في أحد الأيام في العام 2014، ممسكًا بزوج من الصور، اندفع واحد من أعضاء فريقي في معهد الأبحاث في نيوكاسل بحماسة إلى مكتبي. كان الدكتور مافين ماكولي قد أمضى سنتين يقيس حجم البنكرياس في أناس مصابين بالسكّري من النوع الثاني. كان صراعًا بالفعل. ولكنه الآن كان قد بدأ في قياس حجم البنكرياس في أناس لا يعانون من السكري، ولم يستطع فقط أن يصدق ما رأته عيناه. ها هو، واضح بلمحة واحدة. مقارنة بالبنكرياسات الصغيرة المثلّمة في مرضى السكري من النوع الثاني التي تصارع معها مافين لفترة طويلة (وافترض أنها طبيعية الحجم والشكل)، كان لديه هنا بنكرياس ذو حجم أميري؛ ومن ثم أخر ممتلئ على نحوٍ جميل.

لحظات وجدتها في العلم نادرة الحدوث ولكنها جديرة بالاستمتاع بها! يقال غالبا أن البحث الطبي عبارة عن 99% جهد و1% إلهام، ولكن يمكننا أن نضيف أنه أيضا 99.9% عناء و0.1% حماسة هائلة. يُظهر الشكل 3.9 بنكرياسَين من شخصين من نفس الجنس والعمر والوزن، ولكن أحدهما فقط يعاني من السكري من النوع الثاني تظهر هاتان الصورتان بالضبط الشيء الذي كان مارفين متحمسا جدا بشأنه. لا يتطلب الأمر خبيرا لرؤية الفرق.

صورة ثلاثية الأبعاد للبنكرياس البشري مشتقة من صور الرنين المغناطيسي. البنكرياس العلوي من شخص لديه تحكم طبيعي بالغلوكوز، والبنكرياس السفلي من شخص مصاب بالسكري من النوع الثاني.

هذا الاكتشاف بأن حجم البنكرياس في الناس المصابين بالسكري من النوع الثاني يبلغ فقط ثلثي حجم البنكرياس في الناس غير المصابين بالسكّري والذين هم من نفس جنس وعمر ووزن أولئك جعلنا تنطلق بسرعة إلى المكتبة لنستطلع إن كان علماء آخرون قد لاحظوا الأمر نفسه. قلَةً منهم لاحظوا بالفعل، ولكن بسبب العدد الهائل من الأبحاث العلمية التي تنشر كل سنة، تكون المعلومات الهامة متوفرة أحيانًا ولكن ليست ملاحظة على نطاق واسع. إذا ميز العلماء مفاهيم جديدة خلال مسيرتهم وكتبوها في مقالات موجزة، فقد تصبح هذه مناقشة على نطاق واسع وفي النهاية يتم دمجها في الكتب المقررة، ولكن في وقت كتابة هذا الكتاب، كانت قلة بالفعل من اختصاصيي السكري يعرفون أن البنكرياس لشخص مصاب بالسكري من النوع الثاني صغير الحجم.

ما الذي عناه كون البنكرياس أصغر حجمًا في الناس المصابين بالسكري من النوع الثاني؟ كان هناك احتمالان. يحتمل، كما خمّنا، أن الناس الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالسكّري من النوع الثاني قد ولِدوا ببنكرياسات صغيرة نوعا ما. من جهة أخرى، ربما يكون شيء ما قد سبب انكماش البنكرياس نتيجة للسكري نفسه؟ كان علينا أن نستكشف.

قراءة سريعة

ـ تدور الحياة حول إمداد الدماغ بالغلوكوز

ـ هذا الإمداد الثابت يأتي بشكل رئيسي من الكبد

ـ ينظم الإنسولين إطلاق الغلوكوز من الكبد لإبقاء غلوكوز الدم ثابتا

ـ يتحكم الإنسولين أيضا بمكان تخزين الكربوهيدرات من وجبة طعام

ـ يتفاوت الناس في مدى حساسية عضلاتهم للإنسولين.

ـ تؤدي مقاومة الإنسولين في العضلات إلى تحويل الغلوكوز إلى دهن

ـ خلال نقص الطعام، تصنع الكيتونات للتعويض عن نقص الغلوكوز.