أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
4342
التاريخ: 13-08-2015
2397
التاريخ: 21-06-2015
2433
التاريخ: 29-12-2015
3671
|
هو أبو عبد اللّه محمّد بن الحسين بن عمير اليمنيّ المغربيّ، يبدو أنّه ولد في اليمن. و لقد رحل إلى الشام فإلى المغرب ثم دخل مصر و استوطنها.
و يروون أنّ ابن عمير اليمنيّ قد أخذ العلم عن أبي جعفر أحمد بن محمّد ابن سلامان الطحاويّ المصريّ المتوفّى سنة 321 ه (933 م) و عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن عليّ النحوي؛ و يبدو لي أن أخذه عن الطحاويّ مستبعد جدّا إلاّ أن تكون سنّة قد جاوزت المائة بمدّة.
اتّصل ابن عمير اليمني بالدولة الفاطمية القائمة و درّس في دار العلم في القاهرة و اعتنق العقائد الفاطمية. و كانت وفاته سنة 400 ه (1009-1010 م) .
كان ابن عمير اليمنيّ نحويّا و أديبا ينظم الشعر في الأغراض من الحكمة و الهجاء.
غير أنّه اشتهر بالتصنيف، فمن تصانيفه كتاب التنبيه على بلاغات القرآن-أخبار النحاة و طبقاتهم، و هو كتاب على طوله قليل القيمة لأنّ ابن عمير ترجم فيه لنفر قليلين و لكن أطال الكلام عليهم-كتاب مضاهاة أمثال كليلة و دمنة بما أشبهه من أشعار العرب.
فرغ ابن عمير اليمني من تصنيف كتاب المضاهاة بعيد 340 ه (952 م) ثمّ قدّمه الى المعزّ الفاطمي في مدينة المنصورة (القطر التونسي) قبل انتقال المعزّ الى القاهرة. و كانت غاية ابن عمير اليمنيّ من تأليف هذا الكتاب أن ينقض القول بأن كتاب كليلة و دمنة منقول عن اللغة الفارسية و أن يثبت أن ابن المقفّع ألّف هذا الكتاب ابتداء من عند نفسه و لكن جاء به منسوبا الى الفرس. أما سبيل ابن عمير الى إقامة الدليل على رأيه فكان في أن ابن عمير يأتي بالرأي الحكيم في كتاب كليلة و دمنة ثمّ يورد بيتا أو أكثر من الشعر القديم فيه هذا الرأي الحكيم نفسه دلالة على أن ابن المقفّع جاء بهذا الرأي من الشعر العربي لا من أقوال حكماء الفرس.
و هنا موضع ملاحظتين أولاهما أنّ أبياتا كثيرة ممّا يورده ابن عمير اليمنيّ دليلا على إثبات رأيه غير معروفة في دواوين الشعراء الذين تنسب اليهم. و ثانية الملاحظتين إنّ كثيرا من النصوص التي أوردها ابن عمير من كتاب كليلة و دمنة تختلف كثيرا أو قليلا من النصوص المألوفة في ما بين أيدينا من نسخ كتاب كليلة و دمنة.
مختارات من آثاره:
- من مقدّمة كتاب المضاهاة (1)
. . . و لمّا رأيت كلف أهل عصرنا بكتاب كليلة و دمنة و مواظبتهم على قراءته و الاحتيال لأبنائهم على حفظه و درسه، بما موّهوا من الصّور و أجروه مجرى السّمر (2) ليلهو به فتيانهم و يتقبّله صبيانهم، و صدوفهم عن كلام العرب و حكمها و تفتيشهم عن مثل ما أعجبهم من أمثال هذا الكتاب مع ما ينضاف إلى ذلك من سرعة قبول النّفس للكلم الموزون إذ كان ذلك مشاكلا للطّباع و داخلا في الإيقاع (3). . . . .
هذا، على أنّه قد بلغني أنّ عبد اللّه بن المقفّع المدّعي نقل هذا الكتاب من اللّغة الفارسية هو واضعه و ناسبه إلى عناية الفرس تشييدا بذكرها و تنويها بمآثرها (4). فان كان ذلك كما ذكر فلقائل أن يقول: عبد اللّه بن المقفّع أخذ معاني أشعار حكماء العرب فنثرها (5) و ألّف عليها هذا الكتاب. . . . .
و بعد، فنحن نسلّم لابن المقفّع صدق ما حكاه و نضاهي أمثال (6) هذا الكتاب بما رويناه من أشعار بعض العرب تصديقا لما قدّمناه؛ فكتاب كليلة و دمنة أصغر و أحقر من أن يضاهى بأمثال كتاب اللّه عزّ و جلّ.
فلذلك أحببت أن أنبّه ذوي الألباب بمضاهاة أمثال هذا الكتاب بما ضمّنت مثله أشعار المتقدّمين من الجاهليّين و المخضرمين الذين لم يعن (!) لهم بنقل حكم الأوّلين و لا خرجوا عن برّيّتهم إلى الحضر و لا قرءوا كتب السياسة و السير(7). فاستخرجت الأمثال التي في كتاب كليلة و دمنة من بين حشو كلامه و أحاديثه الجارية مجرى الاختلاف فكان جميع ما فيه منها عشر أوراق، و كان ما سواها هذاء و كالزبد يذهب جفاء (8). و جعلت بإزاء كلّ مثل مثله من منظوم شعر لمتقدّم جاهليّ و فصيح عربيّ و ذكرت اسمه و نسبه لئلاّ يظنّ جاهل بالشعر و الشعراء أنّي نحلت أحدا ما ليس له للتّعصب و احتجاجا بالتكذّب. . . . .
- نموذج من المضاهاة (ص 17) :
قال صاحب الكتاب (9): يقال اذا لقي اللاقي عدوّه في المواطن التي يعلم أنّه غير ناج منه فيها كان حقيقا بالمقاتلة كرما و حفاظا (10)
قال الاصمّ بكير يوم ذي قار:
إذا كنت تخشى من عدوّك صوله... و لم تستطع دفعا له حين يقدم (11)
فقاتل حفاظا أو فمت موت فارسٍ... و للموت في أمثال هاتيك أكرم (12)
- و لابن عمير اليمنيّ أربعة أبيات زعم أنّه ليس لها بيت خامس على حرف رويّها (الوافي بالوفيات 2:380) :
أسقمني حبّ من هويت فقد... صرت بحبّيه في الهوى آية
يا غاية في الجمال صوّره اللّه... أما لهذا الصدود من غاية (13)
تركتني للسّقام مشتهر... أشهر للعالمين من راية
أحبّ جيرانكم من أجلكم... بحجّة الطفل تشبع الداية (14)
- لعلّ البيتين اللذين رواهما ابن خلّكان لأبي عبد اللّه الحسين بن اليمني الشاعر المشهور صاحب الرسالة المشهورة (وفيات الاعيان 552-56) هما لابن عمير اليمني هذا:
أنبئت أنّك قد أتتك قوارص... عنّي ثنتك على الضمير الواجد (15)
عملت رقى الواشين فيك، و إنّها... عندي لتضرب في حديد بارد (16)
______________________
1) المضاهاة: المشاكلة، المشابهة (الإتيان بشيء مشابه لشيء آخر) .
2) موه الرجل الحديد أو النحاس: طلاه بفضة أو بذهب. موهوا من الصور: جعلوا صوره كثيرة ملونة. أجروه مجرى السمر: جعلوه قصصا و أحاديث يقصونها في الليالي.
3) الصدوف العزوف، الزهد في الاشياء و تركها و الانصراف عنها. مشاكل (بضم الميم) : مشابه، موافق. الايقاع: وضع الالحان و تبيينها، تفصيل الانغام.
4) المآثر: الاعمال المجيدة.
5) نثر (الاشعار) : حلها، قلبها من المنظوم الى المنثور.
6) الامثال (القصص ذات المغزى و العبر) ثم الاقوال الجامعة و الحكم.
7) الجاهليون: الذين كانوا قبل الاسلام. المخضرمون: الذين شهدوا أواخر الجاهلية و أوائل العصر الاسلامي. لم يعن لهم بنقل حكم الاولين: لم يهتم أحد بأن ينقل لهم تلك الحكم الخ. البرية: البادية، المكان البعيد عن العمران. الحضر: اجتماع الناس في المدن. السير جمع سيرة: تاريخ الفرد من عظماء الرجال.
8) الهذاء: الهذيان، الكلام المختلط الذي لا يدل على معنى. الجفاء: البعد. يذهب جفاء: يذهب به بعيدا، يذهب باطلا (بلا فائدة) . احتجاجا: لئلا يظن أحد (اذا رويت الشعر من غير أن اثبت اسم قائله الخ) أني أكذب.
9) أي عبد اللّه بن المقفع صاحب كتاب كليلة و دمنة.
10) الحفاظ: الدفاع عن النفس أو الشرف أو القبيل (قوم الرجل) .
11) الصولة: الهجمة، الوثبة، السطوة. يقدم: يهجم.
12) في أمثال هاتيك-في القتال للدفاع عن النفس. . .
13) غاية: نهاية.
14) الداية: المرضع الأجنبية، الحاضنة (المعجم الوسيط 1:305، السطر الأخير) . «بحجة» الطفل تشبع الداية» يبدو أنه مثل من أمثال العوام (تعطى المرضع الطعام الكافي حتى تتمكن من ارضاع الطفل ارضاعا كافيا.
15) أتتك (بلغتك) قوارص (من الكلام: ما يسيء اليك و يؤلمك) عني (زعموا أنني أنا قلتها) ثنتك (طوتك) على الضمير الواجد (الغضبان) -جعلتك تضمر لي حقدا.
16) الرقى جمع رقية (بضم الراء: كلام خرافي زعموه يؤثر في الانسان خيرا أو شرا) . الواشي: الذي ينقل الكلام بين اثنين للإيقاع بينهما (المبغض) . -عملت رقى الواشين فيك: أثرت (صدقت أنت ما قيل لك عني) . تضرب في حديد بارد-بلا فائدة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|