المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

CONCEPT FORMATION
2024-08-25
آليّة عمل المولِّد الكهربائي
1-8-2019
الهولميوم Holmium
29-2-2020
أهداف ومكاسب الإدارة الإلكترونية وأسباب التحول للإدارة الإلكترونية
18-8-2022
طرق بناء السيناريو
2023-04-01
أغذية طبية Medicinal Foods
9-1-2019


إبن نباتة الفارقي  
  
6371   09:38 مساءاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص527-531
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016 3185
التاريخ: 26-1-2016 4109
التاريخ: 9-04-2015 6087
التاريخ: 11-3-2016 5390

هو أبو يحيى عبد الرحيم بن محمّد بن اسماعيل الحذاقيّ (نسبة إلى قبيلة بني حذاقة من قضاعة أو من إياد) الفارقيّ (نسبة إلى بلده ميّافارقين) .

ولد ابن نباتة الفارقيّ في ميّافارقين سنة 335 هـ ‍(946-947 م) ، و لا نعرف من أحداث حياته إلاّ أنه كان خطيبا في بلاط سيف الدولة في حلب، و هنالك لقي المتنبّي.

يروي ابن نباتة أنه رأى رسول اللّه[صلّى الله عليه وآله وسلّم] في منامه و أن رسول اللّه مدحه على خطبه و سمّاه «خطيبا» . و الذي يلفت النظر أنّ ابن نباتة-فيما روي- لم يذق بعد هذه الرؤيا طعاما و لا شرابا، ثم مات بعد ثمانية عشر يوما في ميّافارقين، سنة 374 ه‍(984 م) ، قبل أن يبلغ أربعين سنة من العمر.

خصائصه الفنّيّة:

ابن نباتة الفارقي صاحب خطب منبريّة:

الخطبة المنبرية هي الخطبة التي تلقى في صلاة الجمعة و العيدين و في النوازل العظيمة: في الخسوف و الكسوف و الزلازل و انحباس المطر و الموتان و الأمراض العامّة. و تتألّف الخطبة المنبرية من خطبتين: خطبة أساسيّة و خطبة ثانية أو لاحقة يجلس الخطيب بينهما بضع ثوان. و تبدأ كل خطبة بحمد اللّه و بالصلاة على رسول اللّه. و يتكلّم الخطيب في الخطبة الأولى على موضوع من الموضوعات أو على حدث من الاحداث أو على أمر من الأمور الجارية ممّا يهمّ المسلمين عموما و خصوصا. و تنتهي الخطبة الأولى عادة بقراءة آية من آي القرآن الكريم أو حديث من أحاديث رسول اللّه يتعلّقان بموضوع الخطبة. و تشتمل الخطبة الثانية من الخطبة المنبرية على دعاء عامّ للمسلمين و دعاء خاصّ بالخليفة أو بالحاكم المحلّي و الحكّام الآخرين في العالم الإسلامي. و تنتهي الخطبة الثانية عادة بقراءة آية من القرآن الكريم، هي في العادة (1): «إنّ اللّه يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى، و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي، يعظكم لعلّكم تذكّرون» .

و كان ابن نباتة الفارقي خطيبا مكثرا لحاجة سيف الدولة إلى كثرة تحريض الناس على الجهاد لتجييش الجيوش للغزو في بلاد الروم و لصدّ الجيوش الرومية عن بلاد الشام و العراق. و خطب ابن نباتة قريبة المعاني ظاهرة المقاصد واضحة سهلة التركيب يستشعر السامع منها خشية دينية صادقة. أمّا موضوعات تلك الخطب فكان التذكير بتقوى اللّه و بالموت و الحثّ على طلب رضوان اللّه بالعمل الصالح و الزهد في الدنيا و السرور بالآخرة. و كان ابن نباتة يستمدّ موضوعات الخطب من «الزمن الجاري» فلكلّ أسبوع من كلّ شهر خطبة خاصّة، و لكلّ مناسبة دينية: كعاشوراء و رمضان و عيد الفطر و عيد الأضحى خطبة، بالإضافة إلى ما يحدث في أثناء السنة من الأحداث العارضة كالمعركة التي أسر سيف الدولة فيها عددا كبيرا من جنود الروم فيهم الدمستق (قائد جيوش الروم) : ابن أخت الإمبراطور و قائد الجيش الرومي.

المختار من خطبه:

- خطب ابن نباتة الفارقي يذكر الجهاد و يشير إلى أسر الدمستق:

الحمد للّه الفائت حدود النعوت و الأوصاف، العائد بتجديد النعم و خفيّ الألطاف (2) . . . . أحمده على نعمه التي لا تحصى عددا، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه شهادة لا تنقطع أبدا، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله حين مدّ الشقاق على القلوب ظلله و نصب للكافّة بكل صراط حيله (3) . . . . صلّى اللّه عليه و على آله صلاة ينجز بها يوم القيامة ما ضمن له (4)، و سلّم تسليما.

أيّها الناس: اتّقوا اللّه تقوى من أناب اليه، و احذروا مخالفته حذر من يوقن بالعرض عليه، و اشكروا نعمه يزدكم من فضله وسعة ما لديه، و اسألوه التوفيق فإنّ أزمّة الأمور في يديه (5). و اعلموا أنّ اختلاف الاهواء هاتك ستور النعماء و باتك أسباب الرجاء و مؤذن بحلول البلاء. و ما هلكت أمّة من الأمم السالفة إلاّ بتشاحنها و أهوائها المتخالفة. فراقبوا اللّه، عباد اللّه، في السرّ و الجهر؛ و أخلصوا الضمائر في طاعة أولي الأمر. . . . و انظروا إلى صنيع اللّه بعدوّكم طاغية الروم الذي ضلّت في انتظام أحواله ثواقب الأحلام و الفهوم حين دوّخ الأقطار و فتح الأمصار و أخرب الديار و جاوز بغيه و عتوّه المقدار. حتّى إذا ارتعدت منه فرائص الإسلام و خامت عنه جيوش الإقدام. . . . و تقاعست عن الفتك به صروف الليالي و الأيام، و وقع اليأس من دفعه، لطف اللّه الكريم لكم بلطيف صنعه، و أتاه من مأمنه و قتله بأنصاره في وطنه: منّة من اللّه لم تستوجبها أفعالنا. . . .

فالآن، عباد اللّه، فاستديموا بإصلاح السرائر و قابلوها بالإقلاع عن الصغائر و الكبائر، و خذوا على أيدي سفهائكم (6)، و الزموا طاعة ولاتكم و أمرائكم، و عودوا بفضل أموالكم على فقرائكم، و سدّوا ثغركم باتّفاق أخلاقكم و آرائكم يعززكم اللّه و ينصركم على أعدائكم. . . .

عصمنا اللّه و إيّاكم بتقواه، و وفّقنا و إيّاكم لما يحبّه و يرضاه، و جمع الكلمة على اتّباع هداه. . . . إنّ أنجع الوعظ و أنهاه و أنفع الإنذار و أشفاه (7) كلام من لا إله سواه. يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا: أَطِيعُوا اَللّهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ؛ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اَللّهِ وَ اَلرَّسُولِ، إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ. ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً (8).

-خطبة من الخطب الثواني أو اللواحق:

(بعد أن يلقي الخطيب الخطبة الأولى-كالخطبة السابقة-يجلس بضع ثوان ثم ينهض فيخطب الخطبة الثانية) . قال ابن نباتة في خطبة من الخطب الثواني:

الحمد للّه اتّباعا لما أمر، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إرغاما لمن جحد به و كفر. و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله سيّد البشر. صلّى اللّه عليه و على آله ما اتّصلت عين بنظر. إن اللّه أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه و ثنّى بملائكته و أيّه بالمؤمنين من عباده (9)، فقال عزّ من قائل (10): إِنَّ اَللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ؛ يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا: صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً . . . . اللّهمّ: صلّ على محمّد و على آل محمّد، و ارحم محمّدا و آل محمّد، و بارك على محمّد و على آل محمّد، كما صلّيت و باركت و ترحمت على إبراهيم و على آل إبراهيم؛ إنّك حميد مجيد. . . .

اللّهمّ: أصلح عبدك و خليفتك أمير المؤمنين بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديّين الذين قضوا بالحقّ و كانوا به يعدلون. اللّهمّ: و أصلح الأمير صلاحا تعزّ به نصره و تعلي به قدره، و ترفع به ذكره. اللّهمّ: سهّل له سبيل الظفر في الجهاد و أعنه على ذوي الكفر و العناد. . . . إنّك كريم جواد. اللّهمّ: سدّد الإسلام و ثقّف أوده و شيد بنيانه و ارفع عمده. . . . و ضعضع الكفر و دكدك سنده، و شتّت شمله و اقطع مدده. . . .

و بعد هذا يقول الخطيب مثلا:

عباد اللّه: إن اللّه يأمر بالعدل و الإحسان (الآية؛16:90 سورة النحل) . أقم الصلاة.

__________________

1)القرآن الكريم 16:90، سورة النحل.

2)اللطف الخفي: عناية اللّه بالإنسان من حيث لا يدري الإنسان و فوق ما ينتظر.

3)الظلل جمع ظلة: القطعة العظيمة من الظلام أو من الغيم الذي يحجب كل شيء. الكافة: السواد الاعظم من الناس (خلاف الخاصة) . الصراط: الطريق الواسع المعبد (يسهل عليه السير) .

4)ينجز لهم. . . . : يفي لهم بما وعدهم من المغفرة و دخول الجنة.

5)أناب اليه: رجع إلى اللّه بالطاعة. من يوقن بالعرض عليه: يشق بأنه معروض أمامه يوم القيامة للمحاسبة على ما صنع في الدنيا. هاتك لستور النعماء: ممزق لأستار النعم (التي تمتد عليهم بالخير و البركة) . باتك: قاطع.

6) الاقلاع: الامتناع، ابطال، ترك. الصغائر: الذنوب الصغيرة. الكبائر: الذنوب الكبيرة. خذوا على أيدي سفهائكم: امنعوهم من عمل الشر و الاعتداء على الناس.

7)أنجع: أنفع. أنهاه (على خلاف القاعدة) : أقدر وسيلة للنهي و الزجر و المنع (عن الشر) . أشفاه (على خلاف القاعدة) أقربه إلى الشفاء و حسم الخلاف.

8)القرآن الكريم 4:59، سورة النساء. -تنازعتم: اختلفتم في تفسير شيء أو في الفصل فيه. ردوه إلى اللّه و رسوله: ارجعوا فيه إلى حكم اللّه (في القرآن) و إلى رسول اللّه (في الحديث) . ذلك خير (لكم) و أحسن تأويلا (تفسيرا و تعليلا) .

9)أيه: نادى، خاطب بقوله تعالى: «يا أيها» .

10) القرآن الكريم 33:56، سورة الأحزاب.

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.