أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-20
971
التاريخ: 2024-04-19
1017
التاريخ: 2024-11-25
443
التاريخ: 2024-05-29
864
|
لقد وَجَّهَ «أمنحتب الرابع» كل اهتمامه للمسائل الدينية السياسية الخاصة بمصر، فلم يقم بأية حملة حربية في المستعمرات المصرية الأسيوية حيث كانت الأحوال تدعو لذلك، ولا في الجنوب أيضًا. وفي عهده لم تضعف سلطة الحكومة المركزية في المستعمرات النوبية بأية حال من الأحوال، ولم تخرج أية بقعة من بقاع وادي النيل عن دائرة سلطان البلاط كما يدل على ذلك صراحة ما حدث من محو اسم الإله «آمون» وصور الآلهة في كل أنحاء بلاد الوادي حتى جبل «برقل»، وكذلك فإن اسم نائب الملك في عهد «أمنحتب الرابع» وهو «تحتمس» كان موجودًا حتى الحدود الجنوبية، يُضَافُ إلى ذلك النشاط الذي أظهره هذا الفرعون في البناء والتعمير في الجنوب فإنه يُعَدُّ بمثابة تطور في العلاقات السلمية أكثر من ذي قبل. ففي «سسبي» التي أقام جدار مدينتها يوجد معبد صغير للإله «آتون»، وكذلك نشاهد مناظر في المعبد الكبير وفي معبد «صلب» باسمه وقد وُجِدَ في «سدنجا» جعران باسم هذا الملك، وتدل ظواهر الأحوال على أن بلدة «كاوا» القديمة قد أُسِّسَتْ على ما يظهر في عهد «أمنحتب الثالث»، وقد سُمِّيَتْ أولًا «جم آتون» على ما يُظَنُّ في عهد «أمنحتب الثالث» لا في عهد «أخناتون» ثم سُمِّيَتْ في العهد الكوشي كما سنرى بعد باسم «جم با آتن». كل هذا يبرهن بوضوح على أن بلاد النوبة كان يسودها السلام والنظام. وفي الوقت الذي نجد فيه في المستعمرات الأسيوية أن العلاقات السياسية كانت في حالة فوضى تامة فإننا لا نجد في بلاد النوبة أي متن يحدثنا عن حملة حربية ضخمة لقمع أية ثورة هناك، ولدينا له لوحة سيئة الحفظ من هذا العهد عُثِرَ عليها في «بهين» تقول صراحة: «لم توجد أية ثورة في هذا العهد» وكذلك تشمل قطعة أخرى من نفس اللوحة على ما يظهر قائمة جزية أو تعداد غنائم حروب، والنقش مهشم درجة أنه لا يمكن للإنسان أن يستخلص منه شيئًا. وهاك الكلمات التي يمكن قراءتها: «… مذبوح … اكاتيا (اقته) النوبيين أحياء 90 (؟ + ؟) … زوجة 12 (؟) فيكون المجموع 155 (أو 245) الذين كانوا تحت إمرته … 225 مهرًا (؟) (أو بقرة حلوب) 331. وابن الملك صاحب كوش المشرف على الأراضي الأجنبية …«. فالكلمة الأولى «مذبوح» يمكن أن تشير إلى موقعة حربية أيضًا ما دامت لا تشير إلى جزء من لقب الفرعون. و«اكتيا» تقع في الصحراء شرقي «كوبان» ومن المحتمل أنها ذكرت بمناسبة حملة تأديبية على بدو الصحراء في هذه الجهة، وإنه لمن المهم أن نجد اسم «اكتيا» الذي لا يُذْكَرُ كثيرًا في النقوش قد كُرِّرَ في نقش من نقوش «أمدا» مرة أخرى.
هذا ولا يمكن أن نَعُدَّ صور توريد الجزية من الجنوب بأية حال حملات حربية مُظَفَّرَةً، وهذا ما يجب أن نتبعه في حالة الواردات الآتية من الشمال أيضًا، أما إن الفرعون «أخناتون» لم يقم بأية حملة في آسيا فيدل على ذلك خطابات «تل العمارنة» التي كان يرسلها الأمراء المخلصون يرجون فيها الفرعون أن يرسل جيشًا مصريًّا إلى سوريا وفلسطين لمساعدتهم؛ إذ لم نجد فيها ما يدل قط على إرسال أي جيش لشنِّ حرب.
|
|
العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
|
|
|
|
|
عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة
|
|
|
|
|
استقطاب المرضى الأجانب.. رؤية وخطط مستقبلية للعتبة الحسينية في مجال الصحة داخل العراق
|
|
|