أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
1031
التاريخ: 10-12-2015
1100
التاريخ: 10-12-2015
1357
التاريخ: 4-1-2016
1238
|
الرسول اعظم نعمة الهية لنا
قال تعالى : {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 151] .
أقول : الآية أعلاه ابتدأت بكلمة « كما » إشارة إلى أن تغيير القبلة ليس هو النعمة الوحيدة التي أنعمها اللّه عليكم ، بل منّ عليكم بنعم كثيرة { كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ }.
وكلمة « منكم » قد تعني أن الرسول بشر مثلكم ، والإنسان وحده هو القادر على أن يكون مربّي البشر وقدوتهم وأن يتحسس آمالهم وآلامهم ، وتلك نعمة كبرى أن يكون الرسول بشرا « منكم وقد يكون المعنى أنه من بني قومكم ووطنكم ، فالعرب الجاهليون قوم متعصبون عنصريون ، وما كان بالإمكان أن يخضعوا لنبي من غير قومهم ، كما قال سبحانه في الآيتين : ( 198 و 199 ) من سورة الشعراء : {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 198، 199] .
كان هذا طبعا للمرحلة الأولى من الدعوة ، وفي المراحل التالية ألغيت مسائل العنصر والوطن ( الجغرافي ) ، وربّى الإسلام أبناءه على أساس مبادئ « العالميّة » و « الإنسانية ».
بعد ذكر هذه النعمة يشير القرآن إلى أربع نعم عادت على المسلمين ببركة هذا النبي :
1 – {يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا }، ويتلو من التلاوة ، أي من إتيان الشيء متواليا ، والإتيان بالعبارات متوالية ( وبنظام صحيح ) هي التلاوة .
النبي إذن يقرأ عليكم آيات اللّه متتالية ، لتنفذ إلى قلوبكم ، ولإعداد أنفسكم إلى التعليم والتربية .
2 – {وَيُزَكِّيكُمْ }.
و « التزكية » هو الزيادة والإنماء ، أي أن النبي بفضل آيات اللّه يزيدكم كمالا ماديا ومعنويا ، وينمّي أرواحكم ، ويربّي في أنفسكم الطهر والفضيلة ، ويزيل ألوان الرذائل التي كانت تغمر مجتمعكم في الجاهلية .
3 – {وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ }.
التعليم طبعا مقدم بشكل طبيعي على التربية ، ولكن القرآن يقدم التربية في مواضع تأكيدا على أنها هي الهدف النهائي .
الفرق بين « الكتاب » و « الحكمة » قد يكون بلحاظ أن الكتاب إشارة إلى آيات القرآن والوحي الإلهي النازل على النبي بشكل إعجازي ، والحكمة حديث النبي وتعاليمه المسماة بالسنة . وقد يكون الكتاب إشارة إلى أصل التعاليم الإسلامية والحكمة إشارة إلى أسرارها وعللها ونتائجها . ومن المفسرين من احتمل أن « الحكمة » إشارة إلى الحالة والملكة الحاصلة من تعاليم الكتاب . وبامتلاكها يستطيع الفرد أن يضع الأمور في نصابها « 1 ».
صاحب « المنار » يرفض أن يكون معنى الحكمة « السنة » ، ويستدل على رفضه بالآية الكريمة ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ [ الإسراء : 39 ] .
لكننا نعتقد أن الحكمة لها معنى واسع يشمل الكتاب والسنّة معا ، أما استعمالها القرآني مقابل « الكتاب » ( كما في هذه الآية ) فيشير إلى أنها « السنة » لا غير .
4 – { وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } وهذا الموضوع طرحته الفقرات السابقة من الآية ، حيث دار الحديث عن تعليم الكتاب والحكمة . لكن القرآن عاد فأكد ذلك في فقرة مستقلة تنبيها على أن الأنبياء هم الذين بيّنوا لكم المعارف والعلوم ، ولولاهم لخفي كثير من ذلك عليكم . فهم لم يكونوا قادة أخلاقيين واجتماعيين فحسب ، بل كانوا هداة طريق العلم والمعرفة ، وبدون هدايتهم لم يكتب النضج للعلوم الإنسانية .
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } « 2 ».
_______________
( 1 ) في ظلال القرآن : ج 1 ، ص 1 .
( 2 ) تفسير العياشي : 1 : 67 / 119 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|