المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24



أبو العباس المبرّد  
  
3960   11:02 صباحاً   التاريخ: 26-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص354-357
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 3536
التاريخ: 22-06-2015 2494
التاريخ: 26-1-2016 3201
التاريخ: 7-2-2018 4024

أبو العباس المبرّد(1) هو أبو العبّاس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عميرة (2) بن حسّان ابن سليمان، قيل من ثمالة من الأزد، ولد في البصرة، في العاشر من ذي الحجة سنة 210 ه‍(22-3-826 م) .

أخذ المبرّد العلم عن الجرمي و المازني و قرأ عليهما كتاب سيبويه، و عن أبي حاتم السجستاني، ثم أصبح إمام أهل العربية. و قد كانت بينه و بين أبي العبّاس ثعلب (ت 291 ه‍) منافسة شديدة، و كان ثعلب يكره الاجتماع به لأن المبرّد كان أفصح لسانا و أحسن إشارة فكان الناس يحكمون له على ثعلب.

و اختلف أهل مجلس الخليفة المتوكّل في قراءة آية من أي القرآن الكريم فاستدعي المبرّد من البصرة إلى سامرّا، سنة 246 ه‍؛ ثم بقي فيها مكرّما. فلمّا قتل المتوكّل في أواخر السنة التالية انحدر المبرّد إلى بغداد، و لم يكن قد جاء اليها من قبل، و جلس للتدريس و الإملاء.

و كانت وفاة المبرّد في بغداد، في 28 من ذي الحجّة سنة 286 ه‍ (4-1-900 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان المبرّد إماما في اللغة و النحو ثقة، و كان فصيحا بليغا مليح الأخبار كثير النوادر حس المحاضرة فيه ظرف و لباقة. و للمبرّد تواليف كثيرة في اللغة و النحو و الأدب و القرآن و التاريخ و الأخلاق و السلوك أشهرها كتاب الكامل (في الأدب و اللغة) . و له أيضا المقتضب (في النحو) ، معاني القرآن، الأنواء و الازمنة، قواعد الشعر، الحث على الأدب و الصدق، آداب الجليس، طبقات النحويين البصريين و أخبارهم. و كان له شعر.

المختار من كتاب الكامل:

- من المقدمة:

. . . . هذا كتاب ألّفناه يجمع ضروبا من الآداب ما بين كلام منثور و شعر مرصوف و مثل سائر و موعظة بالغة و اختيار من خطبة شريفة و رسالة بليغة. و النيّة فيه أن نفسّر كلّ ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب أو معنى مستغلق و أن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحا شافيا حتّى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفيا و عن أن يرجع إلى أحد في تفسيره مستغنيا. . . .

- كلام العرب (ص 17 من طبعة ليدن) :

قال أبو العبّاس: من كلام العرب الاختصار المفهّم و الإطناب المفخّم. و قد يقع الإيماء إلى الشيء فيغني عند ذوي الألباب عن كشفة، كما قيل، لمحة دالّة (3). و قد يضطرّ الشاعر المفلق و الخطيب المصقع و الكاتب البليغ فيقع في كلام أحدهم المعنى المستغلق و اللفظ المستكره، فان انعطفت عليه جنبات الكلام غطّتا على عواره و سترتا من شينه (4). و ان شاء قائل أن يقول: بل الكلام القبيح في الكلام الحسن أظهر و مجاورته له أشهر كان ذلك له. و لكن يغتفر السيّء للحسن و البعيد للقريب. فمن ألفاظ العرب البيّنة القريبة المقنعة الحسنة الوصف الجميلة الرصف قول الحطيئة:

و ذاك فتى إن تأته في صنيعةٍ... إلى ماله لا تأته بشفيع

___________________

1) المبرد بفتح الراء (وفيات 2:307) ، و قيل سماه المازني المبرد (بكسر الراء) (المزهر 2:427) . راجع رواية أخرى بشأن هذا اللقب في انباه الرواة 3:246.

2) في طبقات الزبيدي (ص 108) : . . . بن عمير بن حسان بن سليم (بضم السين) . . .

3) الايماء: الاشارة الخفيفة. قد تغني اللمحة الدالة عن تفسير القول الموجز.

4) فان انعطفت جنبات الكلام غطتا على عواره: اذا كان ما قبل الكلام السيّء الضعيف و ما بعده حسنا فان ذلك الكلام الحسن يغطي على ما جاء في أثنائه من الكلام السيء. العوار (بفتح العين و كسرها و ضمها و بإهمال الواو بلا تشديد) العيب. الشين: ضد الزين، القبح.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.