المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6333 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



درجات التوكل  
  
58   10:47 مساءً   التاريخ: 2024-12-24
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج2/ ص176-178
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / الاخلاص والتوكل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-06 611
التاريخ: 2024-12-04 204
التاريخ: 18-7-2016 2033
التاريخ: 2024-03-16 1038

رأينا ممّا تقدّم من البحوث السابقة السبب الّذي يدفع بعض الناس لأن يعيشوا التوكل في مرتبته الشديدة والبعض الآخر في مرتبة أدنى ، حيث تبين لنا أنّ التوكل هو وليد الإيمان ، وكلّما اشتد إيمان الفرد بالله تعالى وصفاته واسمائه الحسنى فإنّ ذلك من شأنه أن يزيد من نسبة توكله بهذا المقدار ، فالتوكل الّذي كان يعيشه إبراهيم كان وليد إيمانه الراسخ ، وكذلك التوكل العجيب لأمير المؤمنين (عليه‌ السلام) الّذي تجلّى في (ليلة المبيت) (الليلة الّتي نام فيها أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) في فراش النبي (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله) وهاجر فيها النبي إلى المدينة). كذلك وليد إيمانه القوي والراسخ ، وهذه الحالات من التوكل نجدها لدى المؤمنين في مراتب متوسطة أو أقل من ذلك بنسبة إيمانهم بالله تعالى.

وقد سأل شخص الإمام علي بن موسى الرضا (عليه‌ السلام) عن مفهوم هذه الآية : «وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»

فقال له الإمام (عليه‌ السلام) : «لِلتّوَكُّلِ دَرَجَاتٌ» ثمّ أضاف : «مِنْهَا انْ تَثِقَ بِهِ فِي امْرِكَ كُلِّهِ فِي مَا فَعَلَ بِكَ فَمَا فَعَلَ بِكَ كُنْتَ رَاضِياً وَتَعْلَمَ انَّهُ لَمْ يَأْلُكَ خَيْراً وَنَظَراً ، وَتَعْلَمَ انَّ الْحُكْمَ فِي ذَلِكَ لَهُ ، فَتَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ بِتَفْويِضِ ذَلِكَ الِيْهِ» ([1]).

وقد ذكر بعض علماء الأخلاق للتوكل ثلاث مراتب :

الاولى : أن يعيش الإنسان الاعتماد والاطمئنان والثقة بالله تعالى كما يطمئن الإنسان ويثق بوكيله عند ما يجده لائقاً ومخلصاً فيفوض اموره إليه (دون أن يفقد اصالته واستقلاله بهذا الاعتماد والثقة) وهذه هي أضعف مراتب التوكل.

الثانية : أن يكون حاله في اعتماده على الله وثقته بنفسه كحال الطفل بالنسبة لُامّه ، فالطفل في بداية الأمر لا يرى شيئاً سوى امّه ولا يعتمد على غيرها إطلاقاً ، فما أن يراها حتّى يتعلق بها ، وعند ما يجد نفسه لوحده فإنه بمجرد أن يصيبه شيء أو حادثة فإنه يطلب امّه فوراً ويبكي أيضاً في طلبها.

ولا شكّ أنّ هذه المرتبة من التوكل أعلى من السابقة ، لأن الإنسان في هذه الحالة يجد نفسه غارقاً في تجليات الحقّ ولا يرى أحداً غيره ولا يطلب من أيّ أحد حلّ مشكلاته إلّا من الله تعالى.

المرتبة الثالثة : وهي بدورها أعلى من المرتبة الثانية في سُلّم الكمال المعنوي ، وهي أن يجد الإنسان نفسه عديم الإرادة والاختيار ، فكلّما أراد منه الله شيئاً ورضي به كان رضاه بذلك الشيء وتعلّقت إرادته بذلك الشيء أيضاً ، وكلّما عَلِم أنّ الله لا يريد ذلك الشيء فإنه لا يُريده أيضاً.

بعض العلماء يرى أن توكل إبراهيم (عليه‌ السلام) كان يحكي عن هذه المرتبة الثالثة ، عند ما وضعوه في المنجنيق وأرادوا قذفه في النار المهيبة ، ولكنه مع ذلك لم يطلب شيئاً من الملائكة على مستوى انقاذه من الهلكة ، وعند ما قالت له الملائكة : هل لك حاجة؟ قال : لي حاجة ولكن ليست إليكم ، وعند ما قيل له : اطلب حاجتك من الله لينقذك من هذه النار المحرقة ، فقال : «حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي» ([2]).

وهذه الدرجة العالية من التوكل يندر وجودها بين الناس ، وهي من خواص مقام الصديقين الّذين يعيشون الذوبان والعشق للذات المقدسة والغرق في صفات جماله وجلاله.


[1] بحار الأنوار ، ج 75 ، ص 336.

[2] اقتباس من معراج السعادة ، ص 786.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.