وصايا لقمان الحكيم في السفر
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص177ــ178
2025-11-11
56
روي عن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): قَالَ لُقْمَانُ لَابْنِهِ: إِذَا سَافَرْتَ مَعَ قَوْمٍ فَأَكْثِرِ اسْتِشَارَتَهُمْ فِي أَمْرِكَ وَأُمُورِهِمْ وَأَكْثَرِ التَّبَسمَ فِي وُجُوهِهِمْ وَكُنْ كَرِيماً عَلَى زَادِكَ بَيْنَهُمْ وَإِذَا دَعَوْكَ فَأَجِبْهُمْ وَإِذَا اسْتَعَانُوا بِكَ فَأَعِنْهُمْ وَاسْتَعْمِلْ طُولَ الصَّمْتِ وَكَثْرَةَ الصَّلَاةِ وَسَخَاءَ النَّفْسِ بِمَا مَعَكَ مِنْ دَابَّةٍ أَوْ مَاءٍ أَوْ زَادٍ وَإِذَا اسْتَشْهَدُوكَ عَلَى الحَقِّ فَاشْهَدْهُمْ وَاجْهَدْ رَأيَكَ هُمْ إِذَا اسْتَشَارُوكَ ثُمَّ لَا تَعْزِمْ حَتَّى تَتَثَبِّتَ وَتَنْظُرَ وَلا تُجِبْ فِي مَشُورَةٍ حَتَّى تَقُومَ فِيهَا وَتَقْعُدَ وَتَنَامَ وَتَأْكُلَ وَتُصَلِّي وَأَنْتَ مُسْتَعْمِلْ فِكْرَتَكَ وَحِكْمَتَكَ فِي مَشُورَتِكَ، فَإِنَّ مَنْ لَمْ يُمْحِضِ النَّصِيحَةَ مَنِ اسْتَشَارَهُ سَلَبَهُ اللهُ رَأْيَهُ وَنَزَعَ عَنْهُ الْأَمَانَةَ وَإِذَا رَأَيْتَ أَصْحَابَكَ يَمْشُونَ فَامْشِ مَعَهُمْ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ يَعْمَلُونَ فَاعْمَلْ مَعَهُمْ وَإِذَا تَصَدَّقُوا وَأَعْطَوْا قَرْضاً فَأَعْطِ مَعَهُمْ وَاسْمَعْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْكَ سِنَا وَإِذَا أَمَرُوكَ بِأَمْرٍ أَوْ سَأَلُوكَ شَيْئًا فَقُلْ نَعَمْ وَلا تَقُلْ لا فَإِنَّ «لا» عِيٌّ وَلُوْمٌ وَإِذَا تَخَيَّرْتُمْ فِي الطَّرِيقِ فَانْزِلُوا وَإِذَا شَكَكْتُمْ فِي الْقَصْدِ فَقِفُوا وَتَآمَرُوا وَإِذَا رَأَيْتُمْ شَخْصاً وَاحِداً فَلا تَسْأَلُوهُ عَنْ طَرِيقِكُمْ وَلا تَسْتَرْشِدُوهُ، فَإِنَّ الشَّخْصَ الْوَاحِدَ فِي الْفَلَاةِ مُرِيبٌ لَعَلَّهُ يَكُونُ عَيْنَ الصوص أَوْ يَكُونُ هُوَ الشَّيْطَانَ الَّذِي حَيَّرَكُمْ وَاحْذَرُوا الشَّخْصَيْنِ أَيْضاً إِلَّا أَنْ تَرَوْا مَا لا أَرَى، فَإِنَّ الْعَاقِلَ إِذَا أَبْصَرَ بِعَيْنِهِ شَيْئاً عَرَفَ الْحَقَّ مِنْهُ وَالشَّاهِدُ يَرَى مَا لا يَرَى الْغَائِبُ.
يَا بُنَيَّ! إِذَا جَاءَ وَقْتُ الصَّلاةِ فَلا تُؤَخِّرْهَا لِشَيْءٍ وَصَلُّهَا وَاسْتَرِحْ مِنْهَا، فَإِنَّهَا دَيْنٌ وَصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ وَلَوْ عَلَى رَأْسِ زُجّ وَلَا تَنَامَنَّ عَلَى دَابَّتِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُسْرِعُ فِي دَبرِهَا وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِ الْحُكَمَاءِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ فِي تَحْمِل يُمْكِنُكَ التَّمَدُّدُ لاسْتِرْخَاءِ المُفَاصِلِ، فَإِذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمُنْزِلِ فَانْزِلْ عَنْ دَابَّتِكَ وَابْدَأُ بِعَلْفِهَا قَبْلَ نَفْسِكَ، فَإِنَّهَا نَفْسُكَ وَإِذَا أَرَدْتُمُ النُّزُولَ فَعَلَيْكُمْ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ بِأَحْسَنِهَا لَوْناً وَأَلْيَنهَا تُرْبَةً وَأَكْثَرِهَا عُشْبَةٌ وَإِذَا نَزَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ تَجْلِسَ، فَإِذَا أَرَدْتَ قضَاءَ حَاجَتِكَ فَابْعُدِ المُذْهَبَ فِي الْأَرْضِ وَإِذَا ارْتَحَلْتَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ وَدْعِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَلْتَ بِهَا وَسَلَّمْ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا، فَإِنَّ لِكُلِّ بُقْعَةٍ أَهْلَا مِنَ الملائِكَةِ وَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لا تَأْكُلَ طَعَاماً حَتَّى تَبْدَأَ فَتَتَصَدَّقَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَعَلَيْكَ بقراءَةِ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دُمْتَ رَاكِباً وَعَلَيْكَ بِالتَّسْبِيحِ مَا دُمْتَ عَامِلاً عَمَلاً وَعَلَيْكَ بِالدُّعَاءِ مَا دُمْتَ خَالِياً وَإِيَّاكَ وَالسَّيْرَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى آخِرِهِ وَإِيَّاكَ وَرَفْعَ الصَّوْتِ فِي مَسِيرِكَ(1).
___________________________
(1) مكارم الأخلاق، ص 252 - 253.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة