أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
1288
التاريخ: 16-12-2015
912
التاريخ: 14-12-2015
1046
التاريخ: 17-12-2015
1064
|
إنّ الاعتقاد بالحياة بعد الموت يؤثّر في تهذيب النفس وإخلاص القلوب وسموّ الأخلاق وطهارة الأعمال وله أثر كبير في إصلاح حال الإنسان في هذه الدنيا أيضاً.
كلنا يعلم أنّ القلق هو خطر يهدد حياة الإنسان، فيُحوِّل حلاوة العيش إلى مرارة لا تطاق، ويصاب الإنسان بالانهيار العصبي جراء القلق الذي يسيطر عليه.
القلق الناشيء من ماضي الإنسان واضاعة الفرص والآلام التي حلّت في ساحته، والقلق بشأن المستقبل ونهاية الحياة وفقدان الأصدقاء والأقارب والاولاد والمال والثروات والقوى الجسميّة والروحيّة ... والقلق الناشيء من الأحداث التي لم تكن بالحسبان والتي تعصف بالإنسان فتحطّم استقراره.
لذا قال العلماء أصحاب الخبرة : إنّ البشر في زماننا الحاضر وَبالرغم مِن تطوّر الطّب والجراحة وفي نفس الوقت الذي قُضيَ فيه على الكثير من الأمراض، حتّى أنّ قسماً منها قد تلاشت واجتثت من جذورها، إلّاأنّ الإنسان مازال يعاني من الأمراض النفسية أكثر ممّا كان عليه في السابق، لذا فإننا نرى أنّ الاحصاءات تدل على أنّ هذه الأمراض في تزايد مستمر يوماً بعد يوم.
حتّى قال أحد أساتذة علم الاجتماع في جامعة پرينستون الاستاذ «دونالد لايت» :
«يعيش في أميركا لوحدها حالياً ما يقارب خمسة وعشرين مليون فرداً! أقْدَمُوا على الانتحار خلال حياتهم مرّة واحدة على الأقل، ولم يكن لجميع المساعي التي بذلت في هذا المجال من قبل لجان مكافحة الانتحار أثر يعتد به، وهؤلاء يقدمون على هذه الأعمال بسبب اليأس وشعورهم بتفاهة الحياة، وبسبب الوحدة وعدم ثقتهم بالدنيا والاضطراب والتشويش الناشيء من تدهور المجتمع، وهذا الأمر لا يمكن معالجته بالسبل المذكورة أعلاه» «1».
بالرغم من أنّ عصرنا الحاضر في أحد أبعاده هو عصر راحة الإنسان فقد انخفض مقدار ساعات العمل عمّا كان عليه سابقاً، وازيحت الاعباء التي كانت تثقل كاهل الإنسان وأُلقي ثقلها على كاهل عجلات المصانع العظيمة، وفي المنازل أيضاً تحملت الآلات الكهربائية أعباء القيام بالأعمال الصعبة فأصبحت المنازل أكثر تطوراً وعدّة، والوسائط النقلية أكثر فائدة، فالسفر الذي كان في الماضي يعتبر قطعة من الجحيم أصبح اليوم من أسباب الرّاحة واللهو، وأخيراً أدْخَلَت وسائل اللهو الحديثة والجيّدة على حياته لوناً جديداً.
فعلى غرار هذا التطوّر فإنّه يُتوقّع أن يعيش الإنسان في عصرنا الحاضر وهو يتمتع بهدوءٍ تام، وصحّة تامة من الناحية البدنية والروحية معاً، لكننا نرى بوضوح أَنّ الاضطراب والقلق ينتابانه أكثر ممّا كان عليه سابقاً.
والأسباب الرئيسية في هذا الأمر هي الشعور بتفاهة الحياة وعدم كونها هادفة، والشعور بعدم وجود ملجأ عند حلول المعضلات المدمّرة ورسم صورة مرعبة للموت والتشاؤم القاتل، والخوف من المستقبل المجهول للعالم وللحياة الشخصية، وممّا لا شك فيه هو أنّ الإيمان بالآخرة، والحياة الخالدة فيها التي تكتنفها العدالة والطمأنينة بإمكانه أن يُنهي كل هذا القلق.
قال البروفسور المعروف «يونغ» : إنّ ثلثي المرضى الذين قدموا اليّ من جميع انحاء العالم للعلاج هم أفراد مثقفون وموفقون في حياتهم لكنّهم يعانون من مرضٍ خطير وهو الشعور بتفاهة الحياة، والسبب في ذلك هو أنّ إنسان القرن العشرين بسبب التقدّم التقني وقصور الرؤية والتعصّب، فقد الدين فعاد يبحث عن هويته ومالم يعثر على دين فإنّه سوف لن يهدأ، «وذلك لأنّ فقدان الدين يؤدّي إلى تفاهة الحياة وفقدانها لمفهومها» «2»!
وهنا نلجأ إلى القرآن ونطلب منه العون : ففي سورة يونس نلاحظ إشارة لطيفة في هذا المجال في قوله تعالى : {الَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَاخَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَاهُمْ يَحْزَنُونَ ...* لَهُمُ البُشرَى فِى الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفى الاخِرَةِ} (يونس/ 62- 64).
أجل إنّ هؤلاء تعلّقت قلوبهم باللَّه والتحقوا بركب الأولياء في هذا الوجود، واعتبروا الدنيا قنطرة للوصول إلى حياة الآخرة الخالدة، لذا فهم لا يشعرون بالوحدة ولا بتفاهة الحياة.
_______________________
(1) غربت غرب، ص 18 (باختصار).
(2) معاد از نظر روح وجسم، ج 1، ص 44.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|