أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2016
![]()
التاريخ: 23-11-2021
![]()
التاريخ: 2025-03-18
![]()
التاريخ: 23-10-2016
![]() |
روي في الوسائل عن عبيد بن زرارة قال " سألت أبا عبد الله عن الركعتين الأخيرتين من الظهر ، قال : تسبح وتحمد الله وتستغفر لذنبك ، وإن شئت فاتحة الكتاب فهي تحميد ودعاء " .
وعن علي بن حنظلة قال " سألته عن الركعتين الأخيرتين ما أصنع فيهما ؟ فقال : إن شئت قرأت فاتحة الكتاب وإن شئت فاذكر الله فهو سواء " الوسائل ج 4 ص 781 . وعن زرارة بن أعين قال " قلت لأبي جعفر ( ع ) : ما يجزي من القول في الركعتين الأخيرتين ؟ قال : أن تقول: سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وتكبر وتركع " .
وعن رجاء بن أبي الضحاك أنه صحب الإمام الرضا ( ع ) من المدينة إلى مرو فكان يسبح في الأخراوين يقول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ثلاث مرات ، ثم يركع " الوسائل ج 4 ص 782 .
اعتمادا على هذه النصوص ، ونصوص أخرى ، أفتى الفقهاء بتخيير المصلي في الركعة الثالثة والرابعة بين سورة الحمد وهذه التسبيحات الأربع ، كما أفتوا باستحباب الاستغفار بعدها .
وقد نحسب أن هذا التركيب الموفق بين أربعة أنواع من الذكر إلهام من الله عز وجل للرسول صلى الله عليه وآله ، لكن النص الآتي يكشف لنا عن تاريخ عريق لهذه التلاوة . فمن أمير المؤمنين ( ع ) قال " جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه عن الكلمات التي اختارهن الله لإبراهيم حيث بني البيت فقال النبي : نعم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر . " الوسائل ج 4 ص 1207، وعن الإمام الباقر ( ع ) قال " مر رسول الله ( ص ) برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه وقال : ألا أدلك على غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى ؟ قال : بلى فدلني يا رسول الله ، فقال : إذا أصبحت وأمسيت فقل : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، الله أكبر . فإن لك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة ، وهن من الباقيات الصالحات . " الكافي ج 2 ص 506 .
هذه التلاوة إذن : بالإضافة إلى أنها مركبة من مفردات ومضامين قرآنية . فهي تلاوة مهداة من الله عز وجل إلى خليله شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام . . وهي مؤكدة من قبل الرسول والأئمة عليهم السلام في عدة نصوص حتى أصبحت تعرف باسم ( التسبيحات الأربع ) لأنها أربعة أنواع من ذكر الله تبدأ بالتسبيح . وهذه العراقة والتأكيد يعطيان التلاوة قيمة خاصة بين الأذكار الإسلامية .
وقد مرت معنا مفردات التسبيحات الأربع في التلاوات المتقدمة . لكن الذي يلفت هنا جمعها وجعلها تلاوة مستقلة تقرأ في حالة الوقوف في الركعة الثالثة والرابعة بإخفات ، ثلاثة مرات . أو أكثر .
أربعة مفاهيم عن الله عز وجل وصلته بالوجود كل واحد منها من حقل عطفت بحرف العطف فإذا بها تشكل وحدة فكرية وشعورية لم نكن نعهدها في مفرداتها . فما هو التجانس الذي أعطاها الوحدة والغني ؟ .
قد تقول : أن الجمال الذي نراه في عطف هذه الفقرات نشأ من تجانسها بحد ذاتها ، باعتبارها تنزيها وحمدا وتوحيدا وتكبيرا لله عز وجل ، فهي جميعا مفاهيم عن ذاته سبحانه وصلته بالوجود تتسق إذا عطفت وإن كان لكل منها لون .
غير أن جمال الاتساق والغني في التسبيحات الأربع لم ينشأ كله من التقائها في وصف الله عزو جل فإن هذا الجمال هو معطى الأخبار حينما تتلوها فتقول لك : التنزيه ثابت لله ، والحمد ثابت لله ، والتوحيد ثابت لله ، وإن الله أكبر من نعوت المخلوقين وخيالهم . فإذا بها أوصاف عظيمة وأمجاد هائلة تتتابع نحو الوجود الإلهي عز وجل فتجعلك تترنح أمامها .
أما القدر الآخر من الجمال والثراء فيعطيك إياه انتقال هذه التلاوة بك من حقل إلى حقل ومن لون إلى لون ، يعطيك إياه تربيك أنت بهذه الجولة . وذلك حينما تتلوها بقصد الانشاء فتبدأ بحقل التنزيه المطلق إذا يتكوم الوجود أمامك لاطئا وتحس بالله وجودا عاليا منزها ، ثم تدخل حقل العطاء كل العطاء في الوجود المتفرع المترامي فتسجل الحمد فيه لله ، ثم تدخل حقل
التوحيد فتنفي أن يكون في الوجود محبوب أو مطاع غير الله ، ثم تثبت في مكانك من الوجود خاتما موقفك بأن الله أكبر من كل الوجود ومن كل ما خطر على قلب .
أو تتلوها كما هي أخبار يشد إلى الانشاء فيمتزج الجلال بالجمال والذهول بالاطمئنان في ألوان من المفاهيم والمشاعر . ثم تكررها ما شئت بقصد الإخبار أو الانشاء أو المزيج البلاغي المعجز منهما . ( سبحان الله . والحمد لله . ولا إله إلا الله . والله أكبر )
|
|
الصين.. طريقة لمنع تطور قصر النظر لدى تلاميذ المدارس
|
|
|
|
|
ماذا سيحدث خلال كسوف الشمس يوم السبت؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الدينية يختتم محاضراته الرمضانية في صحن مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)
|
|
|