المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

الاجهادات الكيماوية Chemical Stresses
26-10-2017
Dithionous acid, H2S2O4
21-3-2017
MANOVA
2-5-2021
اسباب حدوث الانهيارات والانزلاقات الأرضية - العوامل البشرية
27/11/2022
قطة هويلر
20-6-2016
قصة سليمان
2-06-2015


الشيوخ والذكاء والذهن  
  
176   09:50 صباحاً   التاريخ: 2024-10-04
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 26 ــ 27
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/12/2022 1224
التاريخ: 2024-07-29 457
التاريخ: 2024-09-18 132
التاريخ: 2023-02-16 1365

(يقول شارل ريشيه: تضعف قوى الذهن وجميع القوى المتعلقة بها بالتدريج حتى سن الخامسة والأربعين، وبعد هذه السن تضعف بسرعة. والأشخاص الذين يعمرون كثيراً ويضعفون تزول عنهم قوة الذهن، ولكن بالعكس فإن قوة الإبداع والابتكار، التي تنبع من الذكاء والفراسة، تصل إلى ذروتها بين سن الثلاثين والأربعين حتى الخمسين، ثم تأخذ بالضعف بعد سن الخامسة والخمسين والستين بالتدريج، وتصاب بالركود في الخامسة والسبعين رغم انه يوجد في مثل هذه المرحلة نوابغ في العالم جعلوا هذا الافتراض او القاعدة في موقع التردد والشك) (1).

ـ تجارب العمر:

والأشخاص الذين يجتازون مرحلة الشباب والكهولة ويعيشون في الشيخوخة، لهم أفكارهم الخاصة، ولهم رغبات تنسجم مع ضعف وعجز الجسم والتحولات الروحية. وهؤلاء قد ذاقوا الحر والبرد واجتازوا تضاريس كثيرة في الحياة، وتلقوا في مدرستها تجارب فنضجت أفكارهم. ولكنهم مع الأسف فقدوا أيام الشباب التي هي مرحلة التحرك والنشاط، وأصبحوا ضعفاء الآن. وعندما يرون تسرع الشباب في اتخاذ رأيهم دون دراسة ومحاسبة، ينظرون إلى أسلوب تفكيرهم باستصغار ويأسفون على غفلتهم وعدم تجربتهم.

(إن أكثر الناس في سن الاربعين ليسوا غير ذكرى ورماد لنار كانت ملتهبة يوماً ما، والشيء المحزن في الحياة هو أن العقل والحكمة يكتملان في وقت يكون فيه الشباب قد مضى. ليت الشباب كان يعلم، وليت الشيخوخة كانت ذات قوة !!) (2).

ـ الشيوخ والحياة الهادئة:

وهؤلاء عندما يرون جسمهم الضعيف وأعصابهم المتزلزلة يقلقون ويخافون من الأعمال التي تستلزم القوة والنشاط الشديد، ويبتعدون عن الأعمال المستلزمة للحركة، ويأملون أن يعيشوا في جو اجتماعي وأسري هادئ، ليتمكنوا من قضاء مرحلة الشيخوخة براحة وطمأنينة وإمضاء بقية العمر في سكون وهدوء.

(إننا كلما انسجمنا مع البيئة التي نعيش فيها خشينا متاعب الانسجام المجدد في حالة حدوث تغييرات جديدة أساسية. إننا نفضل بعد سن الأربعين أن تصبح الدنيا هادئة وصامتة وأن تتجمد صورة الحياة المتحركة فتصبح لوحة ثابتة) (3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ابق شابا لمائة وخمسين عاما، ص 14.

2ـ مباهج الفلسفة، ص 492.

3ـ المصدر السابق، ص 496. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.