أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2014
4776
التاريخ: 9-11-2014
5001
التاريخ: 29/11/2022
1155
التاريخ: 2024-11-06
173
|
طُرحت هذه المسألة بشكل واسعٍ في الروايات الإسلاميّة في : أصول الكافي ، بحار الأنوار ، نهج البلاغة ، توحيد الصدوق ، وغيرها ، وذِكْرُها جميعاً لا يتناسب مع طريقة اختصار الكتاب ، لذا نكتفي بنفحات منها :
1- عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام أنّه قال : «إنّ اللَّه تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ، ولا مكان ، ولا حركة ، ولا انتقال ، ولا سكون ؛ بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون والانتقال ، تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علواً كبيراً» (1).
2- وجاء في حديث آخر أنّ أمير المؤمنين عليه السلام سمع رجلًا يقول : «والذي احتجب بسبع طباق؛ فعلاه بالدرّه ، ثم قال له : يا ويلك إنّ اللَّه أجلَّ من أن يحتجب عن شيء ، أو يحتجب عنه شيء سبحان الذي لا يحويه مكان ، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؛ فقال الرجل : أفأ كفّر عن يميني يا أمير المؤمنين؟ قال : لا لم تحلف باللَّه فيلزمك الكفارة ، وإنّما حلفت بغيره» (2).
3- وورد في حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ سليمان بن مهران سأله هل يجوز أن نقول : إنّ اللَّه عزّ وجلّ في مكان؟ فقال : سبحان اللَّه وتعالى عن ذلك إنّه لو كان في مكان لكان مُحْدَثاً ، لأنّ الكائن في مكان محتاج إلى المكان والاحتياج من صفات المحدث لا من صفات القديم» (3).
4- سُئل أمير المؤمنين عليه السلام : «أين كان ربّنا قبل أن يخلق سماءً وأرضاً؟ فقال عليه السلام : (اين) سؤال عن مكان ، وكان اللَّه ولا مكان» (4).
5- وجاء في حديث عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام أنّه قال : «إنّ اللَّه تبارك وتعالى كان لم يزل بلا زمان ولا مكان وهو الآن كما كان ، لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ، ولا يحل في مكان ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم ولا خمسة إلّا وهو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلّا هو معهم اينما كانوا ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور لا إله إلّا هو الكبير المتعال» (5).
تدل هذه الأحاديث بمنتهى الوضوح على أنّ كل مَن سأل الأئمّة المعصومين عليهم السلام عن مكان اللَّه ، سمع رداً سلبياً وتعابير متناغمة ، غنية صريحة ، وواضحة تدفع كل ابهام في هذا المجال عن قلوب المشتاقين.
6- ورد في (الإرشاد) و (الاحتجاج) : «أنّ اثنين من أحبار اليهود دخلا المدينة وسألا عن الخليفة ، فأرشِدا إلى أبي بكر ، فلمّا نظرا إليه قالا : ليس هذا صاحبنا ، ثم قالا له : ما قرابتك من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قال : إنّي رجل من عشيرته ، وهو زوج ابنتي عائشة ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : ليست هذه بقرابة ، قالا : فأخبرنا أين ربّك ؟ قال فوق سبع سموات ، قالا : هل غير هذا؟ قال : لا ، قالا : دُلّنا على من هو أعلم منك ؟ فانّك أنت لست بالرجل الذي نجد صفته في التوراة أنّه وصي هذا النبي وخليفته ! قال : فتغيّظ من قولهما وهمّ بهما ، ثم أرشدهما إلى عمر ، وذلك أنّه عرف من عمر أنّهما إن استقبلاه بشيء بطش بهما ، فلما أتياه قالا : ما قرابتك من هذا النبي؟ قال : أنا من عشيرته ، وهو زوج ابنتي حفصة ، قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا ، قالا : ليست هذه بقرابة ، وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة ! ثم قالا :
فاين ربك؟ قال : فوق سبع سموات ، قالا : هل غير هذا ؟ قال : لا ، قالا : دُلّنا على من هو أعلم منك؟ فأرشدهما إلى علي عليه السلام ، فلما جاءاه فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه : إنّه الرجل
الذي نجد صفته في التوراة : أنّه وصي هذا النبي وخليفته وزوج ابنته وأبو السبطين والقائم بالحق من بعده ، ثم قالا لعلي عليه السلام : أيّها الرجل ما قرابتك من رسول اللَّه؟ قال : هو أخي ، وأنا وارثه ووصيه وأول من آمن به وأنا زوج ابنته فاطمة ، قالا له : هذه القرابة الفاخرة والمنزلة القريبة ، وهذه الصفة التي نجدها في التوارة ثم قالا له : فاين ربّك عزّ وجلّ؟ قال لهما علي عليه السلام : إن شئتما أنبأتكما بالذي كان على عهد نبيّكما موسى عليه السلام وإن شئتما انبئتكما بالذي كان على عهد نبيّنا محمد صلى الله عليه و آله ، قالا : أنبئنا بالذي كان على عهد نبيّنا موسى عليه السلام؟ قال علي عليه السلام : أقبل أربعة أملاك : ملك من المشرق ، وملك من المغرب ، وملك من السماء ، وملك من الأرض ، فقال صاحب المشرق لصاحب المغرب : من أين أقبلت؟ قال : أقبلت من عند ربّي ، وقال صاحب المغرب لصاحب المشرق : من أين أقبلت؟ قال : أقبلت من عند ربي ، وقال النازل من السماء للخارج من الأرض : من أين أقبلت؟ قال : أقبلت من عند ربي ، وقال الخارج من الأرض للنازل من السماء : من أين أقبلت؟ قال : أقبلت من عند ربي ، فهذا ما كان على عهد نبيّكما موسى عليه السلام .... قال اليهوديان : ما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله ؟ ! فو الذي أنزل التوراة على موسى أنّك لأنت الخليفة حقاً نجد صفتك في كتبنا ونقرأُه في كنائسنا ، وأنّك لأحق لهذا الأمر وأولى به ممن قد غلبك عليه ، فقال علي عليه السلام : قدّما واخّرا وحسابهما على اللَّه عزّ وجلّ يوقفان ويُسألان» (6).
7- نختتم هذا البحث بجُمل واضحة من نهج البلاغة عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام :
قال عليه السلام في الخطبة 178 من نهج البلاغة : «لا يغيّره زمان ، ولا يحويه مكان ، ولا يصفه لسان».
وقال عليه السلام في الخطبة 186 من نهج البلاغة : «وإنّ اللَّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده ، لا شيء معه ، كما كان قبل ابتدائها .... بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان».
وفي الخطبة 49 من نهج البلاغة قال عليه السلام : «سبق في العلو فلا شيء أعلى منه ، وقرب في الدنو فلا شيء أقرب منه ، فلا استعلاؤُه باعده عن شيء من خلقه ، ولا قربه ساواهم في المكان به».
هذا هو ما وصلنا من المنطق الصحيح والمعارف الحقة لأهل البيت عليهم السلام حول اللَّه سبحانه وتعالى.
____________________
(1) بحار الأنوار ، ج 3 ، ص 309.
(2) المصدر السابق ، ج 3 ، ص 310.
(3) التوحيد للصدوق ، ص 178 ، ح 11.
(4) توحيد الصدوق ، ص 175 ، ح 4.
(5) المصدر السابق ، ص 178 ، ح 12.
(6) كتاب التوحيد للصدوق ، ص 180 ، ح 15.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|