعلموا ان اكرمهم عند الله اتقاهم )(3) , ولملاحظة ان المرأة تتأثر بدين زوجها والتزامه بقدر تأثرها بأخلاقه وادبه اكثر من تأثره هو بدينها وادبها , قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام ) :( تزوجوا من الشكاك ولا تزوجوهم لان المرأة تأخذ من ادب زوجها  ويقهرها على دينه )(4) , ويكره للاب ان يزوج ابنته من شارب الخمر والمتظاهر بالفسق  والسيء الخلق والسيرة , قال رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) : (من شرب الخمر بعدما حرمها الله على لساني , فليس باهل ان يزوج اذا خطب)(5) لان شرب الخمر والادمان عليه يؤدي الى خلق الاضطراب الاسري والتفكك الاجتماعي في جميع الوانه , اضافة الى ذلك فانه عقاب لشارب الخمر ليكون ردعا له , وكما حذر الاسلام من تزويج الرجل المعلن بالزنا قال الامام الصادق (عليه السلام ) :(لا تتزوج المرأة المعلنة بالزنا , ولا يزوج المعلن بالزنا الا بعد ان يعرف منهما التوبة) .

_______________

1ـ الكافي 347:5 .

2- السرائر 557:2 . وجامع المقاصد5: 136,135 .

3- الكافي 344:5 .

4- الكافي 348:5 .

5- الكافي 348:5 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.