المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تأثير الطعام على الإنسان  
  
32   10:29 صباحاً   التاريخ: 2025-04-21
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص31ــ32
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11/10/2022 1868
التاريخ: 2025-02-11 344
التاريخ: 2025-02-24 275
التاريخ: 2024-04-02 1381

الإنسان هو عبارة عن كائن مركب من الجسد والعقل والروح كما تشير إلى ذلك النصوص الدينية والأدلة الفلسفية والعلمية(1).

وهذا التركيب الثلاثي يقضي بتبادل التأثير فيما بينها فلا يصح أن ننظر إلى الإنسان من الناحية الجسدية المادية مع غض النظر عن الناحية العقلية والروحية، والعكس كذلك.

وعلى هذا الأساس فإنَّ ما يدخل إلى جوف الإنسان من طعام وشراب لا يؤثر عليه في الجانب الجسدي فحسب وإنما يؤثر عليه في الجانب العقلي والروحي أيضاً لذلك قيل: (الإنسان عبارة عمَّا يأكل) (كما تأكلون وتشربون تكونون).

وقيل: (قل لي ماذا تأكل أقل لك: ما أنت وما مصيرك).

وهذا ما توصل إليه علماء التغذية بعد الدراسات العديدة والأبحاث والتجارب، فيقول بعضهم: (بما أنَّ الكيمياء في الشخص هي التي تصنع شخصيته فهو دائماً النتيجة لما يأكل)(2).

ويقول أحدهم: (ومِمَّا لا شك فيه أنَّ المآكل وأنواعها لها شأنها الكبير في حياة الإنسان الجسدية والعصبية والنفسية لأنَّ الإنسان ككائن بشري هو كلٌّ لا يتجزأ ... لأنَّ الإنسان خُلق أجوف وجسده كله بما فيه جهازه العصبي وأعضاؤه وحواسه تتكوّن على الدوام من الطعام، كأننا من الطعام انبثقنا وإلى أجزاء هذا الطعام المعدنية نعود)(3) .

___________________________

(1) لاحظ كتابنا (الروح بين العلم والعقيدة).

(2) التغذية والمشروبات الروحية: ص 94.

(3) أدب الحياة: ص 100. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.