أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2015
5922
التاريخ: 2-06-2015
7515
التاريخ: 3-06-2015
5253
التاريخ: 27-11-2015
5590
|
بالرغم من أن الحكومة الإسلامية على عهد الرسول صلى الله عليه وآله كانت بسيطة جدّاً ، إلّا أنّه في نفس الوقت كانت مسألة تقسيم المسؤوليات في النظام التنفيذي لهذه الحكومة ، واضحة جدّاً ومدروسة بشكل دقيق.
ومن ذلك أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كان يختار للمعارك- التي لا يشارك فيها بشخصه- قائداً أو عدداً من القادة ، وحتى أنّه صلى الله عليه وآله أحياناً كان يعيّن خليفة للقائد الأول لتلافي الحوادث المحتملة الوقوع للقائد الأول ، وعلى سبيل المثال في معركة مؤته كان القائد الأصلي للجيش جعفر بن أبي طالب ثم أضاف قائلًا : لو حصل أمرٌ لجعفر فبعده «زيد بن حارثة» على الجيش ، ولو حصل له أمرٌ أيضاً «فعبد اللَّه بن رواحة» على الجيش ، ولو حصل له أمرٌ ما أيضاً ، على المسلمين أن يختاروا شخصاً من بينهم عن طريق الشورى لقيادة الجيش (1).
وجاء في التواريخ أيضاً أنّه كان للرسول صلى الله عليه وآله كتّاباً للوحي وللأمور الاخرى ، إذ يمكن أن نذكر من بينهم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكذلك «زيد بن ثابت» ، و«علاء بن الخصري» و«أبي بن كعب» (2).
واختار صلى الله عليه وآله بعض الأفراد لجمع أموال الزكاة والامناء على بيت المال ، إذ يمكن أن نذكر من بينهم «مهاجر بن أبي اميّة» المكلّف بجمع أموال بيت المال في صنعاء ، و«زياد بن لبيد» في «حضرموت» و«عدي بن حاتم» في قبيلة «طي» و«مالك بن نويره» في «بني حنظلة» ، و«زبرقان بن بدر» في قبيلة «بني سعد» و«العلاء بن الحضرمي» في «البحرين» (3).
وعين الرسول صلى الله عليه وآله أيضاً بعض الخبراء لتحسين محصول بساتين النخيل لغرض دفع الزكاة ، ومنهم «عبداللَّه بن رواحة».
كما أنّه صلى الله عليه وآله كان يعين الأمراء للمناطق المختلفة ، ويمكن أن نذكر من بينهم عليّاً عليه السلام ، و«معاذ بن جبل» على اليمن ، و«عتاب بن اسيد» على «مكة» و«عثمان بن أبي العاص» على منطقة «بني ثقيف».
لقد كان للرسول صلى الله عليه وآله ، العديد من الرسل الذين أرسلهم للملوك ورؤساء البلدان المجاورة ، ومنهم «عبداللَّه بن حذاقة» الذي بعثه إلى «كسرى» ملك الساسانيين ، و«دحية الكلبى» إلى «قيصر» ملك الروم ، و«حاطب بن أبى بلتعة» إلى «المقوقس» ملك مصر ، و«عمرو بن اميّة» إلى «النجاشى» ملك الحبشة (4).
وبهذا الشكل نشاهد أنّه في تلك الحكومة الخالية من أي نوع من أنواع التشريفات ، نجد نظاماً تنفيذياً منسجماً بشكل كامل ويتألف من اقسام مختلفة ، وقد اختار صلى الله عليه وآله لكل قسم منها مسؤولًا أو عدّة مسؤولين ، يحكمون فيها.
وهذا كله يوضّح لنا بشكل جلي ، أن مسألة تقسيم المسؤوليات والإدارات في الأقسام المختلفة للنظام التنفيذي للحكومة الإسلامية ، يعد أمراً مسلّماً به ولا يمكن اجتنابه.
______________________
(1) سيد المرسلين ، ج 2 ، ص 44 ، ونقل بعض المؤرخين الأمراء الثلاثة بشكل آخر ، ولا يوجد بينهم وبين مرادنا اختلاف.
(2) الكامل لابن الأثير ، ج 2 ، ص 313.
(3) سيرة ابن هشام ، ج 4 ، ص 246.
(4) بيت النبوّة (خاندان وحي) ، ص 26 بالفارسية.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|