أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-08
228
التاريخ: 25-11-2015
2069
التاريخ: 2024-07-20
582
التاريخ: 2023-09-27
1015
|
بالرغم من أنّ الوجود الإنساني مركب من مادة وروح أو من جسم وروح ، وحياة الإنسان متكونة من جانبين ، جانب مادي وجانب معنوي ، إلّا أن جميع القوانين في العالم المادي ناظرة إلى القيم المادية ، فأي عمل لا يتعارض مع المسائل المادية للمجتمع يعتبر جائزاً ومشروعاً في نظرهم ، ويدخل في هذا المضمار تصويب الكثير من القوانين المخزية والتي يبعث ذكرها على الاشمئزاز والتقزز ، والحال أنّ هذا الفصل لا يوجه ضربة إلى الشخصية الإنسانية المرموقة ويحطها إلى مستوى الحيوان فحسب ، بل يُعرض نفس القيم المادية للخطر أيضاً ، وذلك لعدم إمكانية الفصل عملياً بين هذين الأمرين.
وانطلاقاً من كون القرآن منسجما مع الخلقة والفطرة الإنسانية فهو يأخذ بالاعتبار كلًا من القيم المادية والمعنوية معاً ، فحينما يتطرق في حديثه إلى اختيار الزوجة يقول : {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } [النور: 3]
ويقول أيضاً : {قُلْ لَّا يَستَوِى الخَبِيثُ وَالَّطِيبُ وَلَوْ اعجَبَكَ كَثَرةُ الخِبيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا اولِى الالبَابِ لَعلَّكُم تُفلِحونَ}. (المائدة/ 100)
من الواضح إنّ ذكر الخبيث والطيب في هذه الآية إمّا ناظر إلى الطهارة المعنوية وعدمها ، وإمّا ناظر على الأقل إلى العموم فيشمل المعنى المادي والمعنوي معا ، لذا فإنّ كثرة الأوبئة وانتشار الموبقات لا يمكن أن يكون دليلًا على مشروعيتهم وحقانيتهم.
وتتبلور هذه المسألة أكثر في القوانين والدساتير المرتبطة بالزواج خاصة لأنّه يحدث كثيرا أن يقع كل من الجمال الظاهري والمعنوي على طرفي نقيض ، فيقترن جمال الظاهر مع تلوث الباطن ، وحسن الباطن مع عدم جمال الظاهر. ففي هذه الحالة يرجحِّ القرآن الكريم الكفة الثقيلة لجمال الباطن وجاذبية الروح والأخلاق والإيمان فيقول : {وَلَا تَنكِحُوا المُشرِكَاتِ حَتَّى يُؤمِنَّ وَلَامَةٌ مُّؤمِنَةٌ خَيرٌ مِّن مُّشرِكَةٍ وَلَو اعجَبَتكُم وَلا تَنكِحُوا المُشرِكِينَ حَتَّى يُؤمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُّؤمِنٌ خَيرٌ مِّن مُّشرِكٍ وَلَو اعجَبَكُم اولَئِكَ يَدعُونَ الَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدعُوا الَى الجَنَّةِ وَالمَغفِرَةِ بِإذنِهِ}. (البقرة/ 221)
ومن المؤسف حقّاً هو عدم الاهتمام بالقيم المعنوية في وضع القوانين والمقررات الاجتماعية في عالم اليوم حيث أصبح من العوامل المهمّة للكثير من المآسي والويلات ، علاوة على أنّ هؤلاء لا يجدون الطريق إلى هذه القيم في الواقع ، لأنّ الاعتراف بهذه القيم لا يتمّ بدون الاستناد إلى رؤية معنوية للكون تقيم وزناً لها وتحتفظ بقيمتها ، لذا أصبح العالم المادي عاجزاً عن الوصول إليها ، وما يشاهد حالياً في المتون القانونية لعالم اليوم من قبيل حقوق الإنسان مثلًا فهو الآخر عرضة للتفاسير المختلفة دائماً ، أو مبرر لتوجيه الابتزازات المادية ، وغطاء للتستر على الأهداف اللامشروعة المنافية للأصول المنسجمة مع الإنسانية في كل الحالات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|