نيماتودا النوع Ditylenchus myceliophagus

يُعتبر فطر المشروم Agaricus bisporus من أهم المنتجات الزراعية ذات القيمة الاقتصادية العالية في كثير من دول العالم. ويتعرض هذا الفطر للإصابة بعدة مسببات مرضية ومن ضمنها النيماتودا كالأنواع D. myceliophagus و Aphelenchoides composticola ، التي تعد من أهم أنواع النيماتودا التي تسبب أضراراً اقتصادية كبيرة لقدرتها الكبيرة في تحطيم الغزل الفطري لفطر المشروم، علماً أن أول تسجيل للنيماتودا D.myclophagus متطفلاً على فطر المشروم كان بواسطة Lamberti وآخرون (1949). وبعدها استوطن هذا النوع في معظم مناطق زراعة المشروم في العالم (1974 ,Hesling) ، كما سجل على محصولي الحمص والفول السوداني في السودان (1987 Yassin) .

يتميز هذا النوع من النيماتودا بقدرته الكبيرة في التطفل والتكاثر على مدى واسع من الفطريات الموجودة ضمن المواد المخمرة وذات الصلة بفطر المشروم (Choleva, 1973) وتضع الأنثى حوالي 500 بيضة. وتتميز جميع الأطوار اليرقية لهذه النيماتودا بقدرتها العالية على تحمل ومقاومة الظروف الجافة، لكن الإناث النامية في الظروف الطبيعية تكون ذات قدرة أفضل على التكاثر من الإناث اللائي تعرضن إلى فترات الجفاف (Carol, 1970). وعندما تتعرض هذه النيماتودا إلى الجفاف فإنها تتكتل بشكل كتل كثيفة ضمن المواد المخمرة لفطر المشروم، ولقد وجد أن أعدادها قد تصل إلى أعداد كبيرة جداً، وفي حال توفر الرطوبة الكافية ودرجة الحرارة الملائمة، تبدأ النيماتودا بالحركة وتلويث المحيط الذي تتواجد فيه ومهاجمة فطر المشروم، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجيته أو انعدامها كلياً (1974 ,Hesling). ولقد وجد أن إضافة 20 أو 100 أو 300 يرقة من هذه النيماتودا إلى 100 غ من مزيج الوسط الغذائي لفطر المشروم، ينخفض محصول فطر المشروم بنسبة 50، و 68، و 75%، على الترتيب (1968 ,Arrold and Blake).

إن مكافحة النيماتودا D.myceliophagus في مزارع فطر المشروم تبدو غير عملية وغير قابلة للتطبيق، إذ أنها ستؤدي إلى تخريب المحصول، ولكن تعقيم الكومبوست على درجة حرارة 60 م واستخدام مبيدات نيماتودية معينة مثل Thionazin ربما يعطي فعالية جيدة. والأهم من كل شيء فإن العناية بالنظافة ومكافحة الحشرات الناقلة للنيماتودا هو من أساسيات الإنتاج الناجح لفطر المشروم.