المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الفرقان من اسماء القران
4-05-2015
أي الحشرات تتغذى على الهائمات المائية Plankton؟
8-3-2021
معنى كلمة عصى‌
17-12-2015
ثابت التشبع Ks value
26-10-2018
أختراع الترانزستور
21-9-2021
Semantic blocking
2024-02-05


الإسلام والعازفون عن الزواج  
  
1957   09:49 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص87-90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-30 11437
التاريخ: 14-1-2016 4692
التاريخ: 14-1-2016 2079
التاريخ: 14-1-2016 2024

لم يكتف الإسلام الحنيف بالحث والترغيب والتشجيع على الزواج فقط، وإنّما عمل بصورة جديّة وفاعلة على تربية الإنسان تربية نوعية تقوده إلى الزواج الشرعي المبكر، وقد وُضعت الأسس الكفيلة بذلك من جهة، وتقوي تفكيره المنطقي واحساسه بالشخصية والاعتماد على النفس، والثقافة بها من جهة اخرى. تحارب البغاء  والزنا والقمار، والفواحش الأخرى من جهة ثالثة.

فالذي يهمُّ الإسلام كثيرا هو : اصلاح الانسان ، واسعاده وجعله عضواً ايجابيا مساهما فعّالا في عملية البناء الإنساني والاجتماعي، لذا حرص اشد الحرص على البناء الذاتي واصلاح الكيان الداخلي للإنسان وابعاد كل ما يعيقه او يوهنه او يحول دون زواجه وإصلاحه أو مساهمته في عملية البناء، وتحريك عجلة التقدم والتطور لنفسه وعموم ابناء جنسه.

لذلك جدّ الإسلام واجتهد في تشخيص كلّ الأمراض والمعوقات التي تمنع الانسان من الزواج وعالجها بإتقان وامعان وحكمة. لكي ينقذُه من أخطار قد تعصف بكيانه وتهدد مستقبله ، ومصيره, وعاقبه حياته بشقيها الدنيوي والأخروي.

ولقد عمل الإسلام بجديّة وفاعلية منقطعة النظير، من اجل استقرار الانسان وسلامته وتحقيق السعادة والطمأنينة له، وذلك بتقريبه من ساحة الله سبحانه وملازمة التقوى, والعمل بما يحييه, تنفيذا لقوله تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: 24].

نعم، لقد استجاب الإسلام للغريزة الجنسية, وارضاء النوازع الفطرية, وحضّ على الزواج وحارب العازفين عنه واعتبرهم من المذنبين واشرار الأمة.

لقول رسول الله الاكرم (صلى الله عليه واله) : (شرار أمتي عزّابها)(1).

ومن خلال سيرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) تجاه العازفين عن الزواج في المدينة المنورة ندرك مدى اهتمام الاسلام الحنيف بهذه الناحية فقد كان هناك رجل يسمى (عكاف) قد اعرض عن الزواج، وقد حضر مجلس رسول الله (صلى الله عليه واله) مرة فسأله الرسول (صلى الله عليه واله) عن امكانياته وظروفه المالية والبدنية فأجاب بالإيجاب فقال له النبي (صلى الله عليه واله) حينذاك بكل صراحة : ( تزوج والا فانت من المذنبين)(2).

إن الإسلام يحارب الرهبانية – (ورهبانية ابتدعوها) – ويعتبرها بدعة، وكل بدعة ضلالة، والضلالة هي واهلها في النار. ويمنع بشدة وقوة الامتناع عن الزواج، لان ذلك يُعدّ في نظره اكبر من سيئة لأنه اعراض عن طريق الفطرة التي جبل الانسان عليها. وأعراض عن جادة الحق, وسُنة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) الذي مازال يؤكد ويصرح : ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني) وكثيراً ما كان يقول (صلى الله عليه واله) : ( أراذل موتاكم العزاب).

أجل ، هذا هو الإسلام العظيم وهذه حكمته في الاسلوب والتربية، والعلاج والرؤية فما احرى بالبشرية اليوم ومن اجل ان تسعد في حياتها, إلى ان تؤوب إلى الإسلام وتسترشد برؤاه وافكاره الواقعية والاخلاقية، ومناهجه ومفاهيمه وقوانينه الحكيمة العادلة، وتعمل جاهدة بإخلاص وتبصره من اجل تجسيدها على ارض الواقع, لأنه المبدأ الالهي الموسوم بالواقعية ، والوسطية والأخلاقية والتكاملية والذي يريده الله جلّت قدرته وحكمته، ان يظهر على الدين كلّه ولو كَرِهَ المشركون والكافرون والحاقدون, مهما طال الزمن أو قصر, لأنه القائل سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[التوبة: 33] و {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ }[آل عمران: 19].

_______________

1ـ مستدرك الوسائل: ج14، ص154، باب 2

2ـ مستدرك الوسائل: ج13 ص155، باب2




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.