الفيضانات هي جزء من مظاهر تغير المناخ العالمي المتطرف ومن اخطرها اذا تحدث بصورة فجائية سريعة ومدمرة والأمطار الغزيرة هي العامل الرئيسي في حدوث اغلب الفيضانات التي يشهدها العالم فضلاً عن ذوبان الثلوج السريع والعواصف الناجمة من الأعاصير المدارية او الساحلية وتسبب الفيضانات دمار واسع النطاق في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية وقد شهد العالم في السنوات الأخيرة فيضانات غير مسبوقة في عدة مناطق من الهند والصين والدول الاوربية وهذا مؤشر على تصاعد وتيرة التغيرات المناخية العالمية والتي يمكن ان تستمر لعقود فالجفاف وإزالة الغابات ضاعف من الفيضانات نتيجة عدم قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه وعدم وجود العوائق من الأعشاب والأشجار التي تخفف من سرعة جريان المياه، تحدث الفيضانات نتيجة عدم التوازن بين كمية التبخر والتساقط فعند زيادة الفائض المائي يحدث الفيضان الذي ينتشر في مناطق وأجزاء معينة من الأرض اذ يزداد في الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية من قارة اسيا مثلاً نظراً لغزارة الامطار الموسمية  والفيضانات من الظواهر الطبيعية التي تحدث نتيجة زيادة كمية التساقط أو ذوبان الثلوج عن الحد الذي لا تستطيع مجاري الأنهار عن استيعابه فالفيضان هو ظاهرة طبيعية شائعة تحدث عندما تغمر كمية كبيرة من المياه منطقة معينة من الأرض تحدث عادة عند تساقط الامطار لفترة طويلة أو عند ذوبان الثلوج فتتشبع التربة بالمياه وتكون غير قادرة على امتصاص كل المياه ، ونتيجة للتغيرات المناخية فقد زادت الفيضانات التي تختلف درجة خطورتها من منطقة إلى أخرى في العالم، فالفيضانات التي تحدث في جنوب وجنوب شرق اسيا هي فيضانات ناتجة عن الامطار الموسمية لا تتجاوز مدتها اليوم الواحد ، وعلى الرغم من خطورة الفيضانات والكوارث التي تسبها الا انها لها آثار إيجابية في رفع مخزون المياه الجوفية ومياه السدود وخاصة في المناطق الجافة فضلاً عن دوره في تنظيف مجاري الأنهار من الملوثات وكانت تعتبر نعمة عند بعض الحضارات فقد اعتمد المصريون على مياه فيضان نهر النيل في الزراعة، الا ان الفيضانات العارمة تعمل على جرف التربة فقد تجرف من 10- 5 سم البيولوجي.

من الترب الغنية بالمعادن والمغذيات التي تعد الجزء الحيوي للحفاظ على التنوع في عام 1970 تعرض خليج البنغال إلى إعصار بسبب فيضان شديد استمر لعدة أيام مات على أثره أكثر من 3000 شخص فقد غمرت الأمواج العالية والامطار الغزيرة مناطق زراعية واسعة سببت خسائر في الأرواح والثروة الحيوانية واتلاف الأراضي الزراعية.

والفيضانات النهرية هي من أكثر الفيضانات تكراراً في العالم وتزداد خطورتها عندما ترافقها امطار غزيرة مثل فيضان نهر المسيسيبي وانهار الصين اليانحي والهوائق هو الذي قتل اعداد كبيرة نظراً لمروره بمدن مكتظة بالسكان ويعد فيضان نهر المسيسيبي في عام 1927 من أضخم الفيضانات التي تعرضت لها الولايات المتحدة اذ سببت الامطار الغزيرة التي استمرت لعدة شهور الى فيضان النهر مدمراً السدود وأغرق حوالي 16 مليون فدان في سبع ولايات مكونناً بحراً ضحلاً من المياه بلغ عرضه 75 ميلاً عمد الى اجلاء الالاف من السكان وقتل 250 شخص أي ما يقارب 1% من سكان أمريكا في حينها ، ولم تكن الطبيعة هي السبب فقط في الفيضانات سابقاً إذا كان للحروب دور ففي عام 1983 دمرت القوات الصينية العديد من السدود على النهر الأصفر لهزيمة القوات اليابانية فسبب النهر كارثة بيئية اذ انحرف عن مساره وغمر مساحة شاسعة بلغت 21 ألف ميل مربع من مقاطعات وسط البلاد أدى إلى نزوح أكثر من 4 ملايين شخص وموت 800 ألف بين غريق ومريض وجائع.