أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-18
359
التاريخ: 2024-05-02
594
التاريخ: 2024-08-18
345
التاريخ: 3-1-2023
1207
|
تعليق للمقري
ويعني بالحضرة مدينة فاس المحروسة لأنها إذ ذاك كرسي الخلافة ، ومكناسة مقر الوزارة ، وأهل المغرب يعبرون عن المدينة التي فيها كرسي الخلافة بالحضرة . قلت : دخلت مكناسة هذه مراراً عديدة ، وقد أبلى الدهر محاسنها التي كانت في زمان لسان الدين ابن الخطيب جديدة ، واستولى عليها الخراب ، وتكدر منها بالفتن الشراب ، وعاث في ظاهرها الأعراب ، وفي باطنها سماسرة الفتنة العائقة عن كثير من الآراب ، حتى صار أهلها حزبين ، ليس كثير من أهلها ثياب البعد عنها والبين ، والله تعالى يجبر حالها ، ويعقب بالخصب إمحالها ، ويرحم الله تعالى ابن جابر إذ قال : .
مكناسة لا تنكرن السجن من فالحسن لم يبرح بها معروفا ولئن محت أيدي الزمان رسومها فلربما أبقت هناك حروفا
213
على أن ضواحيها كانت في زمان لسان الدين مأوى للمحاربين واللصوص ، ومثوى للأعراب الذين أعضل داؤهم بأقطار المغرب على العموم والخصوص ، ولذلك يقول لسان الدين رحمه الله تعالى :
مكناسة حشرت بها زمر العدا فمدی بريد فيه ألف مريد من واصل للجوع لا لرياضة أو لابس للصوف غير مريد فإذا سلكت طريقتها متصوفاً فانو السلوك بها على التجريد
وما أشار إليه رحمه الله تعالى فيما سبق من ذكر الزاوية القدمى والجديدة أشار به إلى زاويتين بناهما السلطان أبو الحسن المريني الكثير الآثار بالمغرب الأقصى الأوسط والأندلس ، وكان بنى الزاوية القدمي في زمان أبيه السلطان أبي سعيد والجديدة حين تولى الخلافة ، وله في هذه المدينة غير الزاويتين المذكورتين عدة آثار كثيرة جميلة من القناطر والسقايات وغيرها ، ومن أجل مآثره بها المدرسة الجديدة ، وكان قدم للنظر على بنائها قاضيه على المدينة المذكورة ، ولما أخبر السلطان بتمام بنائها جاء إليها من فاس ليراها ، فقعد على كرسي من كراسي الوضوء حول صهريجها ، وجيء بالرسوم المتضمنة للتنفيذات اللازمة فيها ، فغرقها في الصهريج قبل أن يطالع ما فيها ، ، وأنشد
:
لا بأس بالغالي إذا قيل حسن ليس لما قرَّتْ : ليس لما قرت به العين تمن
وهذا السلطان أبو الحسن أشهر ملوك بني مرين ، وأبعدهم صيتاً ، وكان قد ملك رحمه الله تعالى المغرب بأسره وبعض الأندلس ، وامتد ملكه إلى طرابلس الغرب، حصلت له الهزيمة الشنعاء قرب القيروان حين قاتل أعراب إفريقية ، فغدره بنو عبد الواد الذين أخذ من يدهم ملك تلمسان ، وانتهزوا الفرصة فيه ، وهربوا إلى الأعراب عند المصافة ، فاختل مصافة ، وهزم أقبح هزيمة ، ورجع إلى تونس ، وركب البحر في أساطيله ، وكانت نحو الستمائة من السفن ، فقضى الله تعالى أن غرقت جميعاً ، ونجا على لوح ، وهلك من كان معه من أعلام المغرب ،
214
وهم نحو أربعمائة عالم منهم السطي شارح الحوفي وابن الصباغ الذي أملى
في مجلس درسه بمكناسة على حديث يا أبا عمير ما فعل النغير أربعمائة فائدة
قال الأستاذ أبو عبد الله ابن غازي رحمه الله تعالى حدثني بعض أعيان
الأصحاب أنه بلغه أن الفقيه ابن الصباغ المذكور سمع بمنصورة تلمسان المحروسة ينشد كالمعاتب لنفسه :
ياقلب كيف وقعت في أشراكهم ولقد عهدتك تحذر الأشراكا
أرضى بذل في هوى وصبابة هذا لعمر الله قد أشقاكا
ومات رحمه الله تعالى غريقا في أسطول السطان أبي الحسن المريني على ساحل تدلس هو والفقيه السطي والأستاذ الزواوي وغير واحد في نكبة السلطان أبي الحسن المعروفة ومن نظم ابن الصباغ المذكور في العلاقات المعبرة في المجاز وفي المرجحات له قوله رحمه الله تعالى :
ياسئلا حصر العلاقات التي وضع المجاز بها يسوغ ويجمل
خذها مرتبة وكل مقابل حكم المقابل فيه حقا يحمل
عن ذكر ملزوم يعوض لازم وكذا بعلته يعاض معلل
وعن المعمم يستعاض مخصص وكذلك عن جزء ينوب المكمل
وعن المضاف إليه ناب مضيفه والضد عن أضداده مستمعل
215
والشبه في صفة تبين وصورة ومن المقيد مطلق قد يبدل
والشيء يسمى باسم ما قد كانه وكذلك يسمى بالبديل المبدل
وضع المجاور في مكانه جاره وبهذه حكم التعاكس يكمل
واجعل مكان الشيء آلته وجىء بمنكر قصد العموم فيحصل
ومعرف عن مطلق وبه انتهت ولجلها حكم التداخل يشمل
وبكثرة وبلاغة ولزومه لحقيقة رجحانه يتحصل
انتهى كلام شيخ شيوخ شيوخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن غازي رحمه الله تعالى . وقد حكى ابن غازي المذكور عن شيخه القوري عن شيخه ابن جابر أن ابن الصباغ المذكور اعترض على القاضي ابن عبد السلام التونسي ، قال : لما لقي ابن الصباغ بتونس اعترض عليه ابن الصباغ أربع عشرة مسألة لم ينفصل عن واحدة منها ، بل أقر بالخطإ فيها ، إذ ليس ينبغي اتصاف بالكمال ، إلا لربي الكبير
المتعال ؛ انتهى
وذكر الشيخ أبو عبد الله الأبي رحمه الله تعالى في «شرح مسلم » عند تكلمه على أحاديث العين ما معناه أن رجلاً كان بتلك الديار معروفاً بإصابة العين فسأل منه بعض الموتورين للسلطان أبي الحسن أن يصيب أساطيله بالعين، وكانت
كثيرة نحو الستمائة، فنظر إليها الرجل العائن ، فكان غرقها بقدرة الله الذي يفعل ما يشاء ، ونجا السلطان برأسه ، وجرت عليه محن ، واستولى ولده السلطان أبو عنان فارس على ملكه ، وكان خلفه بتلمسان ، ولم يزل في اضطراب حتى ذهب إلى سجل ماسة ، ومنها خلص إلى جبل هنتاتة قرب مراكش ، فذهب إلى حربه ابنه السلطان أبو عنان فارس بجيوشه ، وأناخ على الجبل بكلكله ، ولم تخفر أهل هنتاتة جواره لديهم ، ولا كبيراهم عامر بن محمد وأخوه ، وصبروا على الحصار وخراب الديار ، وحرق الأماكن ، حتى مات هناك رحمه الله تعالى ونقل بعد إلى شالة سلا مدفن أسلافه ، ومن أراد الوقوف على أخباره فعليه بكتاب الخطيب
ابن مرزوق الذي ألفه فيه وسماه المسند الصحيح الحسن من أحاديث السلطان أبي الحسن
216
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|