ان ميدان علم الجغرافيا هو سطح الأرض وهو في نفس الوقت ميدان ليس قاصرا على الجغرافيا وحدها بل تشترك معها فيه عدة علوم أخرى تتفق فيما بينها على المناهج والوسائل ولكن تختلف من حيث الأهداف والغايات أشار بذلك كل من ريتر وكانت وفى القرن التاسع عشر كانوا يهتمون بالجغرافيا كعلم كوكب الأرض رغم أن دراساتهم كانت قاصرة على القشرة الأرضية فقط، ويرجع الفضل الى ريشتوفن (1883) في تحديد ميدان علم الجغرافيا تحديدا دقيقا بأنه الجزء الخارجي من القشرة الأرضية والذي أطلق عليه اسم Earth Surface.

إن القشرة الأرضية وإن كانت هي ميدان الجغرافيا الا أنه على الجغرافي أن يعرف شيئا عما بأسفل هذه القشرة لما يكون له من تأثير على تكوين ظواهر مورفولوجية معينة على السطح الخارجي للأرض مثل آثار الزلازل والبراكين والالتواءات والانكسارات ولكن دون ان يخوض في خضم التفاصيل العلمية الدقيقة لما تحت القشرة الخارجية.

أما قشرة الأرض وما عليها من أغلفة غازية ومائية وحيوية فهى الميدان الحقيقي والمجال الخصب للجغرافي عليه أن يدرس ظواهر السطح وعناصر المناخ وأشكال النبات والحيوان والانسان في إطار من التوزيع والربط والتحليل.

ودراسة المجموعات النجمية المختلفة والتي من بينها الشمس وتوابعها من كواكب وأقمار لا تعتبر ضمن موضوعات الجغرافيا وخارجة عن ميدانه إنما هي ميدان علم الفلك ولكن على الجغرافي أن يعرف عنها الكثير وخاصة فيما يرتبط بتأثيرها على سطح الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية التي تنتشر على هذا السطح.