لا تجب الزكاة في الخيل‌ بإجماع أكثر العلماء ، وبه قال ـ في الصحابة ـ  علي عليه السلام وعمر وابنه ، وفي التابعين : عمر بن عبد العزيز وعطاء والنخعي والشعبي والحسن البصري، وفي الفقهاء : مالك والشافعي والأوزاعي والليث بن سعد واحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو يوسف ومحمد (1).

لما رواه علي عليه السلام : « أنّ  النبي صلى الله عليه وآله قال : عفوت لكم عن صدقة الخيل والرقيق » (2).

و قال عليه السلام : ( ليس في الجبهة ولا في النخّة ولا في الكسعة صدقة ) (3) والجبهة : الخيل ، والنخة : الرقيق ، والكسعة : الحمير (4).

وقال ابن قتيبة : هي العوامل من الإبل والبقر والحمير.

ومن طريق الخاصة قول  الباقر عليه السلام : « وليس في الحيوان غير هذه الثلاثة الأصناف شي‌ء » (5) وعنى الإبل والبقر والغنم.

وللأصل ، ولأنّ كلّ جنس لا تجب الزكاة في ذكورة إذا انفردت لا تجب في إناثه ، ولكونه كالحمر.

وقال أبو حنيفة : إن كانت ذكورا وإناثا وجب فيها ، وإن كانت إناثا منفردة فروايتان ، وكذا إن كانت ذكورا منفردة ، لما رواه  الصادق عليه السلام عن الباقر‌ عليه السلام عن جابر أنّ  النبي صلى الله عليه وآله قال : ( في الخيل السائمة في كلّ فرس دينار ) (6).

ولأنّه يطلب نماؤه من جهة السوم فأشبه النعم (7).

والحديث محمول على الاستحباب ، والنعم يضحّى بجنسها ، وتجب (8) فيها من عينها ، بخلاف الخيل.

__________________

 (1) المغني 2 : 486 ـ 487 ، المجموع 5 : 339 ، بداية المجتهد 1 : 252 ، بدائع الصنائع 2 : 34 ، حلية العلماء 3 : 13.

(2) سنن البيهقي 4 : 118 ، وشرح معاني الآثار 2 : 28 ، ومسند أحمد 1 : 121 و 145.

(3) سنن البيهقي 4 : 118 ، وغريب الحديث ـ للهروي ـ 1 : 7.

(4) قاله أبو عبيدة كما في غريب الحديث ـ للهروي ـ 1 : 7.

(5) التهذيب 4 : 2 ـ 2 ، الاستبصار 2 : 2 ـ 2.

(6) سنن البيهقي 4 : 119.

(7) المغني 2 : 486 ـ 487 ، بدائع الصنائع 2 : 34 ، حلية العلماء 3 : 13 ـ 14 ، فتح الباري 3 : 255.

(8) أي : تجب الزكاة.