أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2580
التاريخ: 17-12-2015
11281
التاريخ: 25-2-2022
2173
التاريخ: 22-11-2015
2980
|
سبق في السطر ما يتعلّق بحرف النون.
{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} [القلم : 1، 2] السطر : مطلق اصطفاف مع النظم في كتابة او في موجود خارجيّ أو في أمر معنويّ. والاصطفاف يوجد في مراتب الخلق. و القلم : ما يبرى ويقطع لإحداث شيء ونظمه وضبطه مادّيّا أو معنويّا.
وسبق أنّ المناسب أن يراد من النون : نور السماوات والأرض ، ومن القلم : الشجرة المباركة الّتى بها يبسط الفيض ويتجلّى النور. ومن السطر : ظهور تلك الفيوضات وتجلّيها في الخارج تكوينا.
ومن أتمّ مصاديق القلم : هو وجود النبي الأكرم إذ به يتجلّى نور الرحمة والعلم ، وبه ينبسط الفيض والنظم والحكمة تشريعا.
وفي هذه السورة المباركة يبحث عن هذه الموضوعات الثلاث ، عن التوحيد ، والرسالة ، والاطاعة ، وعمّا يقابلها.
وفي حرف النون : إشارة أيضا الى ظهور فيض وترفّه وطيب عيش من اللّه عزّ وجلّ الى أوليائه بلا واسطة ، والى عبيده عموما والى الناس بواسطة ، حتّى يتحقّق الاصطفاف في كلّ مرتبة.
فانّ النون يناسب النعمة المذكورة في الآية الثانية ، والنعمة عبارة عن الترفّة والطيب ، وفي قباله الجنون وهو المواراة والتغطّي في العقل والإدراك بحيث لا يعقل ترفّها وطيبا ونعمة.
ومبدأ هذا القول مشاهدتهم النبيّ صلى الله عليه واله غير توجّه الى التلذّذات والمشتهيات المادّيّة ، ولا يطلب ترفّها ولا عيشا دنيويّا ، غافلين عن أنّ اللذائذ الروحانيّة هي الأصل والحقّ الثابت ، وكان يقول : اللّهمّ لا عيش إلّا عيش الآخرة.
فيبحث في السورة عن حقيقة النعمة وهي النعمة الاخرويّة واللذّات الروحانيّة ، ويذمّ الّذين لا يتوجّهون الّا الى العيش الدنيويّ ، فيقول تعالى :
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ... إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ... لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ... وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ } [القلم : 5 - 51].
فيذكر ما يتعلّق بأصحاب النعيم ، وفي مقابلهم أصحاب الجحيم ، الى آخر السورة ، وفي آخرها يكرّر قول أهل الدنيا بأنّ النبىّ مغطّى إدراكه وهو مجنون عن إدراك اللّذات الدنيويّة.
فيكون المراد من القلم : النبي الّذى يظهر ويضبط لهم حقائق النعمة ويهديهم اليها ويكشف لهم النقاب عن وجهها.
ويراد من السطر : تلك الحقائق المضبوطة والبيانات الّتى تظهر من القلم في صفحات القلوب أو في الأوراق.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
شركة الكفيل للصناعات الغذائية تستعرض منتجاتها في معرض مصر الدوليّ للتمور
|
|
|