أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
2424
التاريخ: 5/12/2022
1306
التاريخ: 28-12-2015
7848
التاريخ: 11-12-2015
9324
|
مقا : كلف : أصل صحيح يدلّ على إيلاع بالشيء وتعلّق به. من ذلك الكلف ، تقول : قد كلف بالأمر ، يكلف كلفا ، ويقولون : لا يكن حبّك كلفا ولا بغضك تلفا. والكلفة : ما يتكلّف من نائبة أو حقّ. والمتكلّف : العرّيض لما لا يعنيه. ومن الباب الكلف : شيء يعلو الوجه فيغيّر بشرته.
مصبا- كلفت به كلفا ، فأنا كلف ، من باب تعب : أحببته وأولعت به ، والاسم الكلافة. وكلف الوجه كلفا أيضا : تغيّرت بشرته بلون علاه. ويقال للبهق : كلف. وخدّ أكلف أي أسفع ، والكلفة : ما تكلّفه على مشقّة ، والجمع كلف. والتكاليف المشاق أيضا ، الواحدة تكلفة. وكلفت الأمر من باب تعب : حملته على مشقّة ، ويتعدّى الى مفعول ثان بالتضعيف ، فيقال : كلّفته الأمر فتكلّفه ، مثل حملته فتحمّله وزنا ومعنى.
أسا- بوجهه كلف ، وبعير أكلف : بيّن الكلفة ، وهي حمرة يخالطها سواد. وكلف الأمر وكلف به : إذا تكلّفه ، وكلف بالمرأة كلفا شديدا ، وليس عليه كلفة في هذا ، أي مشقّة. وتقول : من لم يصبر على الكلف لم يصل الى الزلف.
والتحقيق
انّ الأصل الواحد في المادّة : تعلّق أمر بشيء وعروض فيه مشقّة على خلاف الجريان العادي مادّيّا أو معنويّا. ومن مصاديقه : تغيّر في الوجه بكدورة أو لون علاه. وتعلّق أمر بإنسان فيه كلفة ومشقّة. والتكاليف المتوجّهة الى الأفراد من جانب اللّٰه تعالى ومن جانب رسوله.
وموادّ- كفر ، كفل ، كفن ، كفى ، كلّ ، كلأ ، كلح ، كلع : مرتبة من الكلف لفظا ومفهوما ، ويجمعها مفهوم العروض والتعلّق.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } [الأعراف : 42]. {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ} [البقرة : 286]. {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق : 7].
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء : 84] يستفاد من هذه الآيات الكريمة امور نشير اليها :
1- التكليف تفعيل من الكلفة ، وهو جعل شخص ذا كلفة ، بتوجيه أمر اليه يجعله في مشقّة ومحدوديّة. والتكلّف للمطاوعة والقبول.
والمشقّة لا تكشف عن شرّ وسوء : فانّها إن كانت نتيجة عمل وأثره المنتهى إليها : فهي شرّ وسوء وتكشف عن شرّ مقدّمته ومنتهاه ومحتواه. وإن كانت مقدّمة لنتيجة مطلوبة حسنة : فهي أيضا تكون مطلوبة يرغب اليها العقل ليصل الى تلك النتيجة.
ومن هذا القبيل جميع ما يوجب كمالا وسعادة وفلاحا وسعة في الحياة الدنيا أو الآخرة : كتحمّل المشاقّ في تحصيل العلوم والمعارف ، وتحمّل الرياضات في الوصول الى المعنويات ، والصبر على الطاعات والشدائد لتزكية النفس وكسب المقامات ، والمجاهدات المستمرّة في تحصيل المال والعنوان ، وهكذا.
فالتكاليف الإلهيّة إنّما هي تعاليم روحانيّة وتربية للإنسان ليصل الى كماله وسعادته وحقيقة إنسانيّته. قال تعالى :
{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة : 286].
2- التكاليف الإلهيّة إنّما قدّرت على أكمل التقادير وأحسنها من أيّ جهة ، وقد لوحظ فيها جميع جهات الخير والصلاح ، في جهة كيفيّات خصوصيّاتها وإنتاجها في مختلف المعاني ، وتأمين الحياة الدنيويّة والحياة الروحانيّة ، في قاطبة الجوانب.
3- ومن حسن التقدير في نظام التكليف : النظر الى حدود القلوب سعة وضيقا ، فيتعلّق التكليف بكل إنسان على مقدار استعداده وفي حدّ ظرفيّته وبمقتضى ما في ذاته من السعة والضيق.
ولا يمكن تعلّق التكليف بأزيد من سعة النفس وبأكثر من قدرته و إمكاناته ، فانه ينتهى الى اللغو والفساد ، كما إذا قدّر المظروف أكثر وأزيد من ظرفيّة الظرف.
4- والسعة والضيق في النفوس عبارة عن الاستعداد الّذى خلفت عليه تكوينا ، وقد يتّسع الاستعداد الذاتي بالتربية والعمل والمجاهدة ، كما أنّه ينقص بسوء التربية.
والى هذا المعنى أشير في الآية الثالثة بقوله تعالى : {إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق : 7].
فاللّٰه عزّ وجلّ يؤتى الاستعداد ويوجد الاقتضاء في المحلّ ، ثمّ يكلّف بحسب ذلك الاستعداد وباقتضائه.
5- ثمّ إنّ التكليف أعمّ من أن يكون في خصوص الأمور المادّية أو في المعنويّات ، كما أنّ إيتاء السعة والاستعداد أعمّ من أن يكون في أوّل الخلق وفي التكوين ، وهو الغالب ، أو في المراحل المتأخّرة على ما يقتضيه الصلاح والتدبير والحكمة.
وهذا المعنى حقيقة تقدير المعيشة في الحياة الدنيا للنفوس ، وحقيقة تقسيم الايمان بحسب مراتب الأفراد ، وإعطاء كلّ فرد مرتبة منه ، ليطابق التشريع التكوين.
6- ولا يظنّ أنّ هذا الاختلاف يوجب ظلما وانحرافا عن العدل والحقّ ، وينتج محروميّة وفقرا في بعض ، وكون بعض في رحمة أو نعمة ظاهريّة أو باطنيّة ، دنيويّة أو اخرويّة.
فانّ السعة والضيق أمران نسبيّان : فكلّ مرتبة وإن علت الى منتهى حدّ في التوسّع ، فهي متضيّقة بالنسبة الى ما فوقها ، والى اللّٰه عزّ وجلّ المنتهى ، ولا نهاية له تعالى. وهكذا كلّ مرتبة وإن سفلت فهي متوسّعة بالنسبة الى ما دونها ، حتى تنتهي الى الجماد الصرف ، ودونه انتفاء نور الوجود بالكلّيّة.
فكلّ مرتبة لها حظّ من نور الوجود ، وفيها اقتضاء للتربية والسوق الى ناحية الكمال والسعادة في حدّ ذاتها ، ولا يكلّف اللّٰه نفسا إلّا ما آتاها من مراتب النور والفيض والرحمة.
فكلّ مرتبة لها نور وهداية وسعادة وعيشة في نفسها ، مستغنية عمّا ورائها ، ولها تكاليف في حدّ ذاتها ، وثواب وعقاب بحسب أعمالها وما يتظاهر منها من الخير والفساد ، كلّ بحسبه.
7- وأمّا تعلّق التكليف في محدودة السعة النفسانيّة : فذلك كما في موارد التكاليف العامّة والمطلقة ، فكلّ من المكلّفين إنّما يأخذ منها ويعمل بها بمقدار إمكاناته وسعة وجوده واقتضاء في قلبه ، كما في تحصيل التقوى والمعرفة والروحانيّة والقرب. وكالأمر بالطاعة والعبادة وإتيان الوظائف الواجبة وترك الأمور المحرّمة ، وتزكية النفس وتهذيب القلب والتوجه الى اللّٰه المتعال ، وترك الدنيا والتعلّق بها ، والمجاهدة للّٰه وفي اللّٰه.
وقد يتعيّن التكليف المحدود : كما في الصلوة قاعدا أو قائما ، والزكاة بمقدار المال والأنعام ، والكسب في محدودة العائلة ، وغيرها.
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } [ص : 86] التكلّف إظهار الطوع في قبال تكليف ، وهذا الاظهار في نفسه مذموم ، وقد يكون الإظهار كالرياء غير مطلوب وخلاف التكليف الخالص ، بل قد يكون التكلّف في قبال تكليف متصنّع من قبل نفسه.
والنظر الى نفى أيّ إظهار أو عمل وهو غير ما كلّفه اللّٰه به ، كما قال تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } [النجم : 3، 4].
______________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|