أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2015
13285
التاريخ: 2024-04-21
892
التاريخ: 10-12-2015
10276
التاريخ: 22-10-2014
2634
|
مصبا- الملح : يذكّر ويؤنّث , قال ابن الأنباري في باب ما يؤنّث ولا يذكّر : الملح مؤنّثة وتصغيرها مليحة , والجمع ملاح مثل بئر وبئار. وملحت القدر ملحا من بابي نفع وضرب : ألقيت فيها الملح , فإذا أكثرت فيها الملح قلت أملحتها , وقال الأزهريّ : قلت ملّحتها تمليحا. والملّاحة : منبت الملح. وملح الماء ملوحة , هذه لغة أهل العالية , والفاعل منها ملح مثل خشن , هذا هو الأصل في اسم الفاعل , ولكن كثر استعماله خفّف واقتصر في الاستعمال عليه فقيل ملح , وأهل الحجاز يقولون أملح الماء إملاحا , والفاعل مالح من النوادر الّتى جاء على غير قياس , نحو أبقل الموضع فهو باقل. ونقل انّها لغة حجازيّة , وصرّح أهل اللغة بأنّ أهل الحجاز كانوا يختارون من اللغات أفصحها ومن الألفاظ أعذبها فيستعملونها , ولهذا نزل القرآن بلغتهم , وكان منهم أفصح العرب , وما ثبت أنّه من لغتهم لا يجوز القول بعدم فصاحته , وقد قالوا في الفعل ملّح الماء ملوحا من باب قعد , وقياس هذا مالح , فهو جار على القياس. وملح الرجل وغيره ملحا من باب تعب : اشتدّت زرقته وهو الّذى يضرب الى البياض , فهو أملح , والأنثى ملحاء. وملح الشيء ملاحة : بهج وحسن منظره.
مقا- ملح : أصل صحيح له فروع تتقارب في المعنى وإن كان في ظاهرها بعض التفاوت. فالأصل البياض , منه الملح المعروف وسمّى لبياضه. وقالوا ماء ملح وقد قالوا مالح. وملّح الماء , وسمك مملوح ومليح , وأملحنا :
أصبنا ماء مالحا. وملّحت القدر : ألقيت ملحها بقدر , وأملحتها : أفسدتها بالملح. والملّاح : صاحب السفينة , لأنّ ماء البحر ملح.
الاشتقاق 451- وملحان : إمّا من الملح وهو لون , يقال كبش أملح , إذا كان في أعلى صوفه بياض. والملحة : البياض. وفي الحديث انّ النبىّ عقّ عن الحسن والحسين بكبشين أملّحين. وسمك ملح ومليح ومملوح , ولا يقال مالح. وماء ملح لا غير. والملح : الرضاع. وملحت الناقة أملحها ملحا : إذا مسحت حياءها بالملح.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يتكوّن في معدن أو يترسّب من ماء غير عذب , فيه حموضة , والأملاح متنوعّة , والمشهور المتداول منها ملح الطعام الّذى يصلح به الطعام ويطيب.
ولكونه على لون البياض أو قريبا منه : تطلق المادّة على اللون الّذى فيه زرقة وبياض. وباعتبار إيجابه طيبا في الطعام : تطلق على ما فيه بهجة وجذبة وملايمة وحسن منظر. وبهذا الاعتبار تستعمل المادّة في لون فيه زرقة أو بياض إذا كان فيه جذب وبهجة , لا مطلقا.
واستعمال المادّة من باب قعد أو شرف أو تعب أو ضرب : كلّ منها بلحاظ النظر الى خصوصيّة ذلك الباب من الثبوت أو اللزوم أو التعدّي أو غيرها : والمالح والملح والملح والمليح : صفات من المادّة.
{وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا} [الفرقان : 53] المرج : هو الإرسال والإطلاق في جريان طبيعيّ وتنحيته عن القيود. والبرزخ : هو الحالة الجديدة الثانويّة وظهورها. والأجاج : حفيف وشدّة في توقّد أو ملوحة أو حركة أو غيرها , ويقابله الفرات , كما أنّ الملح يقابله العذب.
والآية الكريمة تشمل البحرين من عوالم الروحانيّة , بقرينة سبق الكفر والايمان والاطاعة والعصيان , راجع المرج.
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} [فاطر: 12] هذه الآية الكريمة تمثيل للمؤمن والكافر , وهما لا يستويان في شأنهما ومقامهما وكمال وجودهما , مع انّ كلّا منهما يستفاد منه في الحياة الدنيا ويستعان به في العيش , إلّا أنّ الكافر كسائر الأسباب المادّيّة الّتى ليست لها في أنفسها منزلة الّا التوسّل اليها في الحوائج , من تهيّئة وسائل المآكل والملابس والمعايش.
وأمّا المؤمن فهو كالماء العذب الفرات الّذى يشرب ويستفاد من نفس وجوده , ويعطى حياة للنفوس وإدامة حياة- ومن الماء كلّ شيء حىّ , ومن أحيى نفسا فكأنّما أحيى نفوسا والناس جميعا بالحياة الحقيقيّة.
فالكافر كالملح الأجاج الّذى يستفاد منه في الأطعمة وفي سائر الموارد , إلّا أنّه في نفسه لا يصلح ولا يؤكل ولا يرغب اليه.
والمؤمن والكافر كالبحرين العذب والملح , يتشابهان ويتماثلان في الظاهر , إلّا أنّهما مختلفا الحقيقة , كاختلاف النور والظلمة , والشراب الصافي الطاهر الخالص العذب الملائم , وما فيه خلط وملح وكدورة.
_______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|