أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-30
11437
التاريخ: 14-1-2016
4692
التاريخ: 14-1-2016
2079
التاريخ: 14-1-2016
2024
|
لم يكتف الإسلام الحنيف بالحث والترغيب والتشجيع على الزواج فقط، وإنّما عمل بصورة جديّة وفاعلة على تربية الإنسان تربية نوعية تقوده إلى الزواج الشرعي المبكر، وقد وُضعت الأسس الكفيلة بذلك من جهة، وتقوي تفكيره المنطقي واحساسه بالشخصية والاعتماد على النفس، والثقافة بها من جهة اخرى. تحارب البغاء والزنا والقمار، والفواحش الأخرى من جهة ثالثة.
فالذي يهمُّ الإسلام كثيرا هو : اصلاح الانسان ، واسعاده وجعله عضواً ايجابيا مساهما فعّالا في عملية البناء الإنساني والاجتماعي، لذا حرص اشد الحرص على البناء الذاتي واصلاح الكيان الداخلي للإنسان وابعاد كل ما يعيقه او يوهنه او يحول دون زواجه وإصلاحه أو مساهمته في عملية البناء، وتحريك عجلة التقدم والتطور لنفسه وعموم ابناء جنسه.
لذلك جدّ الإسلام واجتهد في تشخيص كلّ الأمراض والمعوقات التي تمنع الانسان من الزواج وعالجها بإتقان وامعان وحكمة. لكي ينقذُه من أخطار قد تعصف بكيانه وتهدد مستقبله ، ومصيره, وعاقبه حياته بشقيها الدنيوي والأخروي.
ولقد عمل الإسلام بجديّة وفاعلية منقطعة النظير، من اجل استقرار الانسان وسلامته وتحقيق السعادة والطمأنينة له، وذلك بتقريبه من ساحة الله سبحانه وملازمة التقوى, والعمل بما يحييه, تنفيذا لقوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: 24].
نعم، لقد استجاب الإسلام للغريزة الجنسية, وارضاء النوازع الفطرية, وحضّ على الزواج وحارب العازفين عنه واعتبرهم من المذنبين واشرار الأمة.
لقول رسول الله الاكرم (صلى الله عليه واله) : (شرار أمتي عزّابها)(1).
ومن خلال سيرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) تجاه العازفين عن الزواج في المدينة المنورة ندرك مدى اهتمام الاسلام الحنيف بهذه الناحية فقد كان هناك رجل يسمى (عكاف) قد اعرض عن الزواج، وقد حضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله) مرة فسأله الرسول (صلى الله عليه واله) عن امكانياته وظروفه المالية والبدنية فأجاب بالإيجاب فقال له النبي (صلى الله عليه واله) حينذاك بكل صراحة : ( تزوج والا فانت من المذنبين)(2).
إن الإسلام يحارب الرهبانية – (ورهبانية ابتدعوها) – ويعتبرها بدعة، وكل بدعة ضلالة، والضلالة هي واهلها في النار. ويمنع بشدة وقوة الامتناع عن الزواج، لان ذلك يُعدّ في نظره اكبر من سيئة لأنه اعراض عن طريق الفطرة التي جبل الانسان عليها. وأعراض عن جادة الحق, وسُنة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) الذي مازال يؤكد ويصرح : ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) وكثيراً ما كان يقول (صلى الله عليه واله) : ( أراذل موتاكم العزاب).
أجل ، هذا هو الإسلام العظيم وهذه حكمته في الاسلوب والتربية، والعلاج والرؤية فما احرى بالبشرية اليوم ومن اجل ان تسعد في حياتها, إلى ان تؤوب إلى الإسلام وتسترشد برؤاه وافكاره الواقعية والاخلاقية، ومناهجه ومفاهيمه وقوانينه الحكيمة العادلة، وتعمل جاهدة بإخلاص وتبصره من اجل تجسيدها على ارض الواقع, لأنه المبدأ الالهي الموسوم بالواقعية ، والوسطية والأخلاقية والتكاملية والذي يريده الله جلّت قدرته وحكمته، ان يظهر على الدين كلّه ولو كَرِهَ المشركون والكافرون والحاقدون, مهما طال الزمن أو قصر, لأنه القائل سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة: 33] و {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }[آل عمران: 19].
_______________
1ـ مستدرك الوسائل: ج14، ص154، باب 2
2ـ مستدرك الوسائل: ج13 ص155، باب2
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|