المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06



ابن المعلم الواسطي الهرثي  
  
2718   08:38 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص406-408
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015 5573
التاريخ: 24-7-2016 2519
التاريخ: 22-06-2015 3404
التاريخ: 29-12-2015 2248

هو نجم الدين أبو الغنائم محمّد بن عليّ بن فارس، ولد في سابع عشر جمادى الثانية 501(أوائل 1108 م) في الهرث على مقربة من واسط (العراق) و نشأ علويّ العاطفة صوفيّ النزعة. زار بغداد و لقي فيها أبا الفرج ابن الجوزيّ الواعظ، و زار الموصل و البصرة، غير أنه قضى معظم أوقاته في الهرث، و كان يرسل منها مدائحه الى الخليفة. و في ترجمته أنه سجن مدّة طويلة. مات (1) في رابع رجب 592(1196 م) في الهرث.

كان ابن المعلّم شاعرا مطبوعا رقيق الشّعر سهل الألفاظ صحيح المعاني متين التركيب يقول في المدح و الهجاء و الغزل؛ غير أن أكثر شعره في النسيب و وصف الشوق و ذكر الصبابة؛ و كانت تغلب عليه نفحة صوفية. فرزق شعره بذلك كلّه سيرورة على الألسن. و كان بينه و بين سبط ابن التعويذيّ تنافس و هجاء.

مختارات من شعره:

-لابن المعلم قصيدة طويلة يمتزج فيها التصوف بالحماسة، منها:

ردّوا عليّ شوارد الأظعان... ما الدار إن لم تغن من أوطان (2)

و لكم بذاك الجزع من متمنّع... هزأت معاطفه بغصن البان (3)

أبدى تلوّنه بأوّل موعدٍ... فمن الوفي لنا بوعد ثان (4)

فمتى اللقاء، و دونه من قومه... أبناء معركة و أسد طعان

نقلوا الرماح، و ما أظنّ أكفّهم... خلقت لغير ذوابل المرّان (5)

و تقلّدوا بيض السيوف، فما ترى... في الحيّ غير مهنّد و سنان (6)

و لئن صددت فمن مراقبة العدى... ما الصدّ عن ملل و لا سلوان (7)

يا ساكني نعمان، أين زماننا... بطويلع، يا ساكني نعمان (8)

- و له في التصوف و النسيب:

قسما بما ضمّت عليه شفاههم... من قرقف في لؤلؤ مكنون (9)

إن شارف الحادي العذيب لأقضين... نحبي؛ و من لي أن تبرّ يميني (10)

لو لم تكن آثار ليلى و الهوى... بتلاعه ما رحت كالمجنون (11)

______________________

1) تاريخ الكامل 12:124؛ وفيات الأعيان 2:402.

2) أعيدوا أحبابي الذين ظعنوا: سافروا، رحلوا (شاردين: الى مكان لا أعلمه) ، فان الدار اذا لم تغن (لم تكن مغنى: لم يكن فيها سكان) لا تسمى وطنا!

3) الجزع (بكسر الجيم و سكون الزاي أخت الراء) : الوادي، مكان في الوادي ذو نبات، مكان في الوادي يجزعه المارّون (يقطعونه، يمرون فيه) ، اسم لقريتين عند الطائف (كناية عن مكان مقدس) . متمنع: محبوب يأبى على محبيه الوصال. هزأت معاطفه بغصن البان: قوامه و تثنيه أجمل من استقامة غصن البان و من تثنى غصن البان (تحركه في النسيم) .

4) أخلف الوعد الأول فمن يضمن أن يفي بالوعد التالي.

5) نقلوا (حملوا) الرماح: هم شجعان. و ذوابل المران (و الرماح الذابلة: الجافة السمراء، القاسية، القوية) خلقت لهم: أكفهم خلقت للرماح (للحرب) .

6) القوم كلهم محاربون، منهم من يحمل السيوف و منهم من يحمل الرماح.

7) من مراقبة العدى: خوف أن يراني خصومي فيشوا بي أو يؤذوني. الملل: السأم، الكره. السلوان: النسيان.

8) نعمان (بفتح النون) واد وراء جبل عرفات. . طويلع. . . المقصود التغزل بمكان مقدس (كناية عن العزة الالهية) .

9) أقسم بما في أفواههم من قرقف (خمر باردة-كناية عن المعرفة الالهية) في لؤلؤ (أسنان بيض) مكنون (مضنون به على غير العارفين الصوفيين) -كناية عن وضوح الأمر الالهي للصوفي.

10) ان (اذا) شارف (قارب) الحادي (سائق الابل) العذيب (ماء في الحجاز) لأقضين نحيى (لاختارن الموت. و من لي أن تبر يميني: و لكن كيف أستطيع الوصول الى ما أؤمل من الفناء في اللّه و الاتحاد به) .

11) لو لم تكن آثار ليلى (آثار العزة الالهية) بتلاعه (جمع تلعة: مسقط الماء من الجبل) ما رحت (أصبحت) كالمجنون (كمجنون ليلى لا أفكر الا في ليلى العامرية) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.