أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
2432
التاريخ: 7-2-2018
4354
التاريخ: 9-7-2019
2599
التاريخ: 21-06-2015
1886
|
هو عروة بن حزام بن مهاصر أحد بني ضبّة بن عبد من بني عذرة، يتم من أبيه باكرا فعاش في كفالة عمه مالك (1) بن مهاصر. وكان لعمه ابنة اسمها عفراء نشأ عروة معها فألف كل واحد منهما صاحبه.
وأراد عروة أن يتزوّج عفراء ولكن أمّها كانت كارهة له لفقره. ورحل عروة إلى عمّ له في الريّ (2) بفارس يطلب منه شيئا من المال، فاتفق أن ورد على آل عفراء رجل غنيّ من أنساب بني أمية ومن أهل البلقاء (الشام، شرق الاردنّ اليوم) فتزوّج عفراء. وأراد مالك بن مهاصر أن يخفف الصدمة عن عروة إذا عاد ولم يجد عفراء فعمد إلى قبر عتيق فجدّده ليوهم عروة أن عفراء ماتت. ورجع عروة وشيكا ولكن عرف جليّة الأمر فرحل في نفر من أهله إلى البلقاء. فيقال ان زوج عفراء عرف بقدوم عروة ودعاه إلى أن ينزل ضيفا عليه وأن يرى عفراء (3). فأبى ذلك كرما منه وحفاظا وعاد إلى بلده فمات قبل أن يصل إلى المدينة، نحو سنة 30 ه (650 م).
ويزعمون أن عفراء مرت يوما بقبر عروة فنزلت عليه تبكي وتنتحب حتى ماتت عنده.
عروة بن حزام شاعر مقلّ جدا، ولكنه شهر بقصيدته التي قالها في عفراء، وهي قصيدة فصيحة الألفاظ سهلة التراكيب مع متانة في السبك وعذوبة في التعبير وعاطفة جيّاشة.
ولكنّ الذي يبدو لي أن هذه القصيدة لم تكن في أول الأمر بمثل هذا الطول، ولكن زيد عليها بعد ذلك زيادات: يدلّنا على ذلك طولها (238 بيتا) وتكرار بعض معانيها مع شيء من التعليل ثم التفاوت في السهولة والعذوبة في الابيات المتقاربة وكثرة الاختلاف في الروايات. ولعله اختلط بها عدد من أبيات نفر من المحبّين وافقتها في البحر والقافية.
-المختار من شعره:
لعروة بن حزام قصيدة مشهورة مطلعها:
خليليّ من عليا هلال بن عامر... بصنعاء عوجا اليوم فانتظراني (4)
بعد أن يبسط عروة في هذه القصيدة ما قد ألمّ به من الضرّ ويذكر عجز الاطبّاء عن مداواته يهجو عمّه الذي كان يشتطّ في طلب المهر منه ويعاتب عفراء عتابا رقيقا. وفي هذه القصيدة تعبير بارع واضح عن وجدان المحبّ الذي عزّ عليه الاتّصال بحبيبته:
أ في كلّ يوم أنت رام بلادها... بعينين انساناهما غرقان (5)
ألا فاحملاني، بارك اللّه فيكما... إلى حاضر الروحاء ثمّ دعاني
ألمّا على عفراء إنكما غدا... بشحط النّوى والبين معترفان(6)
أغرّكما منّي قميص لبسته...جديد وبردا يمنة زهيان (7)
متى ترفعا عنّي القميص تبيّنا... بي الضّرّ من عفراء، يا فتيان (8)
وتعترفا لحما قليلا وأعظما...رقاقا وقلبا دائم الخفقان
على كبدي من حب عفراء قرحة... وعيناي من وجد بها تكفان (9)
يقول لي الاصحاب، إذ يعذلونني...أشوق عراقيّ وأنت يماني
وليس يمان للعراق بصاحب...عسى في صروف الدهر يلتقيان (10)
تحمّلت من عفراء ما ليس لي به... ولا للجبال الراسيات، يدان
كأنّ قطاة علّقت بجناحها...على كبدي من شدّة الخفقان
جعلت لعرّاف اليمامة حكمه...وعرّاف نجد إن هما شفياني (11)
فقالا نعم، نشفي من الداء كلّه... وقاما مع العوّاد يبتدران (12)
فما تركا من رقية يعلمانها ولا شربة إلاّ وقد سقياني (13)
وما شفيا الداء الذي بي كلّه...ولا ذخرا نصحا ولا ألواني (14)
فقالا شفاك اللّه، واللّه، ما لنا... بما ضمّنت منك الضلوع يدان
فيا عمّ يا ذا الغدر، لا زلت مبتلى... حليفا لهمّ لازمٍ وهوان
وإني لأهوى الحشر إن قيل إنّني...وعفراء يوم الحشر ملتقيان (15)
ألا يا غرابي دمنة الدار، بيّنا...أبالهجر من عفراء تنتحبان (16)
فان كان حقّا ما تقولان فاذهبا...بلحمي إلى وكريكما فكلاني (17)
أناسية عفراء ذكري بعد ما... تركت لها ذكرا بكلّ مكان
تكنّفني الواشون من كل جانب... ولو كان واشٍ واحد لكفاني(18)
يكلّفني عمّي ثمانين ناقة...ومالي، يا عفراء، غير ثمان (19)
فيا ليت محيانا جميعا، وليتنا... إذا نحن متنا ضمّنا كفنان (20)
ويا ليت أنّا الدهر في غير ريبة...خليّان نرعى البهم مؤتلفان (21)
فو اللّه، ما حدّثت سرّك صاحبا...أخا لي، ولا فاهت به الشفتان (22)
تحمّلت زفرات الضحى فأطقتها، وما لي بزفرات العشيّ يدان (23)
_________________________
1) الشعر والشعراء 394؛ وفي غ (20:152): عقال.
2) غ 20:153، السطر الثالث من أسفل؛ وقيل في الشام (غ 20:155-156).
3) الشعر والشعراء، راجع 397؛ في غ (20:154) أن زوج عفراء أنزل عروة ضيفا في بيته وسمح له بلقاء عفراء، ثم عرض عليه أن يطلق عفراء فيتزوجها إذا شاء فأبى عروة ذلك.
4) عاج يعوج: مال، جاء إلى مكان قريب من طريقه. صنعاء: قاعدة اليمن.
5) . . . . بعينين ممتلئتين بالدموع.
6) ألم: زار زيارة قصيرة. الشحط: البعد. النوى: البعاد، الفراق (البعد عن المحبوب).
7) زهيان مثنى زهي (؟) أو زاه: متعدد الألوان أو حسن المنظر.
8) تبينان: تتبينان (تبصراني وتتحققان من نحولي).
9) وجد: حب. وكف الدمع: سال.
10) عسى هنا بمعنى حتى: ليس العراقي موافقا في الدار لليمنى حتى يلتقيا (انهما لا يلتقيان)؛ أو: ان العراقي واليماني بعيدان في الدار، ولكن ربما التقيا.
11) عراف اليمامة وعراف نجد (راجع الشعر والشعراء 396: عراف حجر).
12) أوهماني أنهما قادران على شفاء ما بي ولكنهما كانا يعلمان أن لا شفاء لي ولذلك نهضا مع العواد (جمع عائد: الذي يزور المريض) وغادرا غرفتي لانهما كانا يوقنان أني سأموت وشيكا (راجع فوق، معلقة طرفة، ص 139).
14) وذلك بعد أن كانا قد عالجاني بكل نوع من أنواع الرقى (الرقية دعاء يقال على رأس المريض لتخفيف مرضه النفساني). الشربة: الدواء يؤخذ بالفم.
14) لم يشفياني شفاء تاما مع أنهما لم يدعا نصيحة ينصحانني بها ولا بخلا علي (بشيء من المداواة).
15) الحشر: القيام من القبور (انتهاء هذه الحياة).
16) غرابا دمنة الدار: الغرابان الملازمان للدار يصيحان بها لا يفتران.
17) إذا كان التفريق بيني وبين عفراء صحيحا فاني أفضل أن أموت وتأخذا لحمي إلى وكريكما وتأكلانه مع فراخكما.
18) تكنفني: أحاط بي.
19) يكلفني عمي ثمانين ناقة (مهرا لعفراء).
20) ضمنا كفنان (يقصد: ضمنا كفن واحد).
21) الخلي: الموجود في أرض خلاء ليس فيها أحد غيره. البهم: صغار الغنم (الضأن والمعزي).
22) ما بحت بحبي لك إلى أحد.
23) تحملت زفرات (تأوهي من ألم الحب) في الضحي (في أول أمري). ولا أستطيع أن أتحمل في العشي (في أواخر أمري: أواخر عمري) ما كنت قد تحملت مثله من قبل.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|