أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2014
1273
التاريخ: 15-10-2014
1786
التاريخ: 2024-09-20
129
التاريخ: 6-05-2015
1479
|
للسيد محمود أفندي الآلوسي البغدادي المتوفى سنة (1270هـ.) . كان شيخ علماء الأحناف ببغداد ، جمع بين المعقول والمنقول ، حسبما أوتي من حظ وافر في التوسع والتتبع . كان عالماً بمبادئ الأصول والفروع ، محدثاً ومفسراً . وكان ذا حافظة غريبة ، كان لا يحفظ شيئاً إلا وقد حضره . كان يقول : ما استودعت ذهني شيئاً فخانني . تقلد إفتاء الحنفية سنة (1242هـ.) ، وتولى أوقاف مدرسة المرجانية ببغداد . وفي سنة (1263هـ.) انفصل عن منصب الإفتاء وبقي مشتغلاً بتفسير القرآن حتى أتمه ، وسافر به الى القسطنطينية ، ليعرض تفسيره على السلطان عبد المجيد خان ، لينال إعجابه ورضاه .
وتفسيره هذا جامع لآراء السلف وأقوال الخلف ، مشتملاً على مقتطفات كثيرة من تفاسير من تقدمه ، كتفسير ابن عطية ، وتفسير أبي حيان ، وتفسير الكشاف ، وأبي السعود ، وابن كثير ، والبيضاوي ، والأكثر من الفخر الرازي . وقلما نقد المنقول من هذا التفسير .
وهو في تفسيره يتعصب للمذهب السلفي أصولاً وفروعاً ، بادٍ عليه تعصبه ، ولذلك نراه لم يراع أدب الكتابة في كثير من من الأحيان .
مثلاً عند تفسيره لقوله تعالى : {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [البقرة: 15] . يقول بعد كلام طويل ولجاج عنيف : وإضافته – أي الطغيان – إليهم ؛ لأنه فعلهم الصادر منهم ، بقدرهم المؤثرة بإذن الله تعالى ، فالاختصاص المشعرة به الإضافة ، إنما هو بهذا الاعتبار ، لا باعتبار المحلية والاتصاف ، فإنه معلوم لا حاجة فيه الى الإضافة ، ولا باعتبار الإيجاد استقلالاً من غير توقف على إذن الفعال لما يريد فإنه اعتبار عليه غبار ، بل غبار ليس له اعتبار . فلا تهولنك جعجعة الزمخشري وقعقعته (1) .
وهو تفسير فيه تفصيل وتطويل ، وأحياناً بلا طائل . إنه يستطرد الى الكلام في الصناعة النحوية ، ويتوسع في ذلك ربما الى حد يكاد يخرج به عن وصف كونه مفسراً . قال الذهبي : ولا أُحيلك على نقطة بعينها ، فإنه لا يكاد يخلو موضع من الكتاب من ذلك (2) .
وهكذا يستطرد في المسائل الفقهية مستوعباً آراء الفقهاء ومناقشاتهم بما يخرجه عن كونه كتاب تفسير الى كتاب فقه . أما المسائل الكلامية فحديثه عنها مسهب ممل لا يكاد يخرج من التعصب في الغالب .
كما لم يفته أن يتكلم عن التفسير الإشاري ، بعد الفراغ عن الكلام في تفسير الظاهر من الآيات ، وهو في ذلك يعتمد التفسير النيسابوري والقشيري وابن العربي وأضرابهم ، وربما يتيه في وادي الخيال .
وجملة القول فهذا التفسير موسوعة تفسيرية مطولة تطويلاً يكاد يخرجه عن مهمته التفسيرية في كثير من الأحيان . فتفسير الآلوسي هذا هو أوسع تفسير ظهر بعد الرازي على الطريقة القديمة ، بل هو نسخة ثانية من تفسير الرازي مع بعض التغيير – ليس بالمهم – إذ كل من قرأ تفسير الآلوسي يجده معتمداً تفسير الرازي كل الاعتماد ، وكان مصدره الأول من مصادره في التفسير ، كما قال الأستاذ عبد الحميد (3) .
ومما يلفت النظر في هذا التفسير ، تلك افتراءاته على الأبرياء من غير تورع ..
مثلاً نراه يختلق على الشيعة الإمامية – وهم في جواره ببغداد – كأنه لم يرهم فيرميهم رمي عشواء ، وكأنما عن لسان ابن تيمية سلفه في قذف الأبرياء .
هو عند تفسير الآية الكريمة [البقرة: 187] : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } .. يقول : اختلفوا في النهار الشرعي ، فذهبت الأئمة الاربعة الى أنه من طلوع الفجر . فلا يجوز فعل شيء من المحظورات بعده .. قال : وخالف في ذلك سليمان بن مهران الأعمش ، ولا يتبعه إلا الأعمى ، فزعم أنه من طلوع الشمس ، وجوز فعل المحظورات بعد طلوع الفجر .. قال : وكذا الإمامية ؟ ! (4) .
ونراه هنا تهادى الى وادي الضلال في سقطات ثلاث :
أولاً : فريته على الأعمش بما لم يقله ، وإنما ذهب الى أن الفجر الذي يجب الإمساك عنده هو فلق الصبح الصادق الذي يملأ الأفق . لا البياض الصاعد الى كبد السماء الزائل بعد دقائق ، المعروف بالفجر الكاذب .. (5) .
ثانياً : شنعته الشائنة ولسانه البذيء المتجاسر على كبار السلف من الأئمة الثقات . (6) .
ثالثاً : أكذوبته الفاضحة له ، على أمة كبيرة هم أتباع مذهب أهل البيت من آل الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إذ لم يعهد من أحد منهم تجويز فعل المحظورات ، بعد الفجر وقبل طلوع الشمس .. إن هذا إلا افتراء .. {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [النحل: 105] . وصدق الله العظيم ..
والأفضع اختلاقه سورة موهونة سماها سورة الولاية – وفيها من السفاسف والمخاريق – نسب القول بها الى أحد كبراء الشيعة ( ابن شهر آشوب المازندراني) في كتابه المثالب .. (7) .
وهذا الكتاب كان مفقوداً منذ أزمان ،حتى عثر عليه أخيراً في المخطوطات ببلاد الهند ، فشاهدت منه نسختين ، وطالعتها بدقة ، وطالعتهما بدقة ، وإذ ليس فيهما أثر من هذا المختلق ، بل نجد المؤلف قد جهد في كتابه هذا ، رد مزعومة التحريف وتفنيد القول به ، في ضوء دلالة البرهان .. (8) .
أفهل كان من الإنصاف أن يقابل مروءة الرجل بمثل هذا الجفاء ؟!
نعم ، كان ما ذكره صاحبنا المفتري مقتبساً من شنعات زميله الدرويش المتسكع ، في كتاب جمعه من الطرقات والمقاهي ، عند ما كان يدور في الأسواق والشوارع ، ليملأ جعبته من مهازل وأضحوكات .. وقد اغتر بسفاسفه بعض المغفلين ودبجها في كتابه فصل الخطاب دليلاً على تحريف الكتاب .. وهكذا توارث أهل المهازل سفاسفهم يداً بيد !!
____________________
1- روح المعاني ، ج1 ، ص148 .
2- التفسير والمفسرون ،ج1 ، ص358 .
3- الرازي مفسراً لعبد الحميد ، ص170 .
4- روح المعاني ، ج2 ، ص58 .
5- راجع : تفسير الطبري ، ج2 ، ص101 (ط بولاق) .
6- حسبما جاء في تعبير الذهبي ، قال بشأنه : هو من الأئمة الثقات . وكذا غيره من أصحاب التراجم (ميزان الاعتدال ، ج2 ، ص224 ، رقم 3517).
7- روح المعاني ، ج1 ، ص23 (الفائدة السادسة من المقدمة) .
8- راجع ما حققناه بهذا الصدد في كتاب صيانة القرآن من التحريف عند البحث عن مفتريات العامة !
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|