أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2014
1667
التاريخ: ناصركارالشير
1481
التاريخ: 8-10-2014
1763
التاريخ: 8-10-2014
1742
|
لقد جاءت أول هجرة للمسلمين إلى الحبشة وذلك بسبب الضغوط والأذى الذي تعرضوا له من مشركي مكة، ممّا اضطرهم إلى الهجرة إلى الحبشة بأمر من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، وقد آواهم ملك الحبشة وعاشوا فيها بأمان.
ويعدُ هذا الأمر من العوامل الرئيسية التي ساعدت في انتشار الإسلام بشكل تدريجي في الحبشة، وكذلك ساعد على انتشار الإسلام في مكة وذلك لأنّ المسلمين وجدوا لهم مخرجاً، فعندما كانوا يتعرضون للأذى والمضايقة فكّروا أن يهاجروا إلى الحبشة.
يذكر ابن هشام في تاريخه المعروف ... :
«فلما رأت قريش أنّ أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد آمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، وأنّهم قد أصابوا بها داراً وقراراً، ائتمروا بينهم أن يبعثوا رجلين من قريش جَلْدين إلى النجاشي فيردّهم عليهم ليفتنوهم في دينهم ويخرجوهم من دارهم التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها، فبعثوا عبد اللَّه بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بن وائل وجمعوا لهما هدايا للنجاشي ولبطارقته ... وأمروهما بأمرهم وقالوا لهما : ادفعا إلى كل بَطْريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم، ثم قدِّما إلى النجاشي هداياه، ثم سَلاهُ أن يُسلِّمهم إليكما قبل أن يُكلِّمهم، فخرجا حتى قدّما إلى النجاشي هداياه وقالا لكل بَطْريق منهم : إنّه قد ضوى إلى بلد الملك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم، ولم يدخلوا في دينكم، وجاءوا بدين مبتدع، لا نعرفه نحن ولا أنتم وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأنّ يُسلِّمهم إلينا ولا يُكلِّمهم فإنّ قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم.
فقالوا لهما : نعم، ثم كلّما الملك : ياأيّها الملك، إنّه قد ضوى إلى بلدك منّا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، فقال بطارقته الذين كانوا حوله : صدقا أيّها الملك، قومهم أعلى بهم عيناً وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم، فغضب النجاشي ثم قال : لاها اللَّه إذا لا أسلمهم إليهما ولا يُكادُ قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى ادعوهم فاسألهم عمّا يقول هذان في أمرهم، فإنْ كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني. ثم أرسل إلى أصحاب محمد صلى الله عليه و آله فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا : نقول واللَّه ما علمنا وأمرنا به نبيّنا صلى الله عليه و آله فلما جاءوا وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله، سألهم : ما هذا الدين الذي فارقتم قومكم فيه ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الملل؟ فقال جعفر عليه السلام : «أيّها الملك كنّا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار ويأكل القوي منا الضعيف حتى بعث اللَّه إلينا رسولًا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، وعفافه فدعانا إلى اللَّه لنوحده ونعبده ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمر بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم ... وأمرنا بالصلاة والزكاة، والصيام، فعدد علينا امور الإسلام فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من اللَّه ... فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان فخرجنا إلى بلادك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نُظلم عندك أيّها الملك»، فقال له النجاشي : هل معك ممّا جاء به عن اللَّه من شيء؟ قال جعفر : نعم، قال النجاشي : فاقرأه عليّ، فقرأ جعفر عليه السلام كهيعص ذكِرُ رحمتِ رَبّكَ عَبْدهُ زكريا ....، فبكى النجاشي حتى اخضلّت لحيته وبكى أساقفته حتى أخضلّت مصاحفهم ... فضرب النجاشي بيده على الأرض، فأخذ منها عوداً، ثم قال : «واللَّه ما عدا عيسى بن مريم ما قلتَ هذا العود إنّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاةٍ واحدة، إِنطلقا، فلا واللَّه لا أسلمهم إليكما ولا يكادون».
فخرجا من عنده مقبوحين مردوداً عليهما ما جاءا به» (1).
___________________
(1) سيرة ابن هشام، ج 1، ص 356، بشكل مُلخص.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|