قصة ذات عبرة
المؤلف:
الخطيب الشيخ حسين انصاريان
المصدر:
الاُسرة ونظامها في الإسلام
الجزء والصفحة:
ص 255 ــ 156
2025-11-13
26
عاش جدي وجدتي لأمي معاً ما يقرب من سبعين عاماً في منتهى الصفاء والوئام والصدق والايمان والاخلاص، وكانا يواظبان بشوق على اداء الواجبات والمستحبات، فلم يغفلا حتى أيامهما الأخيرة عن صلاة الليل وتلاوة القرآن وزيارة الأئمة واقامة المجالس الدينية واستضافة الناس وحل مشكلاتهم وزيارة الأقارب وحضور صلاة الجماعة، كما ان جدي وجدتي لابي عاشا كذلك وأكثر منه لما يربو على الخمسين عاماً.
وفي مطلع شهر محرم وأيام عزاء سيد المظلومين وبالذات قبيل صلاة الظهر توفيت جدتي لأمي فيما كان جدي لأمي يتمتع بالسلامة والصحة.
وبعد دفتها أراد الأقارب الاعلان عن مجلس الفاتحة غير أن جدي لأمي قال: لا تتكلفوا كتابة الاعلان واقامة المجلس، تمهلوا فإنني مغادركم غداً بعد صلاة العشاء فأقيموا مجلس الفاتحة لنا نحن الاثنين!!
ساور القلق الجميع، الا أنه كان يواسيهم، فلم يكن هنالك من يعقل ذلك، وفي مساء اليوم التالي وبعد فراغه من الصلاة توجه لله بالدعاء قائلاً: ألهي لقد وعدت بإغاثة المحتاج، وأنا الآن محتاج اليك حيث أسافر إلى القيامة فاعني، ثم نطق بكلمات طيبة وفارق الدنيا وهو على سجادة الصلاة، وقد دفنا في قبر واحد.
وذات ليلة رايته في عالم الرؤيا فقلت له: اين انت الآن؟ فأجابني: بقيت وزوجتي في المكان الذي دفنا فيه لمدة ثلاثة ايام ثم نقلنا عند سيد الشهداء (عليه السلام) ونحن الآن نعيش حياة هانئة في اجواء البرزخ الملكوتية!
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة