المؤتمر الصحفي 

بدأ المؤتمر الصحفي في الولايات المتحدة عندما سمح الرئيس فرانكلين روزفلت للصحفيين بتوجيه أسئلة مكتوبة إليه يقوم بالرد عليها وتطور هذا الشكل عندما قام الرئيس ترومان بعقد مؤتمر مع الصحفيين وجها لوجه في إحدى قاعات البيت الأبيض للرد على أسئلتهم واستفساراتهم وبعد ذلك سمح الرئيس ایزنهاور بمشاركة مندوبي محطات الإذاعة في المؤتمر الصحفي لتقديم تغطية مسجلة لوقائعه. وفي عهد الرئيس كينيدى سمح لمحطات التليفزيون بنقل وقائع المؤتمرات الصحفية على الهواء مباشرة.

ورغم استمرار المؤتمر الصحفي كأحد طرق حصول الصحفيين على المعلومات من السياسيين والمسؤولين الحكوميين بما فيهم رئيس الدولة، إلا أن شكوى الصحفيين ظلت قائمة بسبب قلة عدد المؤتمرات الصحفية خاصة الرئاسية منها ونقص المعلومات التي تقدم فيها بالإضافة إلى التمييز بين الصحفيين على أساس ولاءات صحفهم عند توجيه الدعوة إليهم لحضور المؤتمر الصحفي. وقد ثارت الشكوى من قلة عدد المؤتمرات الصحفية اكثر ما ثارت في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان.

ويرى الصحفيون انه رغم أهمية المؤتمر الصحفي الرئاسي كمصدر للمعلومات فانه لا يمكن أن نتوقع أن يكون الرئيس أو المسؤول الحكومي صريحا في إجاباته بنسبة مائة في المائة. وقد سبق أن أقرت وزارة الخارجية الأمريكية بوجود أخطاء كثيرة في المعلومات التي أدلي بها الرئيس الأمريكي في مؤتمرات صحفية وأرجعت ذلك إلى أن الرئيس لا يستطيع خلال المؤتمر الذي لا يستغرق أكثر من ثلاثين دقيقة أن يجيب بدقة على كل الأسئلة المتنوعة والمعقدة التي توجه إليه من الصحفيين.

وإلى جانب المؤتمر الصحفي طورت الحكومات والصحافة أشكالا أخرى تضمن حصول الصحفيين على المعلومات وتضمن في نفس الوقت سيطرة الحكومة على تدفق المعلومات، ومن هذه الأشكال تعيين بعض الإدارات الحكومية متحدثا رسميا باسمها يتولى إمداد الصحفيين بالمعلومات، وإنشاء إدارات للإعلام والعلاقات العامة يحصل من خلالها الصحفيون على المعلومات.

ورغم ما سبق فان عدم وجود نص قانوني واضح يؤكد حق الصحفي في الحصول على المعلومات يؤدى إلى التراع الدائم بين الحكومة وبين الصحافة، إذ كثيرا ما تحاول الحكومة منع وصول الصحفيين إلى بعض المعلومات بدعوى خطورة هذه المعلومات على الأمن القومي للبلاد وتعارضها مع المصلحة القومية.