أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
2056
التاريخ: 13-08-2015
2031
التاريخ: 21-06-2015
2442
التاريخ: 19-06-2015
9629
|
هو أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمّد النصيبي من أهل نصيبين في جزيرة ابن عمر، و كان يعرف أيضا بالمخزوميّ و لكن لم يكن من بني مخزوم. أما لقبه الببّغاء فلقّب به للثغة بالفاء كانت في لسانه، و لذلك كان ابن جنّيّ يسمّيه الففّغاء بفاءين (وفيات 1:535) .
ولد أبو الفرج الببّغاء في نصيبين، نحو سنة 315 ه (٩٢٧ م) ، و لا نعرف من أخباره شيئا قبل اتّصاله بسيف الدولة (نحو سنة 334 ه - 945-946 م) ، فقد نال حظوة عند سيف الدولة و كان أكثر مقامه في
حلب. و ربّما تنقّل بين حلب و دمشق (حينما تكون دمشق تحت حكم سيف الدولة) ، كما اتّفق له أن زار بغداد في ذلك الحين و لقي فيها المتنبّي، حينما زارها المتنبّي (350 ه) بعد رجوعه من مصر.
و بقي الببّغاء، بعد وفاة سيف الدولة (354 ه) ، مدّة في حلب ثم سار إلى بغداد. ثم إنّه استقرّ في الموصل و لكنّه ظلّ يتردّد على بغداد، و قد كان فيها سنة ٣٩٠ ه (يتيمة الدهر ١:٢١٠) .
و كانت وفاة الببّغاء في أواخر شعبان من سنة ٣٩٨ ه (أوائل أيار- مايو ١٠٠٨ م) .
خصائصه الفنّيّة:
أبو الفرج الببّغاء شاعر مكثر فخم الألفاظ متين التركيب يميل إلى الصنعة و لا يتكلّف فتأتي معانيه جيادا و صوره الشعرية جميلة، ثم هو معجب بالمتنبّي يطبع الشعر على غراره أحيانا و على غرار شعر البحتريّ. و هو بارع في الوصف و الخمر و الغزل حسن المديح و الرثاء.
و أبو الفرج الببّغاء أديب ناثر جيّد الترسّل و السرد، غير أنه لا يبلغ في ذلك مبلغ أعلام عصره كبديع الزمان مثلا. إنه أقرب في نثره إلى السليقة و أبعد عن التكلّف، لذلك كان نثره سهلا عذبا.
المختار من شعره و نثره:
- قال أبو الفرج الببّغاء يصف ركض الخيل (في أثناء مديح) :
و كأنّما نقشت حوافر خيله... للناظرين أهلّة في الجلمد (1)
و كأنّ طرف الشمس مطروف و قد... جعل الغبار له مكان الإثمد (2)
- و قال الببّغاء في الغزل:
و مهفهف لمّا اكتست و جناته... حلل الملاحة طرّزت بعذاره (3)
لمّا انتصرت على عظيم جفائه... بالقلب، كان القلب من أنصاره (4)
كملت محاسن وجهه فكأنما اقـ...ـتبس الهلال النور من أنواره
و إذا ألحّ القلب في هجرانه... قال الهوى لى: لا بدّ منه فداره
- و للببّغاء في وصف الربيع و الخمر:
زمن الورد أظرف الأزمان... و أوان الربيع خير أوان (5)
أدرك النرجس الجنيّ، و فزنا... منهما بالخدود و الأجفان (6)
أشرف الزهر زار في أشرف الدهـ...ـر، فصل فيه أشرف الإخوان
و اجل شمس العقار في يد بدر ال حسن يخدمك منهما النيّران (7)
و أدرها عذراء و انتهز ال...ـإمكان قبل عوائق الإمكان
في كؤوس كأنّها زهر الخشـ...ـخاش فيه شقائق النّعمان (8)
و اختدعها عند البزال بألفا...ظ المثاني و مطربات الأغاني (9)
فهي أولى من العرائس، ان زفـ...ـت، بعزف النايات و العيدان.
- و قال يصف بركة ثم يستطرد من وصف مائها إلى وصف كرم الممدوح:
و قوراء كالفلك المستديـ...ـر تروق العيون بلآلائها (10)
حبتها البحار بأمواجها... و سحب السماء بأنوائها (11)
كأنّ تدفّق تيّارها يداك تفيض بنعمائها.
وجودك أغزر من جريها، و خلقك أعذب من مائها!
- من رسالة كتب بها إلى سيف الدولة بعد غزوة ظافرة لسيف الدولة: الرياسة-أيّد اللّه سيّدنا-حلّة مرموقة و مرتبة مرموقة (12) يتفاضل الناس فيها بقدر الهمم و ينالونها بحسب مراتبهم من الكرم، فما تدرك إلاّ بالسماح، و لا تملك إلاّ بأطراف الرماح. . . . فكلّ من أدركها طلبا و استحقّها بأفعاله لقبا-من غير الدخول لسيّدنا تحت شرف التعبّد، و رقّ الإخلاص لا التودّد-فقد حرم نيل الكمال و عدل عن الحقيقة إلى المحال:
لأنّه الغاية القصوى التي عجزت... عن أن تؤمّل إدراكا لها الهمم
ما تستحقّ ملوك الأرض مرتبة... في الفضل إلاّ له من فوقها قدم
_____________________
١) يصف الشاعر اقتدار الممدوح (سيف الدولة) على الغزو باستعارة تمثيلية مأخوذة من أثر حافر الخيل. الجلمد (الصخر الصلد) -كل حافر حصان ينقش هلالا في الصخر.
٢) إذا طرفت العين صعب عليها التفتح المستمر للرؤية بثبات و وضوح. إن الشمس كانت مطروفة بالغبار (الذي أثارته خيول سيف الدولة في الذهاب إلى الغزو) فهي لا تظهر باستمرار و لا تضيء بوضوح. و بما أن الشمس في مثل هذه الحال تكون أطرافها أقل لمعانا، فقد شبهها الشاعر بعين كحلت بالأثمد.
3) المهفهف: النحيف الضامر الخصر. -لبست خدوده ثوبا من الجمال ثم بدأ عذاره (لحيته) بالظهور في ذلك الثوب كأنها طراز (علامة مزخرفة) .
4) انتصرت بالقلب: استعنت بقلبي حتى ينصرني (يساعدني) على المحبوب. . . .
5) الأوان: الحين (الزمن المناسب، الموافق) .
6) أدرك الثمر: نضج، بلغ أحسن حاله. أدرك الزهر: نور كله و أصبح في أحسن حاله. الجني: الذي تم و صار بالإمكان قطفه. منهما: من الورد (المقابل للخدود بلونه) و النرجس (المقابل للعيون للعيون بشكله) .
7) اجل: أبرز، أظهر. شمس العقار: الخمر. في يد بدر الحسن: في يد ساق جميل. يخدمك منهما النيران-تتمتع بالنيرين: بالشمس (بالنشوة من الخمر التي تشبه الشمس) و بالجمال من الساقي (الذي يشبه بالبدر) .
8) أدرها: أسق (صحبك) الخمر. زهر الخشخاش أبيض اللون (كناية عن زجاج الكأس) و شقائق النعمان حمراء اللون (كناية عن لون الخمر) .
9) اختدعها (اختدع الخمر: خادعها، احتل عليها، قاربها بالحيلة) عند البزال؛ البزال (بضم الباء) : الثقب الذي يثقب في جنب الدن حتى تخرج منه الخمر. و الشاعر يستعمل البزال مصدرا متعديا: استخراج الخمر من الدن، و ليست هذه الصيغة بهذا المعنى في القاموس. اختدعها بالعزف على العود و بالأغاني (لأن الخمر تود أن تبقى مصونة في الدن لا تخرج منه)
10) قوراء: مستديرة.
11) النوء: المطر الشديد (في الأصل: النجم الذي يوافق طلوعه سقوط أمطار غزيرة) .
12) مرموقة: محبوبة. مرموقة: يتطلع الناس إلى الحصول عليها.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|