أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2017
1452
التاريخ: 2024-06-25
662
التاريخ: 2024-02-01
1104
التاريخ: 2024-07-20
503
|
ومن أهم الحيوانات المقدسة لدى المصريين التي لا تقل في انتشار عبادتها عن الثور الكبش الذي كان يُعبد في «منديس». ومما تجدر ملاحظته هنا أن اسم هذه البلدة بالمصرية «زدت» كان يشبه على وجه التقريب كتابة اسم بلدة «بوصير = زدو». وتدل شواهد الأحوال على أنه كانت توجد صلة قديمة بين هذين البلدين (راجع Kees Gotterglaube p. 165). وعلى أية حال فإن الإلهين «أوزير» و«الكبش» كانا قد وُحدا منذ الأزمان المبكرة، وهذا ما يؤكد العلاقة الموغلة في القدم بين البلدين اللذين كان يُعبد فيهما هذان الإلهان، والعمود الذي نجده يدخل في كتابة كل من اسم البلدين كان في بادئ الأمر رمزًا شمسيًّا كما يُفهم ذلك من بعض متون الأهرام (Kees Tohenglauban pp. 219, pyr L. 389 b).
وهذه الأحوال المختلفة يُحتمل أنها أصل لاتفاق كان لا بد أن يحتل مكانة ذات حظوة عظيمة في العصر المتأخر؛ فقد حُكي أن روحي «أوزير» و«رع» قد تقابلا في «منديس» وقد اتحدا سويًّا اتحادًا وثيقًا حتى إنهما أصبحا يؤلفان وحدة لا انفصام لها مظهرها «كبش منديس» (راجع Kees Totenglauben p. 220-1 and Gotterglauben p. 165).
وقد ذكر لنا «مانيتون» أن عبادة الكبش كانت معروفة في مصر كعبادة كل من العجلين «أبيس» و«منفيس» منذ بداية الأسرة الثانية، غير أن «مانيتون» على ما يظهر لم يكن لديه معلومات أكيدة عن هذا الموضوع كما ذكرنا ذلك من قبل، وعلى ذلك فإنه من الجائز أن عبادة الكبش ترجع إلى عهد ما قبل الأسرة الثانية بل وإلى ما قبل التاريخ، وعلى أية حال فإن بلدة «منديس» يظهر أنها كانت من أقدم محاريب الدلتا المقدسة، ويمكن عدُّها من بين المدن المقدسة التي كان يحج إليها الموكب الجنازي لملوك «بوتو» في تنقلاتهم الطويلة إلى مدن مصر المقدسة التي كان لزامًا عليهم أن يحجوا إليها قبل الدفن (راجع Junker, Mit. Kairo IX, p. 1–39).
والمعلومات التي لدينا عن كبش «منديس» على الرغم من أنها نادرة فإنها كافية لتوضح لنا أن النظام «اللاهوتي» الذي كانت تسير عليه عبادته كان كذلك مركبًا كنظام عبادة الثيران المقدسة في «منف» و«هليوبوليس» و«أرمنت «.
والواقع أن هذه الحيوانات المقدَّسة على ما يظهر كانت تؤلف همزة وصل بين نظامين كل واحد منهما في أصله مختلف عن الآخر.
والاعتقاد الذي لا ريب فيه هو أن كهنة العصر المتأخر — وهم الذين كانوا يُعدون أساتذة في فن التوفيق بين الصفات المقدسة الإلهية لم يترددوا في أن يؤلفوا بكل جرأة على حسب القواعد التي تبيح اتصاف الآلهة بأوصاف واحدة في وقت واحد؛ أن يطبقوها بكل وسيلة تسمح بها عبادة الحيوانات المقدسة التي كانوا يعبدونها؛ فكان لا يوجد لديهم أي مانع في أن يتصف الكبش بكل الصفات التي كان يتصف بها أي ثور مقدس.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|