أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-2-2016
6540
التاريخ: 27-09-2015
1349
التاريخ: 10-06-2015
4221
التاريخ: 27-09-2015
1614
|
لقد عرف الإسلام في أنظمته وتشريعاته طريقه إلى المجتمع في بداية الأمر من خلال التطبيق؛ وذلك لأنّ الجانب الاجتماعي من الإسلام لم يطرحه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) كنظريات عامّة ومبادئ دستورية عن المجتمع وعلاقاته المختلفة ، ثمّ جاء التشريع والتقنين بناءً فوقيّاً لها ليشمل جميع مناحي الحياة ، وإنّما طرحه الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في كثيرٍ من الأحيان من خلال التقنين والتشريع وبيان الأحكام المختلفة في قضايا المجتمع التفصيلية.
ومن هنا لا نجد البحث الموضوعي النظري يدخل في الشريعة الإسلامية إلاّ في العصور المتأخّرة من تأريخ المسلمين ؛ لأنّ المجتمع الإسلامي كان يباشر التطبيق للقانون الإسلامي على أساس أنّه تشريع وأحكام من قِبَل الله سبحانه لا بُدّ من الالتزام بها ضمن نطاقها المعيّن وفي حدودها الخاصّة ، بلا حاجةٍ إلى معرفة النظرية التي يقوم عليها الحكم الشرعي ، وكيفيّة معالجتها لمشاكل الحياة الاجتماعية.
ويكاد يختص هذا الأمر بالشريعة فقط دون الجانب العقيدي للإسلام ، فإنّه كان ولا يزال مجالاً للبحث النظري بسبب أنّ جانب التطبيق فيه هو فهم النظريّة والإيمان بها ؛ وهذا ما فعله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأنّه طرح في العقيدة النظرية الإسلامية بشكلها العام.
وحين انحسر الإسلام عن التطبيق في مجتمع المسلمين وواجه النظريّات المذهبيّة المختلفة ظهرت الحاجة الملحّة إلى البحث الموضوعي القرآني في مختلف المجالات؛ لأنّ الإسلام أصبح بحاجةٍ إلى أن يُعرض كـ (نظريّة) مذهبيّة جاء بها الرسول محمّد (صلّى الله عليه وآله) عن طريق الوحي ، وذلك من أجل مواجهة النظريّات المذهبيّة الأُخرى ، ومن أجل أن يتّضح مدى صلاحيّته لمعالجة مشاكل الحياة المعاصرة وصلته بتلك النظريّات المذهبّية ، كما أنّ فهم الإسلام كـ (نظريّة) عامّة هو الذي يسّر لنا سبيل أن نتبنّاه نظاماً للحياة ، ندافع عنه ونكافح من أجل تطبيقه وصيانته.
فالحاجة إلى التفسير الموضوعي في هذا العصر تنبع ـ في الحقيقة ـ من الحاجة إلى عرض الإسلام ومفاهيم القرآن عرضاً نظريّاً ، يتكفّل الأساس الذي تنبثق منه جميع التفصيلات والتشريعات الأُخرى ، حيث من الممكن أن نستكشف النظريّات العامّة من خلال التشريع والقانون الإسلامي لوجود الارتباط الوثيق بين النظريّة والتطبيق (1).
____________________________
(*) لمعرفة مزيدٍ من أهميّة التفسير الموضوعي وميزاته تُراجع المدرسة القرآنية للشهيد الصدر (قُدّس سرّه) ـ الدرس الأوّل والثاني ، وكرّاس محاضرات في تفسير القرآن (مقدّمة التفسير) لمؤلّف هذا الكتاب.
(1) راجع بهذا الصدد (اقتصادنا) لأُستاذنا السيّد محمّد باقر الصدر (قُدّس سرّه) 2 : 16.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|