أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2022
![]()
التاريخ: 7-7-2022
![]()
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 8-06-2015
![]() |
مقا- منى : أصل واحد صحيح يدلّ على تقدير شيء ونفاذ القضاء به , منه قولهم - منى له الماني , أي قدّر المقدّر. وماء الإنسان منّى , أي يقدّر منه خلقته. والمنيّة الموت , لأنّها مقدّرة على كلّ. وتمنّى الإنسان : أمل يقدّره. والأمنيّة : أفعولة منه. ومنى مكّة : قال قوم سمّى به لما قدّر أن يذبح فيه. وممّا يجرى هذا المجرى المنا : الّذى يوزن به , لأنّه تقدير يعمل عليه. وقولنا : تمنّى الكتاب : قرأه , وهو ذلك المعنى لأنّ القراءة تقدير. ومن الباب : مانى يماني مماناة إذا بارى غيره , وهذا من التقدير لأنّه يقدّر فعله بفعل غيره يريد أن يساويه.
مصبا- المنا : الّذى يكال به السمن وغيره , والتثنية منوان , والجمع أمناء , وفي لغة تميم : منّ بالتشديد , والجمع أمنان , والتثنية منّان .
ومنى : اسم موضع بمكّة , والغالب عليه التذكير , فيصرف , وإذا أنّث منع. ومنى اللّٰه الشيء من باب رمى : قدّره. والاسم المنا. وأمنى الرجل : أتى منى. وتمنّيت كذا , قيل مأخوذ من المنا وهو القدر , لأنّ صاحبه يقدّر حصوله , والاسم المنية والأمنيّة وجمع الاولى منى , وجمع الثانية الأماني. والمنّي : معروف , وأمنى الرجل إمناءا : أراق منيّة , ومنى يمنى من باب رمى : لغة , والمنيّ فعيل , والتخفيف لغة فيعرب إعراب المنقوص. واستمنى الرجل : استدعى منيّة بأمر غير الجماع.
التهذيب 15/ 529 - والمنا مقصور : الّذى يوزن به. والمني بالياء :
القدر , وقد منى اللّٰه لك ما يسرّك , أي قدّر. أبو العبّاس : التمنّي : حديث النفس بما يكون وبما لا يكون. تمنّيت الشيء : قدرّته وأحببت أن تصير إلىّ.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تشهىّ حصول أمر مع تقدير. والتقدير
المطلق معنى مجازىّ وليس من مصاديق الأصل.
وأمّا منا : فقد سبق في المنّ أن المنّ والمنا مأخوذتان من منيا عبريّا وسريانيّا.
ولا يبعد أن يكون مفهوم القطع في المادّة أيضا مأخوذا من العبريّة.
وأمّا المنّى بمعنى ماء الرجل : فانّه ظهور معنى التشهّي , وباعتبار هذا المعنى يقال : أمنى الرجل إمناءا , أي جعل نفسه ذات تشهّى.
{أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة : 59]. {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} [النجم : 45، 46 {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً } [القيامة : 37، 38] التوصيف بالإمناء إشارة الى أنّ الرجل لم يكن له نظر الى خلق ولد , بل حقيقة الإمناء هو التشهّي النفسانيّ, بحيث لو لم يتحقّق ذلك التشهّي والشهوة :
لا يحصل الإمناء.
وهذا من عظمة خلق اللّه عزّ وجلّ , حيث خلق الإنسان من المنىّ الّذى يطهر من الإمناء وهو التشهّي.
وليعتبر الإنسان بأنّ مبدأ خلقته وتكوّنه هو ذلك المنىّ الّذى يمنى , وبأنّ التشهيّ عجن في خلقته , ولازم أن يستفيد منه في طلب السعادة والكمال ومراحل الروحانيّة.
فظهر أنّ المنىّ في حال تحصّله ليس له قوام إلّا بالتشهّي , ولا أثر من التقدير في هذا التكوّن حتّى يعلّل به.
وأمّا المنيّة كالرميّة : بمعنى ما يتّصف بالتشهّي والتقدير , فانّ الموت منزل من منازل سير الإنسان , ومقدّر من جانب الرحمن , ومورد تشهّى للإنسان السالك الى اللّٰه والى لقائه , وبه يتخلّص عن مضيق عالم المادّة والفناء. قال تعالى :
{إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} [الجمعة : 6].
{وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ } [آل عمران : 143]. {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ} [العنكبوت : 5] وأمّا الأمنيّة , أصلها أمنوية كالأضحوكة والاحدوثة والاضحيّة : مزيدة لتدلّ على زيادة المعنى والمبالغة فيه , والجمع الأمانيّ. والمعنى ما يكون مصداقا تامّا للتمنّي والضحك والحدوث.
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } [الحج : 52] أي إذا اختار تشهّيا وتقديرا ورغبة الى شيء فيه اشتهاء من نفسه غافلا عن الإخلاص الخالص الكامل , على مقتضى الحياة الدنيويّة الجسمانيّة : فيجد الشيطان محلّا مستعدّا للوسوسة , فيلقى في موضوع تشهّية شيئا يوجب الخلط في برنامج إلهىّ خالص {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف : 200]. {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ } [البقرة : 111]. {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ } [الحديد : 14]. {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [النساء : 123] فالأمانيّ : كلّ ما يتمنّى الإنسان بتشهّي وتقدير , والتمنّي من كلّ شخص على مقتضى حالاته وبحسب أفكاره وأعماله , فكلّ من أهل الكتاب يتمنى أن يكون من أهل الجنّة ومن المتنعّمين في الدنيا وفي الآخرة. غافلا عن أنّ العدل يقتضى المجازاة في سيّئات الأعمال في أي شخص كان , فلا يوافق الحقّ أمانيّهم النفسانيّة.
فالضمير في ليس راجع الى الوعد الحقّ في- وعدَ اللّٰه حقّاً.
ولا يخفى أنّ التمنّي مرجعه الى طلب النفس باقتضاء تمايلاته وحالاته , وهو الّذى يدعو الإنسان الى خلاف ما يدعو إليه الرحمن. وبهذا اللحاظ قال تعالى :
{وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ... يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } [النساء : 119، 120] فالتمنية بعد الإضلال , وما دام الإنسان متوجّها الى الحقّ والى ما يدعو اليه الرحمن : لا يتحقّق التمنيّ الى غيره.
يقال : منّيته أي جعلته صاحب تمنّ , فتمنّى.
والتمنّي يخالف الرضا والتسليم والتفويض الى اللّٰه عزّ وجلّ , والمؤمن إذا حصل له التمنّي : لازم أن يستعيذ باللّٰه من الشيطان.
وأمّا المناة : فالكلمة كانت مستعملة في العبريّة والسريانيّة والآراميّة كما في فرهنگ تطبيقي , اسم صنم , أو إلاه التقدير.
يقول أبو منذر في كتاب الأصنام ص 13- فكان أقدم الأصنام كلّها مناة , وقد كانت العرب تسمّىّ عبد مناة , وكان منصوبا على ساحل البحر بقديد بين المدينة ومكّة , وكانت العرب جميعا تعظّمه وتذبح حوله وكانت الأوس والخزرج ومن ينزل المدينة ومكّة وما قارب من المواضع يعظّمونه ويذبحون له ويهدون له.
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [النجم : 19، 20] ولعلّ الكلمة مشتقّة من مادّة المنو والمني , وهي في العبريّة والسريانيّة بمعنى القطع , ولعلّ هذا الصنم كان مقطوعا على شكل مخصوص من حجر.
____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|