تشمل التندرا نطاقا عظيم الاتساع في الأصقاع الباردة التي يقصر فيها فصل النمو بدرجة لاتسمح بقيام حياة نباتية غنية ، وهي تمتد إلى الشمال من التايجا الذي سبقت الإشارة اليه ، ويكون الانتقال بينهما تدريجيا بصفة عامة ، فكلما اتجهنا ناحبة القطب قلت كثافة التايجا وتضائل أشجارها حتى تصل إلى مناطق يغطيها الجليد فى معظم شهور السنة ، ولا يوجد بها إلا فصل دافئ قصير لايزيد طوله على ثلاثة أشهر ، ولا يرتفع معدل درجة الحرارة في أى شهر من شهوره عن 10 م ، ولكنه يزيد عن 6 م في شهر أو شهرين منها ، وفى هذا الفصل تنمو حياة نباتية فقيرة قصيرة العمر تتكون من أعشاب وطحالب وبعض نباتات ذات أزهار جميلة ، وقد تختلف النباتات من بقعة إلى أخرى تبعا لبعض الاختلافات المحلية الخاصة بطبيعة سطح الأرض، ففي المواضع المنخفضة التي تتحول إلى مستنقعات عند ذوبان الجليد تشمل الحياة النباتية كثيرا من الطحالب Mosses  وحشائش البحر  Lichens  التي تكثر كذلك على شواطيء البحار ، أما على المنحدرات التي تتجه نحو الجنوب فتنمو كثير من النباتات ذات الأزهار المختلفة لأن هذه المنحدرات تكون أدفأ نسبيا ونصيبها من أشعة الشمس الأكبر من نصيب الأراضي المنخفضة أو المنحدرات الشمالية .

وتتميز جميع هذه النباتات بأن جذورها قصيرة ، لأن ذوبان الجليد في فصل الصيف يكون غالبا مقصورا على طبقة سطحية رقيقة من التربة ، بينما تظل التربة السفلية متجمدة ولا تسمح لجذور النباتات بالتعمق فيها وتتناقص النباتات بطبيعة الحال كلما اقتربنا من القطب حتى تنتهى تماما في المناطق التي يغطيها الجليد الدائم ، وهى التى يطلق عليها أحيانا اسم الصحاري الجليدية .

وتشمل الحياة الحيوانية في التندرا بعض أنواع الحيوانات والطيور التي تتميز بمقدرتها على تحمل البرودة ، وتعتبر الرئة  Riendeer  من أهم هذه الحيوانات ، وقد استطاع سكان التندرا أوراسيا أن يستأنسوها ويستخدموها في الزحافات التي يستخدموها في تنقلاتهم ، وذلك فضلا عن أنهم يأكلون لحمها ويستفيدون من جلودها في صناعة ملابسهم وخيامهم ، ويطلق اسم الكاريبو  Caribou  على الرنة التي تعيش في شمال كندا، وهي لم تستأنس بعد ، ويقوم الإسكيمو الذين يعيشون هنا بصيدها ، وتتغذى الرئة  أو الكاريبو  على العشب الذى يمكنها أن تحصل عليه حتى في فصل الشتاء بأن تكسر بحوافرها وقرونها طبقة الجليد التي تغطيه .

وتعيش في التندرا كذلك بعض الحيوانات المفترسة التي أهمها الدبية والذئاب والثعالب وهى تعتمد في غذائها على الحيوانات الصغيرة التي تنتشر في هذا الإقليم ، ومن أهمها الجرذان والأرانب القطبية ، وبعض هذه الحيوانات مثل الثعالب تمتاز بأن لها قراء ناعما مما يجعل له قيمة عظيمة من الناحية الاقتصادية ، ولهذا فان صيدها والاتجار فى فرائها يعتبر من الحرف المهمة التي يقوم بها السكان ونظرا لفقر التندرا في فصل الشتاء ولأن الأرض تكون مغطاة بالثلوج حيواناتها تهاجر إلى نطاق الغابات الصنوبرية في الجنوب بينما يقضى بعضها الآخر معظم أيام هذا الفصل في جحور يخبرها تحت الثلوح حيث تكون درجة الحرارة أعلى نسبيا منها على السطح

وتتميز المياه الساحلية في إقليم التندرا بوجود حيوانات خاصة مثل فرس البحر   Seal  والدب القطبي ، وكثير من الطيور البحرية مثل طير البطريق ز أو البينجوين P :nguin ونوع من البط يعرف باسم بط الأيدر  Eider  وهو مشهور بريشه الناعم الذى يستخدم بكثرة في حشو الوسائد والألحفة وجميع . هذه الحيوانات تتغذى على ما تصطاده من أسماك وكائنات بحرية ، ولهذا فانها كثيرة التنقل فوق كتل الجليد التي تطفو فوق البحر ،وسكان التندرا قليلون جدا في الوقت الحاضر ، وهم يعتمدون في حياتهم على جرفتي الصيد والرعى ، ففى شمال كندا مثلا يقوم ( الإسكيمو ) بصيد حيوان و الكاريبو وسبع البحر ، ويكون ذلك بصفة خاصة في فصل الصيف ، أما في الشتاء فيرحلون نحو الجنوب حيث يقومون بصيد الحيوانات ذات الفراء في الأطراف الشمالية لنطاق الغابات الصنوبرية ، أما في شمال شبه جزيرة اسكنديناوة وفنلندة وروسيا فقد استطاعت جماعات اللاب أن تستأنس الرنة وتقوم برعيها وتنتقل من مكان إلى آخر بحثا عن المرعى .