تشرب المياه في التربة

إن حركة المياه في التربة تمر في مرحلتين: مرحلة تشرب المياه، ومرحلة تسرب المياه ضمن التربة. ففي مرحلة التشرب وهي التي تهمنا تدخل المياه إلى فراغات التربة الحرة تحت تأثير الثقالة والخاصة الشعرية. تمثل عملية تشرب المياه في التربة عملية فيزيائية معقدة تتميز بحركة الماء غير المستقرة في التربة وتأثير قوى الثقالة والخاصة الشعرية وتشرب التربة عملية أساسية تؤثر في ترطيب التربة وحركة الماء على سطحها، ولاسيما في طرق الري السطحي، وهي كحركة أولية للرشح تتبع حالة سطح التربة وتركيبها الحبي وكمية المواد العضوية والرطوبة الأولية فيها. تنخفض سرعة التشرب في الأتربة الثقيلة كالغضارية، وتزداد في الأتربة الخفيفة كالرملية. كما يمكن أن تزداد هذه السرعة بعد الحراثة العميقة للتربة، وتزداد أيضاً بزيادة السماكة المائية فوق سطح التربة. ويُعدُّ التشرب من خطوط الري أعقد من الشرائح وأحواض الغمر ؛ وذلك لأن طبقات التربة ذات نفاذية متباينة، إذ أن سرعات التشرب من السطوح الجانبية للخطوط تزيد على سرعة التشرب من القاع، وتصل هذه الزيادة في الأتربة الرملية والرملية الغضارية إلى (1.6-1.2) مرة، أما في التربة الغضارية الرملية فتصل إلى (2.5- 1.75) مرة. وقد يُفسر هذا بتأثير القوى الشعرية وإمكانية الخروج الحر للهواء من تربة السفوح الجانبية للخط. وحتى الآن فإن تشرب التربة تحت ظروف مختلفة لم يدرس كفاية.

شكل يبين سرعة التشرب

وللحصول على العوامل اللازمة لتحديد عناصر تقنية الري في ظروف أقرب ما يمكن للواقع يجب إجراء التجارب عندما تكون رطوبة التربة (65%) تقريباً من السعة الحقلية الحدية. وسرعة تشرب المياه في التربة غير ثابتة وتتناقص مع الزمن على نحو تصير ثابتة بعد تشبع التربة بالمياه، وتبين التجارب أن سرعات التشرب تختلف حسب طريقة الري، كما هو واضح في الشكل السابق. وكما هو واضح أن سرعة التشرب تتناقص مع الزمن في كل طرق الري.

ومن العلاقات التي تُعبر عن علاقة سرعة التشرب بالزمن في الترب غير المشبعة علاقة كوستياكوف التي تأخذ الشكل: