أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2016
9010
التاريخ: 11-1-2016
3237
التاريخ: 20-10-2014
2938
التاريخ: 10-12-2015
3210
|
مقا- سقر : أصل يدلّ على إحراق أو تلويح بنار ، يقال سقرته الشمس ، إذا لوّحته. ولذلك سمّيت سقر ، وسقرات الشمس : حرورها. وقد يقال بالصاد.
مفر- سقرته الشمس ، وقيل صقرته ، أي لوّحته وأذابته ، وجعل سقر اسم علم لجهنّم - . { مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }. ولمّا كان السقر يقتضي التلويح في الأصل : نبّه بقوله-. { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [المدثر : 27 - 29] : أنّ ذلك مخالف لما تعرفه من أحوال السقر في الشاهد.
الجمهرة 2/ 334- وسقرته الشمس تسقره سقرا ، بالسين والصاد ، إذا آلمت دماغه. ومنه اشتقاق سقر ، ولم تتكلّم بسقر الّا بالسين ، وأمّا السقر والصقر : فقد جاء بالسين والصاد.
صحا- سقرات الشمس : شدّة وقعها. وسقرته الشمس : لوّحته ، ويوم مسقّر ومصقّر : شديد الحرّ. وسقر : اسم من أسماء النار.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الحرارة الشديدة بحيث يوجب تغيّرا في لون أو صفة ، وهذا المعنى قريب من الحمّ وقبل التوقّد والاشتعال والالتهاب والتحرّق ، راجع السعر.
{ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [المدثر : 25 - 30].
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر : 42 ، 43].
{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ} [القمر : 48].
ينبغي التنبيه على امور :
1- إنّ سقر علم للنار المعذّب فيها الكفّار والعصاة.
2- وهذه الكلمة غير منصرفة لوجود الوصفيّة والعلميّة ، فإنّها في الأصل كانت وصفا كحسن ، وهو النار شديد الحرارة تؤثّر وتغيّر.
3- قلنا إنّ سقر علم للنار لا لمحلّ النار ومحيطها كجهنّم ، ويدلّ على ذلك قوله تعالى : . { لا تُبْقِي ولٰا تَذَرُ لواحة }... ، . {يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ } [القمر : 48].... {ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ } [القمر : 48].
فانّ هذه صفات مربوطة بالنار لا بالمحيط.
4- لا تبقي ولا تذر : أي لا تبقي الوارد عليها على الحالة والكيفيّة والمرتبة والخصوصيّات السابقة ، بل تغيّرها وتمحوها ، ثمّ لا تتركه أيضا حتّى يستريح ويستفرغ عن عذابها ، بل يدوم فيها.
5- لوّاحة للبشر : أي إنّها متلألئة ومتجلّية مختصّة للبشر.
6- يسحبون في النار : قد سبق أنّ السحب هو الجرّ منبسطا على الوجه في النار ، فمسّ سقر يكون تفسيرا ونتيجة للسحب في النار.
7- عليها تسعة عشر : الظاهر بقرينة ما بعده - . { وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً} [المدثر : 31] : أنّ المراد الملائكة الموكّلين عليها.
وأمّا عدد تسعة عشر : فهو حاصل جمع تسعة مع عشر ، والتسعة مجموع أعداد الآحاد ، فانّ آحاد الأعداد تسعة ، وبعدها هو العاشر وهو أوّل عدد من العشرات ، فيجمع التسعة مع العشرة. ولعلّ هذا إشارة الى كثرة الموكّلين المحاسبين القائمين على السقر ، وأنّ كلّا منهم موظّف على طرف وطريق ونوع خاصّ منها بتنوّع أهاليها.
8- لم نك من المصلّين : الصلاة أوّل وظيفة للعبد ، فانّها أحسن وسيلة وأعظم رابطة بين العبد والربّ ، ومن لم يك مصلّيا فهو منقطع عن اللّه تعالى ، ومن انقطع عن مبدأ الرحمة والفيض واللطف فهو في السقر.
9- ما سلككم في سقر : وقد ذكر كلّ من سقر والسعير وجهنّم والجحيم والحميم والنار ، في مورد يناسب مفهوم كلّ واحد منها فراجعها.
10- حقيقة هذه العوالم الاخرويّة وتفصيل كيفيّاتها وخصوصيّاتها : غير مدركة لنا في هذه الدنيا المحدودة الجسمانيّة الماديّة ، إلّا أنّا ندرك منها ما يتيسّر لنا وما في مقدورنا ولنا اليه سبيل من بصيرتنا ومعرفتنا ، وما أعطانا اللّه جلّ وعزّ من النور والعلم. وممّا يمكن لنا معرفته من عوالم الآخرة : الجهة الروحانيّة منها الّتي ندركها بعقولنا ونشاهدها بقلوبنا ، وأمّا الجسمانيّة : فليس لنا اليها سبيل.
ونحن نشير الى هذه الجهة في الموارد المختلفة من هذا الكتاب ، فانّ هذا المقدار هو القدر المسلّم المقطوع به من خصوصيّات العوالم الآخرة.
______________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ~ ١٣٣٤ هـ.
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|