المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

توهين = توهن attenuation
4-12-2017
الحيوية Vitality
15-9-2020
أثر شبكة الانترنت في جريمة القذف
8-8-2017
المفتي السيد محمد قلي بن محمد حسين بن حامد حسين
4-2-2018
قانون أوم
17-7-2016
الكليفورنيوم californium
4-3-2018


[أكبر الدلائل على أمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)]  
  
3632   08:33 صباحاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص65-67
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

ما رواه الطبري في تاريخه وتفسيره والبغوي والثعلبي في تفسيره والنسائي في الخصائص وصاحب السيرة الحلبية ورواه من ثقات أصحابنا ومحدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي والشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه جميعا بأسانيدهم المتصلة وقد مرت رواياتهم بأسانيدهم المتصلة ؛ قال الطبري في تاريخه : حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعاني رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أن قال فاصنع لنا صاعا من طعام وأجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن والعس القدح الكبير ثم أجمع لي بني عبد المطلب ففعلت ما أمرني ثم دعوتهم وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما وضعت الطعام تناول جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا باسم الله فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وأيم الله إن كان الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم وشربوا من ذلك العس حتى رووا جميعا وأيم الله إن كان الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا ولم يكلمهم ؛ ثم فعل مثل ذلك في اليوم الثاني فأكلوا وشربوا فقال يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال أن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع اه ؛ كبر عليهم أن يسمعوا ويطيعوا لشاب حدث السن عمره بين العشرة والخمس عشرة سنة رمص العين حمش الساق عظيم البطن وكل ذلك يوجب عدم الروعة في عين الرائي وقالوا في أنفسهم كيف يؤمر غلام صغير السن ليس في مرآه روعة على مشيخة قومه وكهولهم وفيهم أعمامه وأبوه شيخ الأبطح ان هذا لعجيب يوجب الضحك فضحكوا منه ولم يعلموا أن هذا الغلام الحدث السن الرمص العين العظيم البطن الحمش الساق سيكون له شأن عظيم فيكون باب مدينة علم المصطفى وحامل لواء الاسلام ومشيد أركانه ورافع بنيانه ومنسي شجاعة الشجعان وجامع أعلى صفات الفضل وحاوي أرفع وأعظم مزايا النبل ومشيد مجد لبني عبد المطلب وعامة العرب لا تهدمه الأيام مهما تطاولت ومخلد ذكر لهم لا تمحوه الأعوام مهما تعاقبت أنه هو خليفة الرسول في أمته وأنه لا يصل إلى مرتبته أحد منهم ولا من غيرهم وكان النبي (صلى الله عليه واله) قال لهم في نفسه وبلسان حاله مهلا يا بني عبد المطلب ستعلمون عن قريب أنني لم أخطئ في تقديمه عليكم وستصدق أفعاله أقوالي فيه ، ولا شك أن جملة من شبانهم وكهولهم الذين هم أعلى منه سنا وأروع منظرا في رأي العين أخذهم الحسد عند ذلك الذي يأخذ أمثالهم في مجرى العادة في مثل هذا المقام كما أخذ قابيل ابن أبيهم آدم وأخذ أخوة يوسف (عليه السلام) فكان ذلك سببا في زيادة ضحكهم وتعجبهم وغطى ما رأوه من المعجزة ولا شك أن أبا لهب كان أشدهم ضحكا ونفورا حتى أوهمهم أن هذه المعجزة نوع من السحر الشديد ، أما أبو طالب فكان مسرورا أشد السرور بما رأى من كرامة ولده وعلو شانه الذي انضم إلى ما كان يراه فيه من مخايل النجابة والنبل ومن أعلم بالولد من الوالد وكان عالما بصدق النبي (صلى الله عليه واله) فيما أدعاه وزاده يقينا ما رآه من المعجز لكنه لم يستطع مجابهة قومه باظهار ما في نفسه وإن كان شاركهم في الضحك ولا نخاله فما ضحكه إلا ضحك سرور لا ضحك استهزاء وإن كان فما هو إلا استهزاء بهم ، أما أخوه حمزة فلا نعتقد إلا أنه كان مثله في أكثر ذلك وقد سره ما رأى من ابني أخويه محمد وعلي لكنه سكت متربصا سنوح الفرصة ليظهر اسلامه ؛ ويمكن أن يكون العباس أيضا كذلك .

وروى هذا الحديث الطبري في تفسيره أيضا بمثل ما رواه في تاريخه سندا ومتنا إلا أنه أبدل في النسخة المطبوعة قوله : على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؛ وقوله : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم بغيره فوضع مكان الأول على أن يكون أخي وكذا وكذا ومكان الثاني أن هذا أخي وكذا وكذا ولا شك أن هذا التبديل من الطابعين جريا على الشنشنة الأخزمية ولكن وجوده في التاريخ وما بقي منه في التفسير من قوله فاسمعوا له وأطيعوا كاف في الارشاد إلى ما حذف منه .

وقد رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي من علمائنا في كتاب مجالسه قال حدثنا جماعة عن أبي المفضل حدثنا أبو جعفر الطبري سنة 308 حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار قال أبو المفضل : وحدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي واللفظ له حدثنا محمد بن الصباح الجرحاوي حدثنا سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعا عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية وذكر مثل رواية الطبري المتقدمة بعينها مع تفاوت يسير في بعض الألفاظ لا يخل بالمعنى .


ورواه البغوي كما في رواية الطبري بعينها حكاه عنه ابن تيمية كما

ستعرف .

وقال الثعلبي في تفسيره ، اخبرني الحسين بن محمد بن الحسين حدثنا موسى بن محمد حدثنا الحسن بن علي بن شعيب العمري حدثنا عبد الله بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريا بن ميسرة عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] جمع رسول الله (صلى الله عليه واله) بني عبد المطلب وهم أربعون رجلا فامر عليا برجل شاة فادمها ثم قال أدنوا بسم الله فدنوا عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال اشربوا بسم الله فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال هذا ما سحركم به الرجل فسكت ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم فقال يا بني عبد المطلب اني انا النذير إليكم من الله عز وجل والبشير فاسلموا وأطيعوني تهتدوا ثم قال من يواخيني ويوازرني ويكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي ديني فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول علي انا فقال في المرة الثالثة أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك .

وهو يدل على أنهم فهموا الخلافة بعده ولذلك قالوا هذا لأبي طالب مع أن اتحاده مع رواية الطبري في الخصوصيات يدل على اشتماله على ما فيها .

وقال النسائي في الخصائص أخبرنا الفضل بن سهل حدثني ابن عفان بن مسلم حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد ان رجلا قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك قال جمع رسول الله (صلى الله عليه واله) بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من الطعام فأكلوا حتى شبعوا ثم دعا بعس فشربوا حتى رووا فقال يا بني عبد المطلب اني بعثت إليكم خاصة والى الناس عامة فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتى إذا كان في الثالثة ضرب بيده على يدي فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي اه .

واتحاد الخصوصيات في هذا الحديث مع خصوصيات حديث الطبري من جمع بني عبد المطلب وصنع الطعام لهم والمجئ بالشراب يدل على أن متنه هو متن حديث الطبري بعينه وانه اشتمل على جميع ما اشتمل عليه حديث الطبري وانه قد تناولته يد التحريف لأمر يعلمه الله فلذلك وقع اضطراب في متنه فان هذا التعليل في الميراث لا يصح ان أريد به ميراث المال اما عندنا فلان الميراث للبنت بالفرض والرد وليس لابن العم شئ ، وأما عند غيرنا فلأن الأنبياء لا تورث . وان أريد ميراث العلم نافاه السياق الدال على أن المذكور فيه هو المذكور في حديث الطبري .

وقد اورد هذا الحديث صاحب السيرة الحلبية بنحو ما مر عن الطبري إلى أن قال ، من يجيبني إلى هذا الامر ويوازرني على القيام به قال علي انا يا رسول الله ؛ قال وزاد بعضهم في الرواية يكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم فقام علي وقال انا يا رسول الله قال اجلس ثم أعاد القول على القوم ثانيا فلم يجبه أحد منهم فقام علي وقال انا يا رسول الله فقال اجلس فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي ، ثم حكى عن ابن تيمية أنه قال في الزيادة المذكور انها كذب وحديث موضوع من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك ، قال وقد رواه مع زيادته المذكورة ابن جرير والبغوي باسناد فيه أبو مريم الكوفي وهو مجمع على تركه وقال احمد انه ليس بثقة ، عامة أحاديثه بواطيل وقال ابن المديني كان يضع الحديث اه وأقول من عنده أدنى معرفة يعلم أن قدح ابن تيمية فيه لم يستند إلى حجة بل إلى التحامل على علي والنصب فقد سمعت بسنده في رواية الطبري في تاريخه وتفسيره وفي رواية الثعلبي في تفسيره ، وليس فيه أبو مريم الكوفي على فرض صحة ما قيل فيه وقد عرفت ان الشيخ الطوسي رواه بسندين آخرين غير سند الطبري وان أبا مريم في أحدهما دون الآخر على أن رواية البغوي له ان لم تكن حجة فهي مؤيدة ولا يكون ضعفها قادحا في الرواية الصحيحة ، وكل من له أدنى معرفة في الحديث يعلم ذلك .

وقد رواه أيضا من مشاهير علمائنا وثقات محدثيهم الشيخ محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالصدوق قال ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، حدثنا عبد العزيز حدثنا المغيرة بن محمد حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله عن الأعمش عن منهال بن عمرو عن عبد الله بن

الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال ، لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعا رسول الله (صلى الله عليه واله) بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فقال أيكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فعرض ذلك عليهم رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى أتى علي فقال انا يا رسول الله فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لأبي طالب قد امرك ان تسمع وتطيع لهذا الغلام ومرت رواية الشيخ المفيد له في ارشاده عند ذكر فضائله ومناقبه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.