المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

فِريمغناطيسية ferrimagnetism
7-4-2019
العلاقة بين غموض الكلمة وغموض الجملة
19-8-2017
ماهية عيب مخالفة القانون
14-10-2017
من التفاسير الروائية : الدر تفسير نور الثقلين
14-10-2014
قرارات المأمون بشأن الامام الرضا
10-8-2016
HUMAN-MADE SOURCES
7-11-2020


أبو الحسن البتّي الكاتب  
  
2748   10:43 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص56-57
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو الحسن أحمد بن عليّ البتّيّ، من أهل العراق فيما يبدو. قرأ القرآن الكريم على شيوخ عصره و منهم زيد بن أبي بلال و سمع الحديث، كما تلقّى كثيرا من فنون اللغة و العلم.

و لمّا هرب أحمد بن اسحاق بن المقتدر من الخليفة الطائع للّه، سنة 379 ه‍ (989 م) الى البطيحة (ما بين واسط و البصرة، جنوبيّ العراق) و احتمى بها، كان البتّي معه يكتب له. ثمّ تولّى أحمد بن اسحاق الخلافة باسم القادر باللّه، سنة 381 ه‍ (991 م) فجعل البتّيّ صاحب الخبر و البريد في ديوانه.

و كان بين البتّيّ و بين الوزراء و الوجهاء مودّة و مطارحات لحسن معاشرته و كثرة ما يورده من النوادر حتّى توصّل الى منادمة فخر الملك أبي غالب محمّد بن عليّ (ت 407 ه‍) وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهيّ. و لمّا توفّي البتيّ رثاه الشريف الرضيّ و الشريف المرتضى.

و كانت وفاة البتّي في شعبان من سنة 405(أوائل 1015 م) .

كان أبو الحسن أحمد بن عليّ البتّيّ حافظا للقرآن حسن التلاوة ملمّا بعدد من فنون الأدب و العلم يكتب خطّا مليحا، كما كانت له معرفة بالغناء و صنعته. ثمّ انّه كان يذهب في أصول الدين مذهب المعتزلة و يذهب في فروع الفقه مذهب أبي حنيفة. و كذلك كان حسن المذاكرة محيطا بالأخبار و الآداب ظريفا.

و كان له نظم و ترسّل؛ و شعره عاديّ أحيانا، متين بارع في بعض الأحيان. و كان يتعصّب للطائيّين، و لكن يفضّل البحتريّ على أبي تمّام. و له تصانيف منها: القادري-العميدي-الفخري.

مختارات من آثاره:

أمر فخر الملك أبو غالب بإرسال مائتي دينار مع رسالة غفل الى البتيّ، فأخذ البتّيّ المال و كتب على ظهر الرسالة:

«مال لا أعرف مهديه فأشكر له ما يوليه، إلاّ أنّه صادف إضاقة دعت الى أخذه و الاستعانة به في بعض الأمور، و قلت:

و لم أدر من ألقى عليه رداءه... سوى أنّه قد سلّ عن ماجد محض

و اذا سهّل اللّه اتّساعا رددت العوض موفورا، و كان المبتدئ بالبرّ مشكورا» .

- و قال في تعليل احمرار العين من أثر البكاء أحيانا عند خجل صاحبها من أن يراها المحبوب تنظر الى وجه محبوب آخر:

ما احمرّت العين من دمع أضرّ بها... في عرصتي طلل أو إثر مرتحل

لكن رآها الذي تهوى و قد نظرت... في وجه آخر فاحمرّت من الخجل

- و للبتّي قصيدة يمدح بها ابن صالحان منها:

سأستعتب الدهر الخؤون بسيّد... يردّ جماح الدهر إذ هو قائده (1)

سواء عليه طارف المال في الندى... إذا ما انتحاه السائلون و تالده

- و للبتّي أيضا قصيدة أخرى في صالحان منها:

من معشر ورثوا المكارم و العلا... و تقسّموها كابرا عن كابر

قوم يقوم حديثهم بقديمهم... و يسير أوّلهم بمجد الآخر

________________________________________

1) البيت لأبي خراج الهذلي، راجع تاريخ الأدب العربي 1:471.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.