المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24
نقل تماثيل الملك «رعمسيس الرابع»
2024-11-24
الصحافة الأدبية في دول المغرب العربي
2024-11-24
الصحافة الأدبية العربية
2024-11-24



خالد بن يزيد الكاتب البغدادي  
  
3268   10:29 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص324-326
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 2298
التاريخ: 25-12-2015 5817
التاريخ: 30-12-2015 2602
التاريخ: 24-06-2015 2412

هو أبو الهيثم خالد بن يزيد الكاتب البغدادي، أصله من خراسان و سكن بغداد. و في أيام المعتصم (218-227 ه‍) كان خالد بن يزيد أحد الكتّاب في الجيش. و يبدو أنه كان من أقران أبي تمّام (188-232 ه‍) أو أصغر سنّا منه بقليل، و كان يهاجيه.

و كان محمّد بن عبد الملك الزيّات في أثناء وزارته (225-233 ه‍) قد ولّى خالد بن يزيد الكاتب عملا في بعض الثغور (أطراف البلاد) و لكنّ خالدا توسوس و ذهب عقله وشيكا؛ و بقي كذلك إلى أن توفّي سنة 269 ه‍ (882-883 م) في بغداد، بعد أن أسنّ.

خصائصه الفنّيّة:

خالد بن يزيد الكاتب ناثر شاعر، و شعره حسن رقيق جدّا، و أكثر شعره الغزل و الحكمة. و له شيء من الهجاء و المجون.

المختار من شعره:

- قال خالد بن يزيد في اللّيل (ديوان المعاني 1:350) :

لست أدري، أطال ليلي أم لا... كيف يدري بذاك من يتقلّى (1)

لو تفرّغت لاستطالة ليلي... و لرعي النجوم كنت مخلّى (2)

- و قال في البكاء على فراق الأليف (ديوان المعاني 1:284) :

بكيت دما حتى بكيت بلا دم... بكاء فتى فرد على شجن فرد (3)

أ أبكي الذي فارقت بالدمع وحده... لقد جلّ قدر الدمع فيه، إذن، عندي (4)

- و له في النسيب (معجم الأدباء 11:51) :

كبد شفّها غليل التصابي... بين عتب و جفوة و عذاب (5)

كلّ يوم تدمى بجرح من الشّو ق... و نوع مجدّد من عتاب

يا سقيم الجفون، أسقمت جسمي... فاشفني كيف شئت؛ لا بك ما بي (6)

ان أكن مذنبا فكن حسن العف‍ـ...ـو أو اجعل سوى الصدود عذابي

__________________

1) يتقلى (من قلا يقلي: أنضج بالنار) كناية عن احتمال المشقة و العذاب.

2) المخلى: الخالي، الفارغ (الذي لا هم له، ليس محبا) .

3) ما زلت أبكي دما إلى أن جف دمي فأصبحت أبكي فلا يسيل من عيني دم. فرد-فريد (في حبه) على (من) شجن (حزن) فرد (فريد: مصيبة فريدة كبيرة لم يصب مثلها أحدا غيري) .

4) اذا كنت أبكي على الحبيب الذي فارقته بدمع فقط (لا بدم) ، فيكون قدر الدمع عندي اذن عظيما (و الدمع لا قيمة له، أي لا يكون للمحبوب الذي فارقته قيمة عندي!)

5) الغليل: حرارة الحب و الحزن. التصابي: التشوق الى المحبوب. شف كبدي غليل التصابي-هزلني و انحلني الحب.

6) لا بك ما بي: أرجو ألا يكون بك ما بي (ألا يصيبك ما أصابني من الحب المضني)  

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.