المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7112 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مـبـررات الاعـتماد عـلى القـروض العـامـة
14-6-2022
أبو إسحاق الصابي
25-12-2015
المنحدر القاري
5-4-2016
آداب الصيام
22-6-2017
الحد من التلوث
2025-01-18
قصة موسى و هارون (عليهما السلام)
10-10-2014


الجبانة الملكية في (الكورو)  
  
44   03:13 مساءً   التاريخ: 2025-02-22
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج10 ص 409 ــ 420
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

في الواقع أن جبانة «الكورو» هي أقدم الجبانات الكوشية الملكية كما أنها أقلها حفظًا من جهة المباني التي تعلو قبورها وذلك لأن أحجارها قد نُهِبَتْ بصورة بشعة واتُّخِذَتْ مادة لإقامة المباني الحديثة للسكان المجاورين لهذه الجبانة لدرجة أنهم في كثير من الأحيان لم يتركوا بعض الأحجار لتدل على المباني العلوية للقبر، هذا إلى أنه لم تترك حجرة دفن واحدة سليمة، ومع ذلك فإن الأهمية التاريخية لهذه الجبانة عظيمة جدًّا وما بقي فيها من مواد أثرية كان عظيمًا. والواقع أن حفائر «الكورو» قد وضعت الأساس لفهم تطور مباني القبر الملكي النباتي، هذا بالإضافة إلى الأشياء المصنوعة التي وُضِعَتْ مع الْمُتَوَفَّى فإنها قد سهلت موضوع التاريخ في الجبانات الأخرى التي من العصر الكوشي.
وإن أهم ما يلفت النظر في جبانة «الكورو» أنها تقدم لنا العناصر الهامة التي نجد مثلها في جبانة «نوري»، وأعنى بذلك أن المقابر فيها كانت من الطراز الهرمي الذي له طريق ذات سلم، واتجاه المبني كان نحو الغرب (على الشاطئ الأيسر للنيل)، ثم فصل مقابر الملكات عن مقابر الملوك. وعلى الرغم من هذا التوافق فإنه توجد فروق عظيمة بين الجبانتين. فالجبانة التي في «نوري» كان قد أسسها الملك «تهرقا» ويقع قبره الهرمي الشكل في أجمل موقع فيها، إذ يقع على أعلى جزء من الهضبة التي فهيا الجبانة وهي على شكل حدوة في الجهة الشرقية. أما مقابر الملوك الذين خلفوه على عرش كوش فقد أقيمت على طول قمة الهضبة حتى نهاية الجزء الغربي منها حيث أقيم قبر الملك «نستاسن» من أواخر ملوك هذه الأسرة في أخفض وأردأ مكان بالنسبة للمقابر الأخرى.
أما الملكات فقد دُفِنَّ على كل من جانبي هرم «تهرقا» وخلفه. أما في «الكورو» فإننا نجد على أية حالة أن الرقعة الرئيسية التي أقيمت عليها مقابر الملوك الأربعة تقع على هضبة من الحجر الرملي بين واديين في حين أن المساحات التي تقع في الشمال والجنوب من هذين الواديين قد أقيم عليها مقابر الملكات. ويُلَاحَظُ أنه في «نوري» كان الموقع الرئيسي يحتله هرم الملك «تهرقا» مؤسس الجبانة، ولكن في «الكورو» نلحظ أن الموقع الرئيسي أو بعبارة أخرى موقع قبر المؤسس للجبانة كان يحتله قبر خاص على هيئة تل. وبعد ذلك نجد الخمسة عشر موقعًا التي تلي هذا القبر قد شغلت بسلسلة مقابر كان حجمها يزداد على التوالي كما كانت مبانيها تمتاز بجمالها وإتقانها على التوالي أيضًا. ثم يلي ذلك المقابر الملكية الأربع وقد أقيمت في أحقر أربعة مواضع في الجبانة، ولا غرابة في ذلك إذ كانت آخر مقابر في جبانة استعملت باستمرار منذ بضعة أجيال قبل موت «بيعنخي» ولذلك لم يبقَ منها غير مشغول إلا الأماكن الحقيرة.
وتقع رقعة الجبانة الرئيسية في «الكورو» بين واديين وتأخذ في الارتفاع شيئًا فشيئًا نحو الصحراء حتى يبلغ علوها حوالي ثمانين ومئتي متر. وفي النهاية الشرقية من هذه الجبانة جبل صغير أقيم في قمته قبر على هيئة تل مستدير مُؤَلَّفٌ من أحجار صغيرة خشنة وحجرة دفن مغطاة ببناء على شكل تل وهي عبارة عن بئر مستطيلة مساحتها ثلاثة أمتار وعشرون سنتيمترًا وعرضها متر وسبعون سنتيمترًا وعمقها متران وخمسون سنتيمترًا ويتجه هذا القبر من الشمال إلى الجنوب وله سُلَّمٌ على الجانب الغربي وحجرة الدفن في الجهة الشرقية في قعر البئر. وهذه الحجرة قد سُدَّتْ بإقامة جدار خشن البناء من اللبنات وقد رُمِزَ لهذه المقبرة «بالكورو» رقم واحد.
وبالقياس للمقبرة رقم 2 في «الكورو» نعلم أن الْمُتَوَفَّى كان مضطجعا على جانبه الأيمن بركبتيه المطويتين بعض الشيء ورأسه نحو الشمال ووجهه متجه نحو الغرب. وتوجد حول هذا القبر في منخفض من سفح الجبل ثلاثة مدافن متشابهة. وأسفل من ذلك من جهة الغرب أقيم قبر آخر على هيئة تل كذلك، غير أن منظره الخارجي أحسن من المقابر السابقة وهو الذي رمز له «بالكورو» رقم 19. وهذا القبر يشبه المقابر التي في المستوى الأعلى منه في كل أسسه، ولكنه يمتاز بأنه قد كُسِيَ بأحجار رملية محكمة البناء أقيمت حول التل المؤلَّف من أحجار صغيرة وقد زيد فيه بعض إضافات تخص بالذكر منها مزارًا أو مقصورة في الجهة الغربية وسورًا من الحجر الرملي على هيئة حدوة الحصان وهذه تعد ظاهرة جديدة في هذه المقابر. هذا وقد أقيم على صخرة خارجة من الهضبة في الجنوب من «الكورو» رقم 19 مقبرة أخرى مكسوَّة بالأحجار (وهي «الكورو» رقم 6) على غرار المقبرة رقم 19، (والمقبرة رقم 6 هي للملكة «أرتي» ابنة «بيعنخي» كما سنرى بعد).
هذا وقد أقيم أمام المقبرة رقم 19 صف من المصاطب عددها ثمان وتخترق الهضبة من الوادي الجنوبي إلى الوادي الشمالي وتحمل على حسب ترقيم الأستاذ «ريزنر» الأرقام التالية: 14، 13، 11، 10، 9، 23، 8، 7. ويوجد أمام المسافة التي بين المقبرتين 8، 7 مصطبة تاسعة وهي التي تحمل رقم «الكورو» 20 وهي صغيرة جدًّا، وبدهي أنها تابعة «للكورو» رقم 8. وأقدم هذه المصاطب هما «الكورو» رقمي 14 و13 وقد أُقِيمَتَا في الجنوب والشمال من مدخل السور الذي على شكل الحدوة الخاص «بالكورو» رقم 19. وذلك بطرية أدت إلى ترك مكان خالٍ للدخول من جهة الغرب. وكان الجدار الْمُسَوَّرُ للمقبرة رقم 13 قد أقيم مرتكزًا على الجدار الْمُسَوَّرِ للمقبرة رقم 19 على هيئة تل وعلى ذلك أصبح من الواضح أن كلًّا من المصطبتين 14، 13 أحدث عهدًا من المصطبة رقم 19 بل بُنِيَتَا عندما كانت القربان التي كانت تُقَدَّمُ لصاحب المقبرة رقم 19 لا تزال قائمة.
ولدينا برهان آخر عن الصلة الوثيقة التي بين هاتين المصطبتين والمقابر التلية الشكل التي أقدم منها وهو أن المقبرة رقم 14 يظهر أنها قد وُضِعَ تصميمها على أن تكون مقبرة تلية ثم حُوِّلَتْ فيما بعد إلى مصطبة ويمكن رؤية التل المؤلف من أحجار صغيرة في داخل مبنى المصطبة. وإذا استثنينا هذا نجد أن كل المصاطب حتى «الكورو» رقم 9 كانت من طراز واحد وأن حُفَرَ الدفن كانت بالضبط مثل حفر دفن المقابر التَّلِّيَّةِ وبنفس اتجاهها. أما المبنى الذي كان مقامًا فوق حجرة الدفن فهو عبارة عن قطعة مربعة جوانبها عمودية ويبلغ ارتفاعها حوالي متر وعشرين سنتيمترًا أو أكثر، غير أن شكل قمة المبنى لم يمكن التأكد من هيئته. ويوجد في الجهة الغربية مقصورة أو مزار مبني، وحول الكل سور مستطيل قمته مستديرة. هذا ونجد من حيث الوضع أن المصطبتين التاليتين للمقبرة التاسعة وهما 23، 20 على الرغم من أنهما مثل المصاطب القديمة في كل صفاتها إلا أن لكل منهما حفرة دفن بسيطة تتجه من الشمال إلى الجنوب. والمصاطب الأخيرة كانت بداهة هي 8 و7 و20 بهذا الترتيب. ويلاحظ أن المصطبتين الكبيرتين 8، 7 مشابهتان في تصميمهما لمصاطب الدولة القديمة المصرية ولهما حفرة دفن مفتوحة مثل المقبرتين رقم 23، 21 غير أنهما تختلفان في نقطتين: أُولاهما: كانت المصطبة مبنية من أحجار صغيرة والمقصورة والجدار المسور شُيِّدَا من جديد بأحجار ضخمة حسب الطراز الذي بني به قبر الملك «شبتاكا» وثانيتهما: كانت حجرة الدفن تتجه من الشرق إلى الغرب وهو الاتجاه الذي نجده في مقابر ملوك كوش من هذا العهد وما بعده.
والمقابر التي تأتي بعد هذه من حيث الطراز ومن حيث الزمن مقابر الملكات التي من عهد الفرعون «بيعنخي» وقد أُرِّخَتْ بنقوش وآثار مادية وُجِدَتْ فيها. ويُلْحَظُ أنها ليست في نفس الرقعة الرئيسية التي أُقِيمَتْ فيها المقابر التي تحدثنا عنها، بل وجدنا واحدة منها في الرقعة الشمالية وهي المقبرة رقم 22 كما وجدنا خمسًا في الرقعة الجنوبية (من رقم 51 إلى 55) ويلفت النظر أن البناء العلوي الذي فوق هذه المقابر الست قد هُدم تمامًا، غير أن أماكن الدفن كانت أماكن الدفن في المقبرتين 8، 7 وقد ذكرنا هذه المقابر هنا لأن حفر الدفن كانت مسقفة بقبوة خارجة وعلى ذلك يمكن أن نستنبط أن حفر الدفن المفتوحة (وهي 23، 22، 8، 7) كانت مسقفة بنفس الطريقة.
هذا ونجد في الرقعة الرئيسية أن المقبرة التي تلي المصاطب هي مقبرة الملك «بيعنخي» وتقع على مسافة حوالي عشرة أمتار، أمام صف المصاطب في الجزء الأسفل الذي بين المقبرتين العاشرة والحادية عشرة وهي من نفس طراز المقابر التي لها حفرة وسقفها مُقَبَّبٌ خارج؛ غير أنه قد ظهر فيها نقطة جديدة حَتَّمَتْهَا الزيادة الكبيرة التي أضيفت في حجم المقبرة وعمقها، فقد بلغت مساحة حجرة الدفن 5٫50 متر × 3٫5 أمتار × 5,5 أمتار عمقًا في حين أن أكبر الحفر السابقة وهي «الكورو» رقم 8 قد بلغت مساحتها 3٫50 × 2٫5 × 3 من الأمتار عمقًا، هذا وكانت الخارجة مؤلفة من أحجار أكبر حجمًا رُصَّتْ رصًّا متقنًا. أما في حالة حجرات الدفن في المقابر القديمة فكان لا بد أن الخارجة أُقِيمَتْ بعد الدفن؛ وذلك لأن حجرة الدفن لم يكن لها مدخل. ويلفت النظر في مقبرة «بيعنخي» أن عمق حجرة الدفن وحجم الأحجار التي بُنِيَتْ بها الخارجة قد جعلت المومية والقربان في خطر، ولكن لتقليل هذا الخطر عُمِلَ سلم خشن صغير قطع في الصخر من جهة الغرب يؤدي إلى النهاية الغربية من حفرة الدفن بوساطة باب مقطوع في الصخر. ومن ثَمَّ نفهم أنه لأسباب عملية محضة قد حُوِّلَتْ حجرة الدفن البسيطة إلى حجرة دفن لها سلم.
وكان قبر «بيعنخي» هو الأول من سلسلة طويلة من المقابر الملكية ذات السلالم التي أُقِيمَتْ في بلاد كوش.
ومما يُؤْسَفُ له أنه لا يمكننا الجزم مما تبقى إذا كان البناء العلوي الذي أقيم على حجرة الدفن قد اتخذ شكل مصطبة أو هرم مثل المقابر الملكية التي بُنِيَتْ بعد هذا القبر، وعلى أية حال فإن البناء العلوي المربع كان فوق السقف ذي الخارجة مباشرة في حين أن المزار الملاصق له في الجهة الغربية لا بد أن يكون قد بُنِيَ بعد الدفن على الردم الذي ملأ السلم وبذلك كان أساس المزار ضعيفًا جدًّا ولا بد أنه قد هبط بعد أول مطر غزير فسبب تداعيًا جزئيًّا في الجدران.
أما مقبرة الملك «شبكا» (KU. 15) فكانت مُقَامَةً على مسافة عشرين مترًا جنوب مقبرة «بيعنخي» وأمام المصطبة رقم 14 التي لم يُعْثَرْ على اسم صاحبها وهي في الواقع أقل المصاطب أهمية في هذا الصف ويحتمل أنها أقدمها.
وتدل مباني مقبرة الملك «شبكا» على تقدم محس عن مباني مقبرة «بيعنخي» ولكن تصميمها الأساسي واحد فنجد أن حجرة الدفن في مقبرة «شبكا» لم تظل بعد حفرة في صورة حجرة بل أصبحت حجرة منحوتة في الصخر الصلب ولها سقف مقطوع كذلك في الصخر مُقَبَّبٌ على غرار سقف «بيعنخي». هذا إلى أن السُّلَّمَ صار أجمل صنعًا بدرجة كبيرة وأكثر عمقًا وينزل حتى باب حجرة الدفن؛ وكذلك نجد أن نقطة الضعف في تأسيس المزار على الردم قد تُلُوفِيَتْ بطريقة كان لها أثر في تطور القبر الملكي في كوش في المستقبل؛ فلم يُتْرَكِ السلم مكشوفًا في كل امتداده حتى باب حجرة الدفن، بل نجد أن الدرجات الست الأخيرة كانت مقطوعة فيما يشبه النفق بحفرها في الصخر ولم يكن له عارضنا باب عند المدخل وقد أقيم على هذا النفق المزار وبذلك أصبح يرتكز على صخرة. أما البناء المربع الذي كان يقام على حجرة الدفن فقد اتخذ شكلًا هرميًّا يغطيها كلها.
أما المكان الذي يقع في شمالي مقبرة «بيعنخي» وهو الذي يقابل في موقعه هرم «شبكا» فكان موضعه مباشرة أمام المصطبة التي تُعَدُّ أحدث وأهم مصاطب الصف. ولا نعلم إذا كان الملك «شبتاكا» صاحب هذا القبر قد انتخب مكانه خلف المقبرة رقم 8 (ويحتمل أنه قبر الملك «كشتا») احترامًا لهذه المصاطب أو بسبب رداءة نوع الحجر في هذا المكان، ويدل إعادة بناء المقبرة رقم 8 على يد بنائي مقبرة «شبتاكا» على أنها كانت ذات أهمية عظيمة في نفس هذا الملك. ويدل بناء قبر «شبتاكا» على تقدُّم جديد في فن العمارة إذ نجد السلم ينتهي عند بداية الممر الذي حُوِّلَ إلى دهليز له سقف أفقي وسطح منبسط. وعند القمة ينزل السلم من الجنوب بمقدار تسع درجات قبل أن يتحول إلى الشرق بزاوية مستقية، وقد عمل ذلك لتلافي التعدي على الجانب الشرقي من سور المقبرة رقم 8، هذا ويلفت النظر بصورة بارزة أن حجرة الدفن كان سقفها مقببًا وخارجًا عن سقف حجرة دفن «بيعنخي» ولكنها كانت أكبر مساحة إذ تبلغ مساحتها 8 أمتار في أكثر من خمسة أمتار وما يقرب من ستة أمتار في العمق. ويظهر أن سبب هذا التغير كشف تشقق في أم الصخر مما جعل قطع سقفه مهددًا بالخطر.
ويأتي بعد ذلك في الترتيب التاريخي هرم «نوري الأول» وهو قبر «تهرقا» خلف «شبتاكا». و«تهرقا» هذا هو أحد أبناء «بيعنخي» كما سنرى بعد من أميرة تدعى«آبار» والظاهر أنها كانت ابنة الملك «كشتا»، ولا نعلم السبب الذي دعا «تهرقا» هذا إلى إقامة مقبرته في «نوري»، ومن الجائز أن السبب يرجع إلى خليط من الغرور الإنساني والأحقاد الأسرية، وقد يكون في ذلك مثله كمثل «زد فرع» أحد ملوك الأسرة الرابعة عندما بَنَى هرمه في «أبو رواش» بدلًا من من منطقة أهرام الجيزة، ولكن من الواضح من جهة أخرى أنه لم تكن في «الكورو» مساحة كافية في جبانة الملوك لإقامة هرمه الضخم نسبيًّا، إذ يبلغ ارتفاعه حوالي اثنين وخمسين مترًا مربعًا، وهذا الهرم الذي يدل على زهو صاحبه يحوي عددًا من الحجرات والدهاليز التي أحكم نظامها تحت الأرض مما جعل منظره لأول وهلة يختلف عن المقابر الملكية التي سبقته، ولكن عند فحصه بدقة ظهر أن تصميمه الأصلي لا يختلف كثيرًا عن مقبرة «شبتاكا» سلفه. فنجد هنا السلم أمام حجرة الدفن المربعة التي قُسِّمَتْ ثلاثة ممرات بعمد مقطوعة في الصخر، ولكن الدهليز الأفقي الذي على هيئة نفق قد حُوِّلَ إلى حجرة استقبال صغيرة لها عارضتا باب معشقتان، يضاف إلى ذلك أن مقبرتي الملكتين اللتين في «نوري» وهما اللتان لا بد قد أقيمتا في عهد «نهرقا» ويحملان رقمي 35، 36 تُدْعَى أولاهما «آبار» والثانية «أتخباسكن» وتحتوى كل منهما على حجرتين بسيطتين، والميزة الخاصة لهذا القبر الذي يحوي حجرتين وسلمًا هو وجود ثلاث أو أربع درجات تؤدي من حجرة الاستقبال إلى حجرة الدفن.
وقد خلف «تهرقا» في الحكم الملك «تانوتآمون» بن الملك «شبتاكا» وقد عاد هذا العاهل إلى «الكورو» حيث أقام قبره هناك. ففي جبانتها المزدحمة انتخب موقعًا يرتكز على الجانب الجنوبي لهرم جده «شبكا» وقد أفلح في بناء هرم صغير له حشره بين هرم جده «شبكا» وبين الوادي الجنوبي. والواقع أنه كانت توجد مساحة تتسع لمثل هذا الهرم الصغير بين مقبرة «بيعنخي» وهرم «شبكا» ولكن الظاهر أنه لم يكن من المستحب لديه إقامة مباني المصاطب القديمة الهامة أي أمام المقبرتين رقمي 11، 13 واسما صاحبيهما مجهولان.
ويلاحظ أن مقبرة «تهرقا» تعد صورة مطابقة للتصميم الأصلي الذي نشاهد أنه قد نُفِّذَ في أقدم مقبرتين لملكتين في «نوري» وتتألف كل منهما من سلم وحجرة استقبال صغيرة وثلاث درجات وحجرة دفن كبيرة مستطيلة الشكل. ونجد قبل عهد «تانوتآمون» مقبرتين من هذا الطراز أقيمتا للملكتين «خنسا» و«تابيري» كما يبرهن على ذلك التماثيل المجيبة التي وُجِدَتْ لهما في الساحة الشمالية في «الكورو». والملكة الأولى وهي «خنسا» بنت «كشتا» وزوج «بيعنخي» وأخته والثانية وهي «تابيري» زوج «بيعنخي» وأخته أيضًا. وقد أصبح هذا الطراز من الهرم الذي يحتوي على حجرتين وسلم من هذا العهد هو الطراز التقليدي لأهرام الملكات. وقد اسْتُعْمِلَ هذا الطراز فيما بعد بوصفه أقل نوع لدفن الملوك الذين كانوا يُدْفَنُونَ لأي سبب دفنًا متواضعًا.
وقد أقام «اتلانرسا» خلف «تانوتآمون» في «نوري» (نوري 20) مقبرة من هذا الطراز الذي يشمل حجرتين ولكن يلحظ أن حجرة الاستقبال وحجرة الدفن كانتا على مستوى واحد. والتغير الوحيد الذي نلحظه في مقبرته كان بلا شك سببه الفقر، ولكنه قد قلد في مقابر الملكات بعد موته.
وتولى الملك بعد «اتلانرسا» الملك «سنكامنسكن» (نوري 3) وكان ملكًا ثريًّا قويًّا ومن عظماء الملوك الذين أقاموا مباني كبيرة في معابد جبل «برقل». وكان حبه للترف ظاهرًا في كل نواحي قبره، وإذا استثنينا الملك «بيعنخي» فإنه يعد الملك الوحيد الذي وجدنا في قبره تماثيل مجيبة من الحجر عملها لنفسه وهو كذلك الملك الوحيد بلا استثناء الذي استعمل الصِّلَّ الملكي في تماثيله المجيبة. وهرمه يعد أكبر هرم أقيم بين أهرام الملوك الذين سبقوه عدا هرم «تهرقا» الذي يبلغ حجمه حوالي ثمانية وعشرين مترًا مربعًا وقد قلده كل عظماء الملوك ممن خلفوه إلى أن قلل الملك «أمانياستبارقا» الحجم التقليدي للهرم وجعله حوالي ستة وعشرين مترًا وستين سنتيمترًا ولم يكن من المدهش إذن أنه أدخل أول توسيع في التصميم القديم الذي كان يحتوي على حجرتين تحت الأرض. فقد خالف «تهرقا» الذي كبر ووسع حجرة الدفن باستعمال العمد، وقد أضاف «سنكامنسكن» حجرة ثالثة بين حجرة الاستقبال وحجرة الدفن، وهذه الحجرة كانت واسعة أكثر من اللازم بالنسبة لطولها وتقع على طول محور القبر.
وقد كانت هي وحجرة الدفن نفسها تظهران في تصميمها مشابهتين لمزار القربان الذي كان يعمل في المقابر المصرية المنحوتة في الصخر. وقد استعملت الجدران لينقش عليها المتون الجنازية التي تُسَمَّى الاعترافات بعدم ارتكاب ذنوب وهي جزء من كتاب الموتى، وتشمل الفصل الخامس والعشرين منه. ويلاحظ أنه ليكون مبنى الهرم فوق حجرة الدفن تمامًا قد أقيم الهرم إلى الشرق قليلًا وبذلك تركت مسافة بين وجهة المزار والنهاية الشرقية للسلم. وهذا الطراز من الهرم الذي كان يتألف من ثلاث حجرات وسُلَّمٍ قد اتخذه الملوك خلفوا «سنكا منسكن» نموذجًا لإقامة مقابرهم وبذلك أصبح تقليدًا للملوك الذين حكموا مدة طويلة.
وقد ظل هذا الطراز من الهرم مستعملًا مع بعض تغييرات طفيفة حتى القرن الأول قبل الميلاد وهو الطراز الذي وجدناه فيما بعد في بلدة «مروي».
ومن ثَمَّ يمكن تتبع التطورات الطبعية للهرم الذي يتألف من ثلاث حجرات وسُلَّمٍ وذلك من أول المقبرة التَّلِّيَّةِ الشكل القديمة في «الكورو» وهي التي تطورت إلى مقبرة تلية الشكل مكسوَّة بالحجر ثم إلى المصطبة القديمة المعروفة في عهد الدولة القديمة. وبعد ذلك تطورات الأخيرة إلى مقبرة بها حفرة للدفن ثم تحولت هذه المصطبة إلى مقبرة ذات حفرة وسلم وهي التي ابتدعها «بيعنخي» ثم تطورت الأخيرة إلى هرم أقامه «شبكا» له حجرة واحدة وسلم، وقد حذا حذوه «شبتاكا» ثم إلى هرم له حجرتان وسلم ابتدعه «تهرقا» وقفا أثره كل من «تانوتآمون» و«اتلانرسا» وأخيرًا قبر «سبنكا منسكن» وهو القبر الهرمي الأول الذي أصبح طرازه تقليدًا متبعًا. هذا ونجد أن التغير في اتجاه القبر من شمال — جنوب إلى شرق — غرب الذي حدث في المصاطب التي لها آبار للدفن كان سببه على ما يُظَنُّ تأثيرًا مصريًّا. أما التغيرات الأخرى فيرجع أصلها إلى حب الزهو المتزايد الذي سببته القوة المتزايدة وقد اتخذت لاعتبارات تكاد تكون كلها عملية وإذا تدبرنا العرض الذي لخصناه من أعمال الحفر التي قامت في المناطق الأثرية في السودان وبخاصة في «الكورو» و«نوري» وجبل «برقل» هذا بالإضافة إلى الآثار التي كشفت عنها أعمال الحفر سواء أكانت منقوشة أم غير منقوشة اتضح أن «الكورو» كانت جبانة أسرية أسسها الرجل الذي دُفِنَ في المقبرة رقم 1 «بالكورو» وهي التي على قمة الجبل10 وأن الملوك «بيعنخي» و«شبكا» و«شبتاكا» و«تانوتآمون» كانوا آخر ملوك من هذه الأسرة دُفِنُوا في هذه الجبانة، ومن ثَمَّ يحق لنا أن نسمي القبور الستة عشر التي عُثِرَ عليها في هذه الجهة مقابر أجداد «بيعنخي». ولكن مما يؤسف له جد الأسف أنه لم يُعْثَرْ على جثة ملك واحد من هؤلاء الملوك في أثناء أعمال الحفر التي عملت في مقابرهم، هذا إذا استثنينا أجزاء من جمجمة الملك «شبتاكا» وسنتحدث عنها فيما بعد، ومع ذلك فإنه من الممكن أن نحدد على وجه التأكيد اسم أحد الأجداد وأصل سلالة الأسرة وما كانت عليه ملوكها من قوة، والحالة التي تقلبت فيها مصائرهم.
ويجب أن نشير هنا أولا إلى أنه لم توجد أية مدافن معاصرة للمقابر التلية الشكل أو المصاطب بين مقابر الملكات في المساحة الشمالية أو الجنوبية أو في داخل محور طوله خمسة أميال. والظاهر أن هذا الفصل بين مقابر الإناث ومقابر الذكور يرجع إلى عهد الملك «بيعنخي». وقد عُثِرَ على عظام آدمية يُحْتَمَلُ أنها لأنثى في إحدى المصاطب، ولكن يحتمل مع ذلك أنها من مقبرة أخرى ويحتمل أنها المقبرة رقم عشرة. ويجب أن نستنبط أن مقابر الأجداد كانت تشمل نساء ورجالًا على السواء. وعلى ذلك نجد أن الست عشرة مقبرة تمثل أقل من ستة عشر جيلًا، ومن الممكن أن نقسم مجموعة هذه المقابر على أسس أثرية ستة أجيال، والجيل الأخير منها تمثله المصاطب رقم 8 و7 و20، هذا ويلحظ أن المقبرة رقم 8 هي أهم المجموعة وأقدمها (ويحتمل أنها للملك «كشتا» كما ذكرنا من قبل). وعلى هذا الزعم يكون سلف «بيعنخي» من ملوك كوش هو الملك «كشتا» والد «بيعنخي» وعلى ذلك فمن الجائز أن المقبرة رقم 8 هي للملك «كشتا» والمقبرة رقم 7 هي لزوجته الأولى «بباتما» والدة الملكة «بكاستر» ومن المحتمل أنها والدة «بيعنخي» نفسه وأخيه «شبكا».
وإذا فرضنا ستة أجيال للأجداد (والجيل يقدر بثلاثين عامًا) فإن مجموع عمرهم يكون حوالي ثمانين ومئة سنة، وإذا فرضنا خمسة أجيال فقط وهو أقل تقدير فإن المدة تكون خمسين ومئة سنة. وإذا أخذنا عام 740ق.م. بداية لحكم «بيعنخي» فإن هذين يقدمان لنا تاريخًا بين 920 و890 ق.م. لشاب الرجل الذي دفن في مقبرة «الكورو» رقم واحد. وهذا التاريخ يقع في دائرة حكم «شيشنق الأول» و«أوسركون الأول» و«تاكيلوت الأول» وهؤلاء هم باكورة ملوك اللوبيين في مصر وهذا وهو التاريخ الذي وضعه «ريزنر» لجبانة «الكورو». ولكن من جهة أخرى نجد «دوس دنهام» يبتدع تأريخًا آخر، يختلف بعض الشيء عن التأريخ الذي اقترحه «ريزنر» حيث يقول إن العصر الرئيسي الذي اسْتُعْمِلَتْ فيه جبانة «الكورو» يشمل اثني عشر جيلًا تمثل السبعة الأخيرة منها مقابر أعضاء الأسرة المالكة من أول الملك «كشتا» حتى الملك «اتلانرسا». والظاهر أنه قبل عصر الجيل الذي عاش فيه «كشتا» قد عاش خمسة أجيال من أجداده لهم مقابر. وإذا فرضنا أن كل جيل يقدر بعشرين سنة فإنه من الممكن وضع أقدم هذه المقابر الخاصة بأجداد «كشتا» (أي المقبرة رقم واحد) حوالي عام 860 ق.م.
وقد نسب إلى هذه الأجيال الخمسة (على أساس التطورات التي حدثت في الدفن ومباني القبر) ثلاث عشرة مقبرة. ولم نعثر في أثناء الحفر على أي اسم من أسماء أصحاب هذه المقابر الخاصة بهؤلاء الأجداد.
ولكن عندما نبتدئ في تأريخ ملوك «نباتا» تصبح الأحوال أحسن إذ يمكن معرفة أسماء أصحاب المقابر بما وجد فيها من نقوش، وهاك قائمة مرتبة ترتيبًا تاريخيًّا وتشمل الاثني عشر جيلًا للأجداد والعصر الملكي النباتي في «الكورو» مع التأريخ المقدر لكل جيل، وكذلك الأسماء وصلة النسب عندما توجد:
الجيل التأريخ رقم المقبرة صلة النسب
(1) حوالي 860–840ق.م. المقبرة رقم 1، 4، 5 التلية الشكل لم توجد أسماء أصحابها
(2) 840–820ق.م. المقبرة رقم 6، 19
(3) 820–800ق.م. المقبرة رقم 13، 14 لم تعرف أسماء أصحابها
(4) 800–780ق.م. المقبرة رقم 2، 9، 10، 11
(5) 780–760ق.م. المقبرة رقم 21، 23
(6) 760–751ق.م. المقبرة رقم 8 ويحتمل أنها للملك «كشتا»
(7) 751–716ق.م. المقبرة رقم 17 صاحبها الملك «بيعنخي» ابن الملك «كشتا».
المقبرة رقم 7 يحتمل أنها للملكة «بباتما» زوج الملك «كشتا» وأخته.
المقبرة رقم 20 لم يعرف اسم صاحبها.
المقبرة رقم 22 لم يعرف اسم صاحبها.
المقبرة رقم 53 صاحبتها الملكة «تابيري» زوج «بيعنخي» وبنت «ألارا».
المقبرة رقم 54 يحتمل أنها للملكة «بكساتر» زوج «بيعنخي» وبنت «كشتا».
المقبرة رقم 55 يحتمل أنها لملكة.
المقبرة رقم 221–224 لخيل «بيعنخي»
(8) 716–701 ق.م المقبرة رقم 15 صاحبها الملك «شبكا» بن «كشتا» وأخو «بيعنخي»
المقبرة رقم 62 لملكة.
المقبرة رقم 71 يحتمل أنها لملكة
المقبرة رقم 201–208 خيل «شبكا»
(9) 701–690 ق.م المقبرة رقم 18 صاحبها الملك «شبتاكا» بن «بيعنخي»
المقبرة رقم 72 يحتمل أنها لملكة
المقبرة رقم 209–216 خيل «شبتاكا».
(10) 690–664 ق.م المقبرة رقم 1 الملك «تهرقا» دفن في «نوري» وهو ابن «بيعنخي».
المقبرة رقم 3 «بالكورو» للملكة «تابارا» أي ابنة الملك «بيعنخي» وزوجة «تهرقا».
المقبرة رقم 4 للملكة «خنسا» ابنة الملك «كشتا» وزوج الملك «بيعنخى».
(11) 664–653 ق.م المقبرة رقم 16 «بالكورو» للملك «تانوتآمون» ابن «شبتاكا».
المقبرة رقم 5 للملكة «قالهاتا» زوج «شبتاكا» وأم «تانوتآمون».
المقبرة رقم 6 يحتمل أنها للملكة «أرتي» ويحتمل أنها موحدة باسم «بيعنخي أرني» ابنة بيعنخي وزوج «شبتاكا» وإذا كان هذا التوحيد صحيحًا فإنها تكون قد تزوجت من «تانوتآمون» بمثابة زوجة ثانية.
المقبرة رقم 217–220 خيل الملك «تانوتآمون»
(12) 653–643ق.م. المقبرة رقم 20 الملك «اتلانرسا» دفن في «نوري» وهو ابن «تهرقا».
(24) المقبرة رقم واحد «بالكورو» وهي لملك لم يعرف وهو من عصر «نباتا» المتأخر.
المقبرة رقم 2 «بالكورو» وهي لملكة لم يحقق اسمها بعد وتعاصر المقبرة رقم واحد بالكورو.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).