المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مورفولوجيا وبيولوجيا شجرة النخيل
10-7-2016
انواع الذباب الذي يصيب الذرة (حشرات الذرة)
25-2-2019
Phonetic similarity
17-3-2022
معنى لفظة أمت‌
1-2-2016
مشروع الجينوم البشري (Human Genome Project (HGP
15-8-2018
Keplers First Law
23-11-2020


الإفراط في استخدام نقاط القوة  
  
119   01:16 صباحاً   التاريخ: 2025-03-23
المؤلف : روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
الكتاب أو المصدر : أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة : ص 122 ــ 136
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2022 2064
التاريخ: 13-1-2016 2589
التاريخ: 12/11/2022 2095
التاريخ: 6-11-2021 1964

في يوم حار من أيام الصيف كان بول موك مستلقيا على شاطئ أصحاب السعادة في كونيتكت، وكان يقرأ قصة الكونت دي مونت كريستو للمؤلف ألكسندر دوماس، وفجأة وقع نظره على عبارة بدت أمامه كالوحي: (المبالغة في أية مزية من الممكن أن تحولها إلى جريمة، وفي هذه الكلمات وجد موك تفسيراً للمشاكل التي كانت تؤرق الكثير ممن يطلبون استشارته، فقد أدرك فجأة المئات من المسؤولين الذين كان ينصحهم، كانوا يعانون من مشاكل في علاقاتهم، ليس بسبب ما فيهم من نقاط ضعف، وإنما بسبب نقاط القوة لديهم، وطبقا لوجهة نظر: موك إنهم كانوا يبالغون في استخدام نقاط قوتهم، بحيث يستخدمونها حتى عندما لا يكون هناك داعٍ لذلك، مستخدمين إياها قدر ما استطاعوا، بل وفوق الاستطاعة)، وعندما تستخدم نقاط القوة بشكل مبالغ فيه يكون لها مردود عكسي، حيث تنفجر في وجوههم.

نقطة قوة العمليين: الحماس

إن العملي شخص متحرك كثير التنقل من مكان لمكان، ومحب للإنجاز، ومع هذا فخلال عملية تحقيق هدفه قد ينفر منه الآخرون، وعندما يبدو للآخرين متحمساً للغاية، فقد تنظر إليه على أنه شخص سمج، مستبد، ومتسلط، كما أنه قد يتجاهل مشاعر الآخرين وحقوقهم في عرض أفكارهم، وأهدافهم، مما يسبب غالبا معارضة واستياء.

علاج مضاد للاستبداد: استمع جيدا وتكلم دون تحديد

هناك عدة طرق يمكن من خلالها للعمليين أن يلطفوا حيويتهم عندما يصعب على الآخرين التعامل معها، فيمكنهم أن يخففوا من إيقاعهم، ومن حمل الآخرين على اتخاذ القرارات أو فعل شيء ما، ويخففوا من السلوكيات الأخرى التي تتميز بالتوكيدية المرتفعة، والأهم أن يستمعوا بشكل أفضل ويتكلموا بأسلوب غير محدد.

وليس بالإمكان أن تستمع أكثر، بينما تقوم بمعظم الكلام، ولكي تصبح مستمعاً جيدا قلل من مرات كلامك، واستخدم أسلوباً نسبياً هنا، فقد يكون فعالاً للغاية. فيمكنك أن تضع هدفا تحدد فيه عدد المرات التي قمت فيها بالكلام، مقارنة بعدد المرات التي أردت المشاركة فيها بالحديث في موقف معين، وعلى سبيل المثال: كانت دولورز تعتقد أنها في اجتماعاتها مع سين تتكلم مرات أكثر مما هو مطلوب.. هنا قررت أن تتكلم مرة واحدة في كل مرتين تريد فيهما أن تقول شيئاً ما.. وقد كان هذا سبباً في تحسين اجتماعاتها بشكل كبير مع سين، وتقول دولورز عن تجربتها: (أحيانا ما كنت أتكلم مرتين تباعاً عندما كنت أشعر برغبة في ذلك، ولكنني كنت صارمة في الالتزام بالمعدل الذي وضعته.. وسين شخص هادئ للغاية، ولذلك كانت تمر بنا فترات صمت محرجة، وخاصة في البداية، ولكن هذا الأسلوب ناجح تماما الان)، ومن السهل أن تلاحظ أن سين يشعر بتحسن فى الاجتماعات، كما أنه أثار العديد من القضايا المهمة وساهم بالعديد من الأفكار الجيدة، وهي أشياء قلما كان يفعلها من قبل.

فعندما يحين الوقت للتعبير عن رأيك حاول أن تعبر عنه بشكل غير محدد، فالكلام المحدد يوحي بأنه ليست هناك إلا طريقة واحدة للنظر للأشياء، ألا وهي طريقتك... (إن الطريقة المثلى لتدبر ذلك هي ......) (إليك الأسلوب الذي تتبعه في هذا الموقف والكلمات المحددة المصحوبة بإيقاع وأسلوب صوتي مستبد تبعث برسالة مفادها: (إنني مصر، ولا فائدة من مناقشة هذا، فقد ذكرت لتوي الرأي الصحيح).

وعلى النقيض من هذا نجد أن الكلام غير المحدد يمكنك من أن تشترك مع الشخص الآخر في إيجاد حل بدلاً من أن تفرض عليه حلك، والكلام غير المحدد يكون على النحو التالي: (وهناك طريقة أخرى لتحقيق هذا، وهي..) أو (إليك فكرة للنظر فيها) (اجعل إيقاع صوتك وأسلوبك مؤكداً بشكل هادئ، بدلاً من أن يكون متسلطاً أو مستبدا، والهدف من الكلام غير المحدد هو طرح فكرة للمناقشة، وليس التعجل في إقرارها، ومن الأهداف أيضا تحديد أسلوب العمل بشكل تعاوني، دون إملاء ما سيتم عمله.

فإذا وجدت أن حماستك زائدة عن الحد بالنسبة للآخرين، فإن أهم شيء تقوم به هو أن تستمع بانتباه أكثر وأكثر، وعندما تقول شيئاً ما فإن الكلام بشكل غير محدد سيساعدك على تخفيف حماستك.

نقاط قوة أخرى لدى العمليين، غالبا ما يبالغ في استخدامها

بالإضافة إلى الحماسة، هناك العديد من الميول الأخرى لدى العمليين تمثل نقاط قوة إذا استخدمت كما ينبغي، ومع هذا فإذا ما بولغ في استخدام هذه المزايا تتحول إلى نقاط ضعف، ويبين لك الشكل التالي نقاط القوة الكامنة لدى العملية التي تتحول إلى نقاط ضعف إذا استخدمت بشكل سيء أو غير لائق، وعادة ما يكون بمقدور العمليين أن يصبحوا أكثر فاعلية، ويبنوا علاقات عمل جيدة للغاية، عندما يحددون كبرى نقاط الضعف لديهم، ويوجدون لها علاجاً، والشكل ادناه هو أيضا قائمة مفيدة لأي شخص مسؤول عن الإشراف على موظفين عمليين وتدريبهم.

الشكل ادناه نقاط القوة عند العمليين تصبح نقاط ضعف إذا بولغ في استخدامها.

نقطة قوة المعبرين: التلقائية

التلقائية هي إحدى أفضل نقاط القوة لدى المعبرين، ولكن المبالغة في هذا قد تجعل من الصعب على الآخرين العمل مع المعبرين، فعندما يفعل المعبر ما يجذب اهتمامه في لحظة فإن هذا يجعله لا يفي بالتزاماته القائمة، سواء كانت تلك الالتزامات حضور الاجتماعات بانضباط، أو إنجاز مشروع في موعد محدد، ومع تكرار عدم الوفاء بالالتزامات يصاب من حوله بخيبة أمل، ويشعرون بأنه لا يمكنهم الاعتماد على مثل هذا الشخص في القيام بما اتفقوا عليه معه، ومن يستمر في التعامل معه يصبه الاستياء بشكل لا يخطئه أحد.

علاج مضاد لعدم الوفاء بالالتزامات

هناك أشياء عديدة يمكنك أن تقوم بها لتجنب عدم الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسك، وتلك التي ستأخذها على نفسك في المستقبل.. بداية عليك أن تضع أمامك دائماً أية التزامات قائمة، وتعمل على تسجيل تقدمك نحو إتمام هذه الالتزامات، إضافة للاجتماعات والارتباطات ضم إلى دفتر يومياتك مواعيد إنهاء مراحل المشاريع احسب قدر الوقت المطلوب لإتمام كل مرحلة، وحدد الوقت المطلوب في دفتر اليوميات، ومن الناس من يجد أن تقديره للوقت المطلوب للقيام بشيء ما لابد من ضربه في 1,5 أو 2 حتى يوضع فى الاعتبار ما سيجده من معوقات وصعوبات غير معروفة... ادخر وقتاً إضافياً في الجدول للتأخيرات غير المتوقعة.

ولإعداد هذا النوع من الجداول لابد من التخطيط السليم، فلابد من تفصيل المشاريع إلى خطوات عمل، ولابد من تحديد معوقات إتمام كل خطوة وطرق التغلب على كل منها، وذلك حتى تخرج بتقدير واقعي للوقت، وفوق هذا فإن المعبرين بالرغم من أنهم يعتمدون أكثر على الناس، وذلك بطرق عدة، فإنهم قد لا يشركون معهم غيرهم في التخطيط، حتى لمشاريعهم الصغيرة، وقد تتأخر عملية المشاركة طويلاً مع العديد من هؤلاء الأشخاص ذوي الإيقاع السريع، وإلى جانب هذا فإن دمج آراء الجميع قد يغير كثيرا من أفكار المعبر الأصلية بحيث تجعله يفقد كل اهتمامه بالمشروع، ومع هذا فإن عدم إشراك الأخرين في مرحلة التخطيط قد يؤدي بالمعبر إلى عدم الحصول على الدعم الكافي لإنجاز المشروع في وقته.

والوضوح فيما يتعلق بأولويات الشخص وربط كل أنشطته بهذه الأولويات. يمكن أيضا أن يساعد الشخص الذي يتمتع بتلقائية خاصة على الوفاء بالتزاماته إنه لشيء رائع أن تنجذب لجميع الأنشطة الممتعة التي توفرها الفرص الجديدة. ولكن عادة ما يكون من العملي أن تشرع فقط في الأمور التي تحظى بالسبق والأولوية.

نقاط القوة الأخرى لدى المعبرين والتي يبالغ في استخدامها غالبا

بالإضافة إلى التلقائية، هناك خصائص أخرى عديدة لدى المعبرين، تمثل نقاط قوة إذا تم تطبيقها بشكل فعال، أما إذا بولغ فى استخدامها أو أسيء استخدامها. فإنها تتحول إلى نقاط ضعف، وفي الشكل التالي تجد قائمة بنقاط القوة الكامنة لدى المعبرين، والتي تتحول إلى نقاط ضعف إذا أسيء استخدامها، والمعبر عادة ما يصبح أكثر فاعلية، ويبني علاقات عمل جيدة للغاية عندما يحدد كبرى نقاط الضعف لديه، ويضع علاجاً لها.. والشكل التالي يمثل أيضا قائمة مفيدة للأشخاص المسؤولين عن الإشراف على موظفين معبرين وتدريبهم.

نقطة قوة التحليليين: التركيز على الجودة

يحظى السعي نحو الجودة بأولوية كبرى بالنسبة للتحليليين، فإذا تحول السعي نحو التفوق إلى رغبة في الكمال، فإنه يصبح عائقا، فالكماليون لا يطالبون أنفسهم فقط بالكثير، بل إنهم يحددون معايير عالية للآخرين، مما لا يستطيعون تحقيقه، وإنه لمن المحبط أن تعمل مع أو لشخص لا يرضيه أبدا ما تقوم به، مهما كانت جودة أدائك.

الشكل ادناه نقاط قوة المعبرين تصبح نقاط ضعف إذا بولغ فى استخدامها.

وهذه الكمالية الطاغية التي لا يجدون منها فكاكا تجعلهم يضعون معايير بعيدة عن أي هدف وظيفي بالغ الكمال لدى هؤلاء، فإنهم يرون كل المهام ذات صلة، بحيث لا توجد مهمة لا يمكن عادة القيام بها، ولا تقرير غير مهم، بحيث لا يمكن مراجعته المرة تلو المرة، وهذا يجعل الشخص الكمالي يتأخر في المشاريع دائما، وفي اقتصاد تمثل فيه السرعة في اتخاذ القرار والتنفيذ أمراً ضرورياً وملحاً لتحقيق النجاح، فإن تحرك الشخص الكمالي بهذا البطء الشديد قد يؤدي إلى خسارة الفرص الكثيرة، ويركز الكماليون كثيرا على أداء كل التفاصيل بشكل جيد، بما يجعلهم لا ينظرون إلى الصورة الكبرى، وقد حذر نيكولاس ثورنديك: (إياك والميل إلى التدقيق المبالغ فيه والرعونة الشديدة ، فإن ذلك سيؤخرك كثيراً) ...

علاج مضاد للكمالية: التزم بالإنجاز في الوقت المناسب وزد من الإطراء

يمكن التغلب على العديد من النواحي السلبية للرغبة في الكمال من خلال الالتزام بأداء المهام خلال فترة زمنية معقولة، وإنجازها في موعدها، فالتحليليون الذين يتكرر منهم عدم الالتزام بالمواعيد النهائية لابد لهم من وضع جداول زمنية مناسبة، والالتزام بها، وخلافا للمعبرين الذين لا يلتزمون بالمواعيد النهائية المحددة. نجد أن التحليليين غالباً ما تكون لديهم الرغبة، بل الشوق إلى وضع خطة عمل مفصلة ذات جدول واضح، ومشكلة التحليلي الكمالي أنه لا يلتزم بالجدول الذي وضعه، ولكي يلتزم بالجدول ويفي بالمواعيد النهائية الحاسمة نجد أن التحليلي الذي لديه شيء على قدر كاف من الجودة بحيث يرضي المستخدم النهائي له، عليه أن يقنع نفسه قائلا: (ليس هذا كاملا، ولكنه جيد بما فيه الكفاية). وبالتالي ينتقل إلى المهمة التالية، وعندما يكون الشخص عازماً على الالتزام بالمواعيد النهائية التي قطعها، فلابد له من أن يرتب المهام حسب أولوياتها، بحيث لا تحظى باهتمام خاص إلا الأشياء التي تحتاج له بالفعل، وعندما يبدأ من كانوا كماليين في الالتزام بالمواعيد بشكل دائم، يختفي الكثير من الضغط الذي يكتنف علاقاتهم مع زملائهم.

كما يُنصح أن يقوم الشخص الكمالي بالتعبير عن شكره كثيرا، فمعظم الناس يتحسن أداؤهم كثيرا في العمل، ويسعدون كثيرا حينما يتم تقدير ما قاموا به من عمل جيد، ومع ذلك فمعايير الكماليين عالية، وقلما تجد من يصل إليها، ولا شك أنه من الصعب أن تعمل تحت إشراف مثل هؤلاء الأشخاص، ما لم يكن هناك احتمال أن يعبروا عن تقديرهم إلا إذا تجاوزت معاييرهم العالية، وليس في هذا أن يبالغ الشخص في المدح الكاذب، ولكننا نعني أن من أفضل الأوقات للتعبير عن التقدير عندما يتجاوز الشخص مستوى أدائه المعتاد في أحد نواحي عمله، حتى ولو كان هذا التحسن بسيطا، ولذلك إذا كنت كماليا لا تنتظر حتى يتعدى الناس معاييرك المبالغ فيها، ولكن عبر لهم عن خالص تقديرك كلما طرأ عليهم أي تحسن ولو بسيطا في أحد نواحي الأداء التي كنت تريد تحسينها، وهذه العملية يطلق عليها علماء النفس (التشكيل)، وتساعدك على الحصول على ما تريد من أداء مع تحسين ما لديك من علاقات عمل.

نقاط قوة أخرى لدى التحليليين يبالغ في استخدامها غالبا

بالإضافة إلى التركيز على الجودة، نجد أن التحليليين لديهم خصائص أخرى تمثل نقاط قوة إذا استخدمت بشكل فعال، ومع هذا تتحول هذه الخصائص إلى نقاط ضعف إذا ما بولغ أو أسيء استخدامها، وفي الشكل التالي تجد قائمة بنقاط القوة لدى التحليليين التي من الممكن أن تصبح نقاط ضعف إذا أسيء استخدامها، وعادة ما يحقق التحليليون فعالية كبيرة، ويبنون علاقات عمل أفضل عندما يحددون أخطر عيوبهم، ويوجدون لها علاجا، كما أن الشكل التالي يمثل قائمة مفيدة لمن هو للمسؤول عن الإشراف على الموظفين التحليليين، وتدريبهم.

الشكل ادناه نقاط قوة التحليليين تصبح نقاط ضعف إذا بولغ في استخدامها.

نقطة قوة الودودين: الرغبة في التوافق

يؤكد الودودون على الانسجام والتوافق في العمل، والأشخاص الذين يبالغون في السلوك التوفيقي والتعاوني يميلون إلى تجنب الخلاف بأي ثمن تقريبا، فتراهم لا يفصحون عن الحقائق غير السارة، ولا يتخذون موقفاً حاسماً، بل قد يكبتون الخلاف بدلاً من حسمه.

وفي ظل حالة تجنب الخلاف تجد أن الشخص الودود قد يحاول إخفاء المشاعر السلبية، ومن الغريب أن هذا الشخص يحاول الحفاظ على العلاقات من خلال التكتم، ومع هذا فغالباً ما يعود هذا بالضرر على هذه العلاقات نفسها، فالناس يحبون أن يعرفوا ما يفكر فيه زملاؤهم، حتى إن اختلفت آراؤهم، وعدم مشاركة الشخص الودود بالرأي قد يعني أن على الآخرين أن يعملوا بجهد أكبر من أجل حل المشكلات، أو قد يبدو للآخرين كما لو كان هذا الشخص الودود غير مشترك في جهود الفريق، وأيضا فإنه بمرور الوقت يستاء الناس من حقيقة أن عليهم أن ينتزعوا الآراء والأفكار من زميلهم انتزاعا، وتجنب الشخص الودود الخلاف قد لا يثير أية مشكلات ولكنه عادة ما يضعف من صورته في أعين الآخرين، لعدم إفصاحه عن أرائه في الأمور المهمة.

علاج مضاد لتجنب الخلاف: عبر عن رأيك

والخطوة الأولى في ذلك أن تعرف رأيك، وهناك أشخاص يمكن أن يفكروا ويجيبوا سريعاً على أي موضوع، وهؤلاء يعرفون موقفهم من أي موضوع يثار، إلا أن الودودين ليسوا كذلك، ففي ظل أسوأ سيناريو للخلاف يعجزون عن معرفة ما يفكرون ويشعرون به، وإذا طلبت منهم أن يطرحوا أراهم فلن يكون بمقدورهم هذا. ومما يتفق مع طبيعتهم أكثر أن قدرتهم على رؤية الموضوع من جوانبه العديدة تمثل عبئا عليهم، فالنظر إلى جانب واحد يترك احتياجات أحد الأطراف على الأقل دون حل لها.

وإذا كنت من هؤلاء فإليك ما يمكنك فعله في المواقف التي تجد فيها صعوبة في التعبير عن رأيك:

استعد: فإذا كنت تعمل مع عميل جديد حاول أن تعرف كل ما يمكنك فعله مع هذا العميل، إذا كنت تعمل في عملية أو إجراء جديد، أقرأ عنه أو تحدث مع بعض الخبراء بشأنه، وقبل الاجتماعات تعرف على جدول الأعمال والموضوعات التي ستتناقش فيها، وحدد رأيك في كل موضوع وأعد نفسك للمشاركة برأيك في كل موضوع.

تعرف على أوجه تأثير قرار أو موضوع ما عليك أو على أعضاء فريقك، وقد يكون لك رأي واضح في بعض الموضوعات، ونحن لا ندعو هنا إلى تصنع الآراء ومع هذا فالعديد من الودودين يفقدون تركيزهم على أوجه تأثير القرارات على وقتهم وعملهم، وذلك لأنهم يركزون على أوجه تأثير هذه القرارات على الآخرين والنظر لاحتياجات الجميع قد يكون مفيدا للغاية، ومع هذا فإذا ترددت في تحديد أفضل الحلول، فلتذكر نفسك بتأثير الحلول المتاحة عليك وعلى مجموعتك، أو على التزاماتك الأخرى، وسوف يساعدك هذا على معرفة موقفك.

توصل إلى طريقة بناءة تساعدك على أن تكون حازماً، فالعديد من الودودين الذين يجدون صعوبة في الإفصاح عن أرائهم يعتقد الواحد منهم أنه إما أن يكون لطيفاً أو حاسماً، ولكن لا يمكن أن يكون الاثنين معا، وهم يترددون في بيان أوجه القصور في وجهات نظر الآخرين، لأن هذا قد يبدو كأنه امتهان لذكاء الآخرين ولحسن الحظ هناك طرق مهذبة للحسم يمكن أن تتفق مع نقاط قوة الودودين وعادة ما يكون بمقدور الشخص الودود أن يرى السلبيات والإيجابيات، ولذلك قد يحاول قائلاً: (إنني أميل إلى اقتراحك بأن تعود إلى العميل خلال أربع وعشرين الساعة، لأن هذا يظهر التزاما قويا بإرضاء العميل، ولكن ما أخشاه هو مدى العبء القائم بالفعل على مندوبي خدمة العملاء، وليس لدينا ما يكفي من موظفين لمواصلة هذا المستوى من الخدمة).

الشكل ادناه نقاط قوة الودودين تصبح نقاط ضعف إذا بولغ في استخدامها.

نقاط القوة الأخرى لدى الودودين التي يبالغ في استخدامها غالبا

بالإضافة إلى سلوك الرغبة في موافقة الآخرين، هناك خصائص أخرى لدى الودودين تمثل نقاط قوة إذا تم استخدامها بشكل فعال، ولكنها تتحول إلى نقاط ضعف عندما يساء أو يبالغ في استخدامها، وفي الشكل اعلاه تجد قائمة بنقاط القوة لدى الودودين، والتي تصبح نقاط ضعف إذا استخدمت بأسلوب غير فعال. ويمكن للشخص الودود أن يصبح أكثر فاعلية، وأن يبني علاقات عمل أفضل بكثير عندما يحدد كبرى نقاط الضعف لديه، ويجد لها علاجا، والشكل اعلاه يمثل أيضاً قائمة مفيدة للمسؤولين عن الإشراف على الموظفين الودودين وتدريبهم.

ما أسباب صعوبة استخدام العلاجات المضادة؟

هناك احتمال لتحول نقاط قوة كل أسلوب إلى نقاط ضعف، ومن يريد أن يصبح أكثر فاعلية، وفي الوقت نفسه يبني علاقات عمل أفضل فهو بلا شك في حاجة إلى تغيير بعض سلوكياته، فالعلاجات المذكورة هنا تساعدك على تطويع أسلوبك بشكل يساعدك على تقوية علاقاتك مع أشخاص أي أسلوب.

ومن الغريب أن هذه العلاجات تشترك في أنها عادة ما تستخدم بعض ميول الأسلوب المقابل، وهذا يؤدي إلى استغراق وقت أطول في التغلب على نقاط الضعف، ومما يعوق هذه العلاجات أكثر هو أن سلوكيات الأسلوب المقابل الآخر المطلوب استخدامها غالبا ما تكون هي السلوكيات التي لا يحبها الشخص الذي يريد التغلب على نقطة ضعفه، حيث إن هذه السلوكيات قد تكون هي نفسها السلوكيات التي ينتقدها بشدة في الأسلوب الآخر.

فعندما نطلب من الودود أن يكون صريحاً مثل العملي، نجده وقد أصابه الذهول.. والودود لا يحب فظاظة بعض العمليين، ويحرف معنى (أن تكون أكثر صراحة) إلى (أن تكون أمينا دون مراعاة شعور الآخرين)، وإذا ما وضع الشخص العلاج في قالب سلبي تضاءل احتمال نجاحه في تصحيح نقاط ضعفه.

وهذا نفسه تجده مع الأساليب الأخرى، فإذا طلبت من معبر أن يمضي على نهج الشخص التحليلي، ويضع خطة ويسير وفقا لتفصيلاتها، فإنك لن تجد منه إلا النفور من الفكرة، وما سيدور في خاطر المعبر هو أسوأ مثال ممكن لشخص تحليلي، ولذلك تجده يقول: ماذا؟ أتريدني أن أكون مثل (تيد) وأؤكد على نفس النتائج ست مرات؟ أنس هذا الامر، أو اذا طلبت من تحليلي أن يكون أكثر بساطة مع العملاء والموظفين، فإنه قد تتراءى له صورة معبر مفرط في التبسيط، ويقول لك (هذا لا يناسبني) أو إذا طلبت من عملي أن يستمع دون تململ إلى الآخرين، فقد تجده قد اتخذ قرارا بأنه لن يضيع وقته فى الاستماع لكل أنواع التفاهات بشكل يؤتي ثمرة كما يفعل الودودون.

وعلى الرغم من أنه من الصعب أن تجرى التغييرات السلوكية المطلوبة حتى لا تجعل نقاط الضعف النابعة من أسلوبك تقتلك فإن هذا ليس بالصعوبة التي يراها معظم الناس، وغالباً ما يكون أصعب جزء فى هذا هو إضافة هذه السلوكيات الجديدة إلى ذخيرتك السلوكية.

ونحن لا نعني بهذا أن تنمي لديك قدرات مميزة لأسلوب آخر بالقدر الذي يجعلك تتفوق في هذه القدرات، وإنما نعني أنه إذا كانت لديك ميول للمبالغة في بعض نزعات أسلوبك فإنه مما يحسن من علاقاتك وفعاليتك بشكل عام أن تغرس في نفسك بعض السلوكيات التعويضية المميزة للأسلوب المقابل، ولا تحاول التفوق في هذه الخصائص، وما عليك إلا أن تنميها بالقدر الذي لا يجعل نقاط الضعف النابعة من أسلوبك تعوقك.

كيف تعرف أنك تبالغ في استخدام نقاط قوتك؟

في بعض الأحيان قد تشعر أنك تبالغ في استخدام نقطة أو اثنتين من نقاط قوتك، وبالتالي يمكنك أن تتخذ بعض الخطوات للتخفيف من حدة استخدامها بعض الشيء، وفي أحيان أخرى قد لا تدرك أنك تفعل هذا، فالأمر هنا يشبه القيادة في طريق جيد، فإذا لم تع هذه الحقيقة فهناك احتمال بأن تزيد من سرعتك أكثر مما كنت تنوي، وبالمثل يكون من السهل أن تزيد من استخدام بعض نقاط القوة النابعة من أسلوبك، دون أن يكون لديك فكرة ولو بسيطة بأنك قد بدأت تبالغ في استخدام هذه النقاط.

ولكي تزيد من وعيك بالمبالغة في استخدام نقاط قوتك، فعليك أن تلاحظ أكثر رد فعل الناس لك، وكما يرى جوث (إذا أردت أن تعرف نفسك فلتلاحظ ما يفعله جارك)، وإذا كانت تجاوزاتك السلوكية تصل إلى الناس، فبإمكانك غالبا أن ترى أعراض ارتفاع الضغط فيمن يعملون معك، وبمرور الوقت سيمكنك تحديد ردود أفعال الناس حينما تبالغ في إحدى نقاط قوتك، واعتماداً على هذه الملاحظة يمكنك ان تخفف من استخدام هذه السلوكيات، وتأتي ببدائل يرتاح لها الآخرون، وتفيدك أنت أكثر.

وفي ظل الظروف الطبيعية يكون من الصعب على الناس أن يرتبطوا بغيرهم ممن لهم أسلوب مختلف، وعندما تبدأ في المبالغة في استخدام بعض النزعات المميزة لأسلوبك تزداد الصعوبة على الأساليب الأخرى في العمل معك.

ولهذا فإن من أفضل أساليب تحسين علاقاتك من خلال تطويع أسلوبك هو أن تقلل من بعض مبالغتك وتجاوزاتك وتستعيض عنها بسلوكيات أخرى، وحتى عندما تعمل بمفردك فمن المفيد أن تتأكد من أنك لا تبالغ في استخدام نقاط قوتك ومتى حدث منك هذا تتحول نقاط قوتك إلى نقاط ضعف وعوائق تقوض فعاليتك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.